سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المحادثات الفرنسية - الاميركية تصطدم بعقبات ومستشار لبوش يستبعد نشر قوة دولية قريباً - وزراء الخارجية . العرب الاثنين في بيروت - صاروخ ل "حزب الله" يصل الى 80 كلم في عمق اسرائيل لبنان : مجزرتان في البقاع والجنوب والغارات تقطع شرايين الاغاثة
وسّعت إسرائيل دائرة قصفها الجوي على لبنان امس فاستهدفت مزيداً من البنى التحتية والمدنيين الذين سقط عدد كبير منهم في القصف في الجنوب وايضا في مجزرة في بلدة القاع البقاعية قرب الحدود مع سورية، في حين ذكرت مصادر رسمية ان عدد القتلى في الحرب الاسرائيلية المفتوحة بلغ 955، إضافة الى 3300 جريح منذ بدء الحرب المفتوحة على لبنان في 12 تموز يوليو الماضي. وفي وقت فاقم الحصار الذي اشتد بفعل عمليات تدمير الجسور، أزمة إيصال المساعدات الإنسانية وعمليات الإغاثة.، تصطدم المفاوضات بين اعضاء مجلس الامن، وخصوصا فرنساوالولاياتالمتحدة، بكيفية الربط بين الدعوة الى"وقف الاعمال العدائية"وبين رزمة الحل السياسي التي يفترض ان يستند اليها وقف اطلاق نار دائم، فيما استبعد مسؤول اميركي كبير امكان ارسال قوات دولية الى لبنان في مستقبل قريب مشيرا الى احتمال تطبيق"نموذج غزة"في جنوبه. راجع ص 2، 3، 4، 5 و6 على الصعيد الميداني، اكدت مصادر منظمات الإغاثة ان مئات من الجنوبيين ممن بقوا في القرى التي كان الجيش الإسرائيلي انذر سكانها بإخلائها، باتوا في عداد المفقودين، حيث ما زالت عشرات الجثث تحت الأنقاض، بينما يتوقع ان يؤدي نفاد مخزون المحروقات نتيجة عدم تسهيل إسرائيل وصول باخرتين محملتين بها الى انقطاع الكهرباء خلال ايام، وهو الأمر الذي يشمل توقف مولدات الكهرباء في عدد من المستشفيات الكبرى، حتى في العاصمة بيروت، ومنها مستشفى الجامعة الأميركية. وسقطت ثلاثة صواريخ أطلقها"حزب الله"مساء أمس في مدينة الخضيرة التي تبعد 80 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، وهي أبعد نقطة تصل اليها صواريخ الحزب منذ بداية الحرب. وأكدت الشرطة الإسرائيلية سقوط الصواريخ الثلاثة في المدينة لم تسبب أي خسائر. وليلاً أعلنت قوات الأممالمتحدة في جنوبلبنان ان القوات الإسرائيلية توغلت بضعة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية امس وأن مواجهات عنيفة تدور بينها وبين مقاتلي"حزب الله"في المناطق الحدودية وأن قصفاً عنيفاً استهدف بلدات عدة. وأضاف بيان قوات الطوارئ"ان معارك عنيفة تجري بشكل متواصل في منطقة قوة الأممالمتحدة منذ 24 ساعة". وأن اسرائيل عززت قواتها في العديد من المواقع 7 بينها قرية مارون الراس قرب بلدة بنت جبيل التي كان الجيش الإسرائيلي دخلها قبل ايام ثم انسحب منها. وعلى وقع التطورات الميدانية الدراماتيكية، بما فيها المعارك الضارية بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي"حزب الله"في قرى حدودية، أكدت وزارة الخارجية المصرية امس ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً طارئاً في بيروت بعد غد، سعياً الى وقف النار بين إسرائيل و"حزب الله". وأضافت ان مصر عرضت نقل الوزراء الى العاصمة اللبنانية بطائرة نقل عسكرية من طراز"سي - 130"كي يتسنى لهم حضور الاجتماع. وأوضحت في بيان ان"هذا التحرك المصري يأتي في إطار الجهود المصرية الرامية الى إظهار الدعم والتضامن العربي مع شعب لبنان وحكومته، وبهدف تكثيف الحملة العربية للتوصل الى وقف العمليات العسكرية والمساعدة في التوصل الى إطار سياسي عام لحل الأزمة اللبنانية". وأجرى الرئيس حسني مبارك اتصالاً ليل امس برئيس الحكومة فؤاد السنيورة للتشاور حول آخر التطورات من اجل وقف النار. وتشاور السنيورة مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان حول الاتصالات في شأن صدور قرار بوقف النار عن مجلس الأمن. وكانت التطورات الميدانية شهدت أعنف عمليات القصف، حين بدأ فجراً بغارات على منطقة الأوزاعي القريبة جداً من العاصمة بيروت، وعلى أحياء سكنية في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، ما ادى الى سقوط شهيد مجنّد في الجيش اللبناني وأربعة جرحى مدنيين. وبين السابعة إلا خمس دقائق والسابعة والثلث صباحاً أغار الطيران الإسرائيلي فجأة على أربعة جسور تقع بين منطقتي البترون الشمالية ومنطقة جونية فدمرها بالكامل، في أول عملية قصف جوي تستهدف مناطق العمق المسيحي اللبناني، ما ادى الى سقوط خمسة قتلى وثلاثين جريحاً كانوا من ركاب السيارات المدنية التي دمّرت واحترقت. وأدت الغارات الى تدمير جسري المدفون والفيدار في الشمال وجسري المعاملتين قرب الكازينو وغزير في كسروان ما ادى الى إقفال الطريق الدولي بين بيروت وشمال لبنان. واعتبر معظم الأوساط اللبنانية ان احد اهداف قصف هذه المناطق كان تأليب المسيحيين على"حزب الله"، لكن زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون شدد على"ضرورة صون الوحدة الوطنية وعدم الأخذ بالتحريض ضدها، فالذي يستهدفنا يستهدفنا كلنا ولا يستهدف قسماً منا"، لافتاً الى ان"الجسور لا تزيد ولا تنقص من ثروة لبنان". وفيما تسبب تدمير الجسور الأربعة برعب في عدد من المناطق، لم تكد الساعة تتجاوز الظهر حتى ارتكب الطيران الإسرائيلي مجزرة ضد مجموعة من العمال الزراعيين في بلدة القاع البقاعية القريبة من الحدود مع سورية، حين قصف تجمعاً لهؤلاء وحوّل معظمهم اشلاء، وكثيرون منهم من العمال المياومين السوريين ومنهم نساء يعملن في القطاف. وقال مختار البلدة ل"الحياة"ان 35 شخصاً قتلوا في الغارة وأن الباقين وهم 12 عاملاً كانوا في عداد الجرحى. وكان الطيران الإسرائيلي دمّر جسراً يربط منطقة افقا بالبقاع قبل هذه الغارة، وليلاً قصف الطريق العام بين مدينتي بعلبك والهرمل مستهدفاً شاحنة صغيرة تنقل الخضار، فقتل مواطن وجرح آخرون. ولم تكن هذه التطورات الميدانية معزولة عن المجريات اليومية للمواجهات بين مقاتلي"حزب الله"والقوات الإسرائيلية في الجنوب والتي باتت حدثاً يومياً بعد سعي هذه القوات الى التقدم في 9 قرى، وعن القصف اليومي للقرى الحدودية التي باتت معظم مبانيها ركاماً كاملاً، ولا أثر للمنازل فيها، وفيما سقط مدنيان بالقصف وعدد من الجرحى تعذر احصاؤه، افادت معلومات الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام بأن الغارات الإسرائيلية على بلدة الطيبة التي لم يبق فيها سوى المسنين نظراً الى ان المعارك تدور حولها منذ ايام، ادت الى تدمير منزل في داخله 17 مدنياً فاستشهد بعضهم وسمعت اصوات استغاثة البعض الآخر من تحت الأنقاض. واستهدف الإسرائيليون منزلاً آخر في بلدة عيتا الشعب فيه مدنيون، ولم يُعرف عدد الضحايا بعد تدميره على من فيه، لكن وكالة"اسوشييتدبرس"نسبت الى مسؤولين امنيين ان 57 شخصاً دفنوا احياء في المنزلين اللذين دمرا في الطيبة وعيتا الشعب. وأسفرت المواجهات في هاتين القريتين وفي غيرهما، عن سقوط 3 قتلى من الجيش الإسرائيلي باعتراف ناطق باسمه، بينهم ضابط في لواء غولاني، فيما اكد"حزب الله"ان قتلى الجيش الإسرائيلي 6 جنود وأن مقاتليه دمروا 3 بابات"ميركافا"في المواجهة عند بلدة مركبا ومشروع الطيبة وفي عيتا الشعب. وأفادت تقارير محايدة وردت من الشريط الحدودي الجنوبي ان التقدم الذي أحرزه الجيش الإسرائيلي محدود جداً، يقاس بمئات الأمتار، وأن قواته تتقدم ثم تتراجع وأن ليس هناك تقويم واضح لما ينويه، لكن الواضح انه استقدم الى الحدود عدداً كبيراً من الجرافات التي ينوي استخدامها من اجل جرف البيوت وتدمير ما تبقى منها من اجل تسوية بعض القرى بالأرض تماماً، لا سيما في القرى الأمامية، وأنه قد ينوي ذلك بالنسبة الى بعض القرى التي تبعد مسافة 6 أو 7 كيلومترات عن الحدود الدولية. وفي سياق العمليات العسكرية اليومية ايضاً أطلقت المقاومة الإسلامية صليات عدة من الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى منذ الصباح، رداً على قصف جسور منطقتي كسروان والبترون، وبعد الظهر رداً على مجزرة القاع، ما ادى الى سقوط 4 قتلى اسرائيليين و 86 جريحاً، في عكا وغيرها من المستعمرات الشمالية. وليلاً أعلن بيان للمقاومة انها قصفت القاعدة المركزية لسلاح الجو الإسرائيلي في مستعمرات رمات ديفيد التي تبعد 47 كلم عن الحدود معلنة انها حققت فيها اصابات مباشرة. وبدلاً من ان تؤدي الجهود الدولية الكثيفة من اجل تكريس الممرات الإنسانية، البحرية والأرضية، الى زيادة نشاط المنظمات الإنسانية، حال التصعيد العسكري في الجنوب وفي العمق اللبناني دون نجاح مساعي التخفيف من الوطأة الإنسانية للحصار. وفي وقت أنذر الجيش الإسرائيلي قرى محيطة بمدينة النبطية بوجوب مغادرتها ووصلت المناشير التي تطلب من السكان مغادرة قراهم الى شمال الليطاني وبلدة الغازية القريبة من مدينة صيدا، تعذر على الأممالمتحدة إرسال قوافل المساعدات التي تسيرها يومياً الى مدينة صور وإلى بعض البلدات التي يتجمع فيها النازحون الذين باتوا يعانون فقدان مواد اساسية مثل المياه بلدة رميش. على الصعيد السياسي قال النائب عن"حزب الله"في البرلمان اللبناني الدكتور حسين الحاج حسن امس ان الحزب"وافق على 5 نقاط من خطة السنيورة". اضاف:"لن نسلم أوراقنا الى الأميركي والإسرائيلي... الأميركي يريد من لبنان التنازل تلو الآخر، ولا نقبل بأي شرط لا يكون انتصاراً للبنان". مجلس الامن وفي نيويورك، راقب أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة المفوضات المكثفة والسرية بين الولاياتالمتحدةوفرنسا الهادفة الى الاتفاق على صياغة لمشروع قرار في شأن لبنان يربط بين الدعوة الى"وقف الاعمال العدائية"أو"تعليق الاعمال العدائية"، وبين رزمة عناصر لحل سياسي أعمق وأشمل يؤدي الى وقف نار دائم. واستبعدت أوساط الأممالمتحدة أن تتطور الأمور الى درجة التصويت على مشروع اليوم، ورجحت إمكان التصويت مطلع الاسبوع المقبل في حال تلقي الدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن، لا سيما روسياوالصين، بايجابية، ما تتفق عليه الديبلوماسية الأميركية - الفرنسية والبريطانية. وسألت"الحياة"السفير الروسي فيتالي تشيركن عن"فرص"التوصل الى مشروع قرار خلال فترة العطلة الأسبوعية، فقال إنها"ليست جيدة". وزاد:"لا يمكنني أن أتنبأ بشيء". وأضاف:"هناك الكثير من المناقشات"بين الأميركيين والفرنسيين، ولكن"نحن أيضاً لنا دور فيها ونحاول تشجيع التوصل الى شيء ما بسرعة". ورداً على سؤال عما اذا كانت روسيا تشترط الاكتفاء بوقف الاعمال العدائية فقط في القرار، قال تشيركن:"لو كانت الأمور بهذه البساطة، لكننا حصلنا على اتفاق منذ زمن طويل، ولكن يجب أن يتضمن القرار ذلك ويجب أن ينفذ". مندوب الصين لو جامين قال إن الفرنسيين والأميركيين"حققوا بعض التقدم حول بعض الجوانب، لكن لا تزال هناك خلافات على مواضيع معينة، واعتقد ان الجانبين يجريان محادثات مكثفة وقد وعدوا أن يقدما شيئاً خلال نهاية الاسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل". واضاف رداً على سؤال ل"الحياة"إن"الأميركيين والفرنسيين يتكلمون مع أصدقائهم في منطقة الشرق الأوسط، لكن اصدقاءهم أيضاً لديهم خلافات حول الموضوع قرار أو قراران وحول ما إذا يتم الحصول على وقف النار أولاً أو نشر القوات الدولية أولاً، وهذا اختلاف اساسي". وتابع:"هذا الخلاف أساسي بين الأطراف في المنطقة، وبين الأطراف التي تتفاوض". وأضاف:"لقد دعينا الى وقف النار، أو على الأقل الى وقف الاعمال العدائية ولكن الموضوع صعب. ومن الصعب الحصول على إجماع. لكن الأعضاء يعملون على تحقيق ذلك". رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي سفير غانا نانا ايفه، قال:"أتمنى لو كان المجلس قد تحرك بشكل أسرع، ولكنني أفهم الصعوبات على الأرض". وتابع ان موعد اجتماع مجلس الأمن لتناول المسألة اللبنانية يعتمد على المفاوضات الجارية. وقال:"رغم ان الفرنسيين والاميركيين يقودان هذه المسألة، إلا أنهما لا يزال عليهما التحدث مع طرفي النزاع اي اللبنانيين والاسرائيليين، قبل الموافقة على أي رزمة. ولهذا السبب هناك تأخير في الاتفاق على قرار". رئيس البعثة اللبنانية الى مجلس الامن وزير الثقافة طارق متري قال في أعقاب اجتماعه مع رئيس مجلس الأمن انه بحث أمرين هما:"الجلسة التي تبحث في مشروع القرار، والتي من المرجح - إذا جرى كل شيء بشكل طبيعي - ان تنعقد في أول الاسبوع المقبل. وايضاً ملاحقة مسألة مجزرة قانا، خصوصاً بعد مجزرة البقاع اليوم". واجتمع السفير الأميركي جون بولتون والسفير الفرنسي جان مارك دولاسابليير صباح أمس الجمعة للعمل على نص منقح لمشروع القرار الذي انطلق من مشروع قرار فرنسي، لكنه تغير بصورة كبيرة وملحوظة، حسب المصادر،"وادخل العديد من التنقيح والاضافات عليه". وأكدت المصادر الأميركية"اننا على وشك الاتفاق على نص"لمشروع القرار وهو غير النص الذي تتداوله الأوساط الاعلامية، بسبب تعهد الطرفين الأميركي والفرنسي التزام التكتم حرصاً على مصلحة المفاوضات". وأضافت المصادر ان النص المعدل اعيد الى العاصمتين اللتين ستقرران اذا كان نهائيا أم انه يحتاج المزيد من التعديل والتنقيح. وهذا بدوره يفيد في توقع مواعيد التحرك مع اعضاء مجلس الأمن لبحث المشروع ومواعيد طرحه الى التصويت بعد الاتفاق. مصادر أخرى في مجلس الأمن الدولي قالت ل"الحياة"ان المفاوضات الاميركية - الفرنسية تتناول مختلف الأمور بينها تفاصيل التعابير اذ ان الولاياتالمتحدة تفضل تعبير"تعليق الاعمال العدائية"فيما تفضل فرنسا تعبير"وقف الاعمال العدائية". الحدود اللبنانية - السورية مصادر أخرى أفادت أن هناك كلاماً عن"مراقبة الحدود بين لبنان وسورية"، وأن هناك نقاشا ومحادثات في جوانب عدة لهذه الناحية بما فيها أي هيئة ستقوم بهذه المراقبة. ورفضت المصادر الأميركية التعليق على هذه المسألة. وقالت المصادر ايضاً إن ما تبحث فيه الديبلوماسية الأميركية والفرنسية كيفية"الربط"بين تعليق أو وقف الاعمال العدائية وبين رزمة العناصر الأساسية والتي هي"أقرب"الآن الى الخطة اللبنانية المكونة من 7 نقاط، وهدفها تحديد اطار الحل السياسي البعيد المدى في القرار ذاته. وتابعت:"لن نفاجأ اذا وردت الاشارة الى مزارع شبعا"في القرار بالصورة التي وردت فيها في الخطة اللبنانية"وليست هذه هي النقطة العالقة"في المفاوضات وانما"صيغة الربط"بين وقف العداءات وبين الاطار السياسي للحل بما يجعل الأمرين من مطالب مجلس الأمن التي يتوجب اتخاذ اجراءات تلبيها. وفيما هناك إقرار مبدئي لفكرة اصدار قرارين، حيث يتناول القرار الثاني القوة الدولية المكلفة بمساعدة الحكومة اللبنانية بسط سلطتها على كامل أراضيها، لم يكن هناك وضوح حول المواعيد والجداول الزمنية بين القرارين لكن المصادر توقعت فترة اسبوعين. واشارت الى إن هناك من يرغب في بحث لغة وتفاصيل ولاية القوة الدولية في القرار الثاني الآن وليس لاحقاً. وقادت الديبلوماسية الأميركية - الفرنسية المداولات في شأن مشروع القرار ببالغ الدقة والحذر والسرية، ما أسدل الستار على مِن هي الأطراف التي تتناقش واشنطنوباريس معها غير الحكومة اللبنانية والحكومة الإسرائيلية، وإذا كان هناك حقاً طرف آخر غيرهما مثل"حزب الله"تحاوره باريس عبر القناة الإيرانية. مستشار بوش وفي واشنطن، قال مسؤول اميركي كبير سابق يعمل مستشاراً للرئيس الاميركي جورج بوش ان فرص ارسال قوة دولية الى جنوبلبنان لوقف اطلاق النار"تبدو شبه معدومة"، على رغم وجود اجماع على تشكيلها في اطار قرار لمجلس الامن. واوضح ان"ما سيحدث على الارجح وقف تدريجي للتصعيد مع احتفاظ اسرائيل بشريط امني في جنوبلبنان خال من قوات حزب الله تحافظ عليه عن طريق القصف الجوي والاختراقات البرية المحدودة كلما تطلب الامر". ورأى ان"تكرار سيناريو غزة في جنوبلبنان ليس مستبعداً في ضوء المعطيات الحالية". وحذر طهران ودمشق مجددا من ان"النزاعات في الشرق الاوسط لها قدرة على التوسع وجذب اطراف اخرى". من جهتها، حذرت مصادر ديبلوماسية اوروبية في واشنطن القيادة الايرانية من ان الاتحاد الاوروبي سيحملها"مسؤولية مباشرة"في حال اقدم"حزب الله"على إطلاق صواريخ على تل ابيب كما هدد امينه العام السيد حسن نصرالله اخيرا. وقالت المصادر ل"الحياة"إن الاتحاد الاوروبي سيتخذ اجراءات عقابية بحق طهران ويشدد من موقفه ازاء النزاع حول برنامج ايران النووي، وهو"ما قد يقود الى عواقب وخيمة ستتحمل القيادة الايرانية نتائجها". وقالت المصادر ان قيام"حزب الله"باطلاق صواريخ من نوع"زلزال"على تل ابيب"سيعتبر قرارا ايرانيا وستكون له تداعيات بعيدة المدى بالنسبة للعلاقات الاوروبية - الايرانية". واوضحت ان استهداف تل ابيب يختلف عن استهداف مناطق شمال اسرائيل"لجهة ردود الفعل الاسرائيلية المحتملة والابعاد الاستراتيجية لهجوم من هذا النوع". واشارت الى ان"هناك من يتساءل ما إذا كانت ايران مستعدة ايضا للسماح بإستهداف مدن اوروبية بصواريخ من هذا النوع فيما تطمح طهران لبناء قدرات نووية". وفي باريس، علمت"الحياة"من مصدر فرنسي مطلع أن سفيري فرنساوالولاياتالمتحدة في مجلس الامن، جان مارك دولاسابليير وجون بولتون، توصلا إلى صيغة لمرحلة أولى تدعو إلى وقف اطلاق النار وتتضمن اتفاقاً سياسياً مع التزام من الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية للأمين العام للأمم المتحدة. وقال المصدر إنه رغم التفاهم على الصيغة، يبدو أن هناك صعوبات تظهر من الجانب اللبناني، كون رئيس مجلس النواب نبيه بري وصف الصيغة بأنها اتفاق 17 أيار مايو جديد، وهي غير مقبولة، والمشكلة الثانية هي أن الحكومة الإسرائيلية لم تعط بعد موافقتها عليها.