ظلت التقارير عن صحة الرئيس الكوبي فيدل كاسترو غامضة، بعد مرور 72 ساعة على تسليمه زمام الحكم إلى شقيقه راوول اثر تعرضه لنزيف داخلي في المعدة، في وقت صعّدت المعارضة الكوبية في المنفى دعواتها إلى استغلال الوضع لإطاحة النظام. في المقابل، بدا أن"النظام"الكوبي يمهّد لتحول المرحلة الانتقالية إلى دائمة، عبر دفع المجتمع المدني إلى مبايعة راوول"وزير الجيش"و"الزعيم الثوري"وتقديم الدعم له، ما يشير إلى محاولة تدارك للفراغ المحتمل في ظل تردي صحة رأس السلطة. وركز الإعلام الكوبي على"النسبة العالية لجهوزية القوى الدفاعية ووسائلها القتالية". وذكّر بأقوال كاسترو إن الحزب الشيوعي"هو الوريث الحقيقي الوحيد"له. ولم يظهر الرئيس الكوبي منذ الإعلان الاثنين عن نقله موقتاً السلطة إلى شقيقه راوول، ما عزّز التكهنات عن خطورة وضعه الصحي. في غضون ذلك، وجهت"المؤسسة الكوبية الأميركية"كبرى التنظيمات الكوبية في المنفى في الولاياتالمتحدة دعوة إلى إطلاق انتفاضة عسكرية أو شعبية في كوبا بعد تسلم شقيق الرئيس الكوبي الحكم. وقال رئيس المؤسسة خورخي ماس سانتوس:"توجد اليوم فرصة للرجال والنساء الشجعان الذين يريدون أن تسلك كوبا طريقاً آخر. اغتنموا هذه الفرصة". واعتبر ماس سانتوس أن كاسترو اختار"عند اقترابه من الموت أن يسمي ورثة يستأثرون بثروات البلاد كما لو أن كوبا وسكانها كانت ملكهم". في مدريد، أقامت منظمة"كوبا إلى الديموقراطية الآن"جنازة للرئيس الكوبي في إحدى اكبر ساحات مدريد أمس، و طالبت إلى جانب الجمعيات التي تضم عدداً كبيراً من المواطنين الكوبيين الذين يعيشون في المنفى، بالبدء برسم عملية انتقالية"عميقة وحقيقية"بمساعدة الحكومة الإسبانية. أما خافيير مارتينيث، الأمين العام للمؤسسة الأسبانية - الكوبية فقد طالب بالتزام الهدوء والحذر مشيراً إلى أن المعلومات الصحيحة حول ما حصل للرئيس الكوبي"لم تخرج من دائرة صغيرة إلى جانبه"و"على الكوبيين ألا يسقطوا من حسابهم إمكان عودته إلى إلقاء الخطب بعد شهرين". وعبر مارتينيث عن خوفه من انتشار عمليات القمع وأعمال العنف بين مؤيدي النظام ومعارضيه خصوصاً عائلات المنفيين والناشطين في لجان حقوق الإنسان. واشنطن أما الولاياتالمتحدة فيبدو أنها بدأت تفكر باتخاذ إجراءات لمساعدة"حلفائها". واجتمع عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين ببعض كبار مسؤولي"مجلس الأمن الوطني"الأميركي لتحليل"الانتقال الموقت للسلطة"في كوبا. ونظموا لوائح بأسماء شخصيات بين المنفيين في ميامي القريبة من كوبا، من الممكن أن يعودوا إلى بلادهم لمواجهة الوضع السياسي الجديد وإجراء اختراق في صفوف محيط راوول ، إضافة إلى وضعهم مشاريع حلول للهجرة في حال حصولها.