انتهى اجتماع وزراء خارجية الدول العربية بالقاهرة الى التنويه بالمقاومة الاسلامية بلبنان. وأعلن امير قطر، وهو اول وأرفع مسؤول عربي يزور لبنان بعد الحرب، ان انتصار المقاومة الاسلامية بلبنان هو اول انتصار عربي في مواجهة اسرائيل. وتدل التصريحات العربية في الايام الاخيرة على تغير المواقف العربية، وتخففها من ضغوط مارسها الغرب طوال السنوات الاربع الاخيرة، خصوصاً بعد اجتياح العراق. ودار كلام بعضهم على ظهور"هلال شيعي"مقلق، وعلى ضياع مصالح اهل السنّة والمخاطر المحدقة بها. وتمسكت بعض الدول بخطاب التخويف من"هلال شيعي"، في أثناء اجتماع الوزراء العرب. ولكن هذا الموقف لم يحل دون تأييد المقاومة الاسلامية. ولا شك في أن استراتيجية شيعة لبنان، بقيادة السيد حسن نصر الله والاستاذ نبيه بري تركت أثراً كبيراً، وأرست واقعاً جديداً وماثلاً أمام عيون العرب. وفي نهاية المطاف، استنتج الحكام ان"الهلال الشيعي"كان في خدمة البدر السني، وأن مطالب الشيعة تقتصر على استرجاع عزة المسلمين وكرامتهم الضائعة. وتتعدى مساعي الشيعي الدائرة المذهبية الضيقة، وتتجاوزها. والحق ان تعريف شيعة لبنان الهلال الشيعي والبدر السنّي بالشرق الاوسط تعريفاً واضحاً، خلف أثراً طيباً في قادة الدول العربية، ونبه الى الحاجة الى استراتيجية كبيرة مع ايران، والى مسارعة الأتراك إلى تعزيز علاقاتهم بالعرب. وهذا أمر إيجابي. فالوحدة بين العرب والفرس والاتراك، أي بين مسلمين على اختلاف انتماءاتهم القومية، هي قوة للعالم الاسلامي، وسبيله الى الخروج من الطريق المسدود. ولا يخلو التاريخ من المؤامرات. والمؤامرة الجديدة الكاذبة هي القول إن ايران هي مصدر التعصب والمذهبية، وان القومية الايرانية تتصدر الديانة والمذهب، وان بروز الهلال الى جانب البدر يعني انتشار القومية الفارسية في المحيط العربي. ولا ريب في أن مسؤولية ايران في الشرق، وآسيا الاسلامية، منذ قرون لم تكن يوماً على ما هي اليوم، رجاحة وحجماً. فعلى إيران إثبات قدرتها على تحمل مسؤولية الحفاظ على عزة الشطرين المسلمَيْن، ومصالحهما. عن د. محمد رضا وصفي، "همشهري" الايرانية، 22\8\2006