من أهم العوامل التي استخدمتها أميركا وإسرائيل، وبعض الدول العربية، في إضعاف"حزب الله"اللبناني، في الحرب الحالية، تهمة الحزب بأنه قوة خارجية، أو أجنبية، لا تفكر في المصالح اللبنانية، وتقتصر على خدمة المصالح السورية والإيرانية. وسعى مسؤولو الكيان الصهيوني الى التأكيد دوماً ان مشكلة إسرائيل ليست مع لبنان، أو الشعب اللبناني، بل مع"حزب الله"الذي كان السبب في تدمير لبنان، خدمة للمصالح السورية والإيرانية، وجلب المصائب كلها على لبنان. وفي هذه الأثناء لجأت بعض الأنظمة العربية الى الاستفادة من الخدعة الإعلامية. وهذا يعزز الاعتقاد بأن الدول التي شاركت في مؤامرة الاعتداء على لبنان، نسقت فيما بينها محاور الحرب النفسية والاعلامية. ونحن دائماً قلنا وكررنا ان الجمهورية الاسلامية في ايران هي قوة اقليمية كبيرة، تمتلك قدرة على المواجهة الواسعة وإمكانات الدفاع عن نفسها. وليست في حاجة الى قوى خارج حدودها. وشأن"حزب الله"في لبنان، والمقاومة في جنوبلبنان وفلسطين، ارفع من ان تحمل على ورقة أو وسيلة. وعلى نحو ما ان اميركا تزود إسرائيل الأسلحة بغير حساب، فمن حق المقاومة في لبنان وفلسطين الاستفادة من مساعدة الشعوب الاسلامية دفاعاً عن نفسها. وعلى نحو ما أصيب العدو بهزيمة مذلة وشنيعة في الحرب العسكرية، أصيب بهزيمة في الحرب النفسية والإعلامية. ولم يستطع ان يؤثر، ولو قليلاً، في الرأي العام في المنطقة. وهذا زاد الحب لپ"المقاومة الاسلامية"في لبنان، ولشخص السيد حسن نصرالله، زيادة كبيرة في العالمين العربي والاسلامي. ولا يحول هذا بين العدو وبين الرهان على مرحلة ما بعد وقف اطلاق النار، وعودة المهجرين ووقوفهم على حجم الدمار والخراب الحاصل، فيتحول الغضب على اميركا واسرائيل، وبعض الدول العربية، غضباً على"حزب الله"وسورية وإيران. الحق ان"حزب الله"، على رغم الانتصار الكبير الذي حققه في الحرب غير المتكافئة، وهزيمته أقوى جيوش المنطقة، فهو يواجه، في المستقبل القريب، مشكلات كبيرة، وعليه ان يتغلب عليها بالحكمة العالية وبالاستعانة بالله. عن محمد علي مهتدي، "همشهري" الايرانية، 13\8\2006