أكدت مصادر مقربة من الرئيس العراقي جلال طالباني أنه نجح في ترتيب لقاء بين زعيم"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"عبدالعزيز الحكيم والأمين العام ل"هيئة علماء المسلمين"حارث الضاري، في اطار المصالحة الوطنية. لكن لم يُحدد موعد لذلك بعد. وفيما أكد طالباني أمس أن قوات الأمن العراقية ستتسلم الأمن"بالتدريج في كل البلاد"نهاية العام الجاري، قتل 40 عراقياً بينهم 8 شرطيين و15 مسلحاً في هجمات متفرقة. وأوضحت مصادر الرئيس العراقي ان الضاري والحكيم أبلغاه موافقتهما المبدئية على اللقاء، سواء تم في بغداد او السليمانية. ورحب النائب والقيادي في"المجلس الأعلى"بالمساعي التي يبذلها طالباني في هذا الصدد، وقال إن"هيئة العلماء"أبدت مرونة أكبر في التعاطي مع مبادرة رئيس الوزراء نوري المالكي، وأن الاجتماع التحضيري الأخير لمؤتمر"الوفاق"في القاهرة كشف مواقف الهيئة في ما يتعلق بالدستور والوجود الاميركي في العراق، وقال إنها"أمور تحتمل النقاش والحوار"، مؤكداً وجود"اتفاق مبدئي لتشكيل لجنة فنية للتحقيق في تبادل التهم بين المجلس". ووصف عضو الهيئة عصام الراوي مبادرة طالباني بأنها"جادة ومهمة". واعترف الراوي بوجود مناطق في بغداد تحكمها الميليشيات والجماعات المسلحة، وقال إن"الميليشيات تفرض سيطرتها على بعض الأحياء، فيما تسيطر جماعات مسلحة تابعة لتنظيم"القاعدة"على احياء أخرى من بغداد والمدن الساخنة وعلى الطرفين أن يلعبا دوراً لفرض سلطة الدولة عليها". وتأتي مساعي طالباني لاجراء مصالحة بين"هيئة العلماء"التي تمثل السنّة على نطاق واسع و"المجلس الأعلى"الذي يمثل غالبية الشيعة في اطار المصالحة الوطنية التي تستثني"التكفيريين والصداميين الخائفين من وحدة الشعب"، على ما قال الرئيس العراقي الذي اتهم هؤلاء ب"افشال مبادرة المصالحة الوطنية بكل السبل". وأكد من جهة ثانية حرص العراق على علاقاته مع دول الجوار"ومنع أي جهة من العدوان على هذه الدول من أراضيه"، وكشف"اغلاق بعض المقرات غير القانونية لحزب العمال الكردستاني". وأعلنت وزارة الداخلية أمس البدء بتطبيق المرحلة الثانية من الخطة الأمنية بغداد الكبرى أولاً متعهدة في بيان"التعامل مع العناصر التي تحمل الأسلحة في كل الشوارع والمناطق كعناصر خارجة عن القانون ومتمردة وسيتم التعامل معها وفق قانون مكافحة الإرهاب". أمنياً، أعلن المقدم في الشرطة العراقية حسن الدلفي في بيان ان الشرطة قتلت 15 مسلحاً في اشتباكات قرب المدائن 65 كلم جنوببغداد وقتل 3 من افرادها، وأصيب 6 أشخاص بينهم 4 من الشرطة. وأوضح ان المسلحين اطلقوا صواريخ وقذائف الهاون على قوات الامن في البلدة فشنت القوات العراقية هجوماً مضاداً عليهم. كما قتل نحو 10 عراقيين بينهم 5 من قوات الأمن، وأصيب نحو 20 بهجمات مختلفة، بينها انفجار 3 قنابل يدوية في وقت واحد في ساحة الطيران وسط العاصمة وفي ملعب رياضي، ما أدى الى مقتل 10 مدنيين واصابة تسعة آخرين.