دخل العدوان الاسرائيلي على لبنان امس، اسبوعه الرابع، وكل المؤشرات العسكرية والسياسية تتوقع تصاعد عمليات التدمير الاسرائيلي لعشرات القرى والبلدات الجنوبية التي فرغت من سكانها، وقصف الآمنين في منازلهم كما حدث ليل اول من امس في بعلبك، واستهداف مناطق لم تكن عرضة للقصف سابقاً، فيما المواجهات الضارية على حالها على اربعة محاور حدودية في عيتا الشعب ورميش ورب ثلاثين ومحيبيب. وناقض قصف"المقاومة الاسلامية"الجناح العسكري ل"حزب الله" عمق الأراضي الاسرائيلية امس، كل تحليلات القيادات العسكرية الاسرائيلية عن تراجع القوة النارية للحزب. ويعتبر سقوط صاروخ في بيسان أطول مدى وصلته صواريخ حزب الله في عمق الأراضي الإسرائيلية إذ يزيد بعد بيسان عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية عن 70 كيلومتراًوبحسب الشرطة والجيش في إسرائيل فإن هذه الصواريخ شبيهة بالصواريخ التي أطلقت الجمعة الماضي وهي صواريخ 302 السورية الصنع وفقاً للمصادر الإسرائيلية. و"بشّر"وزير العدل الإسرائيلي حاييم رامون اللبنانيين بأن"الهجوم الاسرائيلي على لبنان سيتواصل حتى نهاية الاسبوع المقبل"، مقترحاً"على الجميع ابداء العزم والصبر والافساح في المجال امام الجيش كي ينهي عمله". وقال:"نحن لسنا مستعدين للتفاوض الا مع المعتدلين"، كاشفاً عن ان هدف الاعتداءات المتواصلة"ابعاد"حزب الله"من جنوبلبنان كي يتنسى للجيش الاسرائيلي ام لقوة دولية، ان تمنع الحزب من العمل في هذه المنطقة". وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس اكد"إن الغارات الجوية ستتواصل كما جرى في الأسابيع الأخيرة وأنهم سيضطرون إلى إعادة البحث في الغارات بعمق لبنان خصوصاً في منطقة بيروت"، مشيراً الى ان"هذا الأمر سيطرح على جدول اعمال الحكومة وستتم المصادقة عليه خلال اليوم أو اليومين المقبلين". وباستثناء عملية الكوماندوس الاسرائيلي على بعلبك ليل اول من امس في مكان آخر، فإن الغارات الاسرائيلية وقصف البوارج الحربية تواصل على المناطق الحدودية موقعاً المزيد من الشهداء والجرحى. وتواصلت المواجهات البرية بين المقاومة الاسلامية والقوات الاسرائيلية على اكثر من محور في القطاع الاوسط في منطقة بنت جبيل، حيث حاول العدو، مرات عدة، التوغل على مثلث عيتا الشعب - رامية - القوزح وعلى تلة الراهب والجهة الشمالية لبلدة عيترون، في ظل غطاء مدفعي وغارات جوية مكثفة على محيط منطقة الاشتباكات، الا ان قواته كانت تجابه بنيران اسلحة المقاومة الاسلامية التي اجبرتها على التراجع، مخلفة وراءها جرحى وقتلى ودماراً في منازل البلدات التي دارت حولها الاشتباكات، اضافة الى خسائر في الآليات والدبابات. وتمكنت المقاومة من تدمير دبابتي ميركافا اسرائيليتين كانتا ضمن قوة مدرعة حاولت التقدم قرابة السابعة صباحاً من موقع الدواوير، باتجاه وادي العديسة نحو رب الثلاثين. وأفاد عدد من اهالي العديسة ان القوة الاسرائيلية وقعت في كمين للمقاومة التي استخدمت القذائف الصاروخية في قصف التقدم الاسرائيلي ودمرت دبابتين، وعلى الفور قصفت المدفعية الاسرائيلية وفي شكل عشوائي بلدات العديسة، رب الثلاثين، حولا، محيبيب واطراف ارنون ويحمر شقيف. وأكد متحدث عسكري اسرائيلي في القدسالمحتلة ان خمسة جنود اصيبوا بجروح في المواجهات، احدهم في حال الخطر في قطاع محيبيب، واثنان في قطاع عيتا الشعب. استهداف الجيش وأغارت الطائرات صباحاً ولمرتين متتاليتين على مقر للواء الثاني في الجيش اللبناني في بلدة صربا في إقليم التفاح ما ادى الى دفن ثلاثة عسكريين احياء تحت الانقاض. وتعذر على المسعفين والاهالي في المنطقة رفع الانقاض بواسطة الجرافات بسبب قطع الطرق واستعان الاهالي بوسائل يدوية لرفع الانقاض وكادوا ان يفقدوا الامل في العثور على العسكريين الا انهم وبعد مضي ساعات على الاعتداء سمعوا تلاوة آيات من الذكر الحكيم من بين الركام فأسرعوا في العمل حتى تمكنوا من انقاذ الرقيب اول خالد عبد الحميد ثم الجندي اول عبود الندا، الا انهم انتشلوا جثة الرقيب اول مصطفى برغل الذي قضى شهيداً. ونقل الجريحان الى مستشفى حمود للمعالجة. ووصف المراسلون الذين يتابعون يوميات الاعتداءات الاسرائيلية ميدانياً يوم امس بأنه، عاصف جداً، اذ سجل قصف عنيف مصحوب بغارات مكثفة على القطاعين الغربي والاوسط. وسجلت 40 غارة على الطريق ما بين اقليم التفاح والنبطية، وادى القصف على طريق انصار قرب حاجز للجيش اللبناني الى جرح سميح حسين الصعبي 65 عاماً. ونفذت الطائرات الحربية خمس غارات متتالية على بلدة فرون وأفيد عن تدمير منزل. فيما شنت طائرات اخرى غارات على وادي الميس في بلدة قبريخا. كذلك استهدفت بلدة السلطانية بغارتين ادتا الى تدمير منزلين فيها. وأغار الطيران ايضاً على بلدتي القنطرة وطلوسة. وفي القطاع الغربي، اشتد القصف المدفعي من العيار الثقيل ليطاول فجراً اطراف بلدات: شيحين، مجدل زون، المنصوري والبياضة. وتعرضت بلدتا شحور ومعروب لغارات جوية. وأغارت الطائرات على محيط بلدات: مجدل زون، الشعيتية، القليلة، زبقين، باتولية، دير قانون ورأس العين، مستهدفة البساتين والاحراج المجاورة. كذلك، تعرضت قرى القطاع الغربي واطراف بلدات: معركة، طير دبا والعباسية، لقصف مدفعي مركز من البوارج البحرية الاسرائيلية. وحلقت الطائرات المروحية في سماء المنطقة على مستوى مخفوض جداً، وأغارت على محيط بلدتي البرج الشمالي والحوش على دفعتين. وصباحاً قصفت البوارج الاسرائيلية محيط بلدات: زبقين، مجدل زون والمنصوري في شكل متقطع وعلى مدى اكثر من ساعة، كما تعرضت محيط بلدات: الجبين، شحين وطير حرفا الى قذائف المدفعية الاسرائيلية. وأعلنت المؤسسات الانسانية انها تمكنت من سحب 20 جثة من مناطق متفرقة في القطاع الغربي، داعية الى سحب جثث لا تزال تحت الانقاض في بلدات: صريفا، الحلوسية، باريش، البازورية، قانا، الناقورة، شحين. وفي منطقة بنت جبيل - مرجعيون في القطاع الأوسط شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية فجراً سلسلة غارات طاولت بلدات مجدل سلم، طلوسة، أطراف مركبا، الغندورية، برج قلاوي، محيط تبنين، وادي سلوقي، وادي الحجير، ووادي القيسية في ظل قصف مركّز على الحجير والقيسية وبلدات برعشيت وشقرا. وأغارت الطائرات بعد الظهر على وادي عين التين بين بلدتي انصار والزرارية، وعلى خراج بلدة انصار على ثلاث دفعات. وطاول القصف المعلية، الحنية، القليلة، بيوت السياد، باتوليه، عين بعال، الشعيتية، بساتين المعلية - الحنية. وأدى القصف على صفد البطيخ في قضاء بنت جبيل الى تدمير منزلين. مساجين وتدمير جسر وناشدت امهات الموقوفين في سجن النبطية بانتظار صدور أحكامهم، رئيس مجلس القضاء الأعلى العمل على اصدار إخلاءات سبيل استثنائية، نظراً الى الظروف الامنية في المنطقة. وفي الشمال دمرت الغارات الجوية جسر عرقة تدميراً كاملاً ما أدى الى انقطاع همزة الوصل الرئيسة بين حلبا ومحيطها في اتجاه مدينة طرابلس كما أصيبت شبكة الهاتف والكهرباء بأضرار بالغة. وأغارت الطائرات الاسرائيلية على طريق عندقت - أكروم الذي كان استهدف في السابق ما أدى الى تضرر الطريق وإقفالها. تعذر الدفن الجماعي وأكد رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني ورئيس مستشفى صور الحكومي الرائد سلمان زين الدين"تعذر اجراء مراسم دفن 93 شهيداً من بينهم شهداء قانا بسبب القصف الإسرائيلي الذي طاول محيط منطقة صور وقراها بالتزامن مع غارات على برج الشمالي ما ادى الى جرح مواطنين". وأوضحا أنه"اذا سمحت الظروف الأمنية سيدفن الشهداء كوديعة في جوار ثكنة صور اليوم". واستمرت حركة الهدوء الحذر مسيطرة على أجواء مدينة صيدا ومنطقتها وسط غارات وهمية نفذتها الطائرات الاسرائيلية ليلاً وقبل الظهر.. المقاومة وأصدرت المقاومة الاسلامية سلسلة بيانات سير العمليات في الجنوب، مؤكدة تصديها لمحاولات التوغل الاسرائيلية وايقاعها فيه خسائر بالمعدات والأفراد. وفي بيانات اخرى اعلنت أنها قصفت بالصواريخ مستعمرات: كرمائيل، نهاريا، عكا، كريات شمونة وصفد، سنير، يفتاح، كفرصولد، رمات نفتالي، كفرجلعاد، مسكفعام، مرغليوت، معيان باروخ، تسوريل وصفد. كما استهدفت مقر قيادة المنطقة الشمالية في ثكنة برانيت وقاعدة عين حامور العسكرية - شرق طبريا و"هي تقصف للمرة الأولى". ولاحقاً اعلنت المقاومة انها قصفت ايضاً مستعمرات غورين، ايلون، معالوت، كفرسراديم وكوش وكابري وطبريا، ومدينة بيت شان الواقعة ما بعد حيفا على بعد 68 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، ثم مدينة العفولة الواقعة جنوب شرقي حيفا. وسقط احد صواريخ المقاومة بين قريتين فلسطينيتين شمال الضفة الغربية لكنه لم يحدث فيهما اي اضرار. وقال شهود عيان لپ"الحياة"ان الصاروخ سقط بين قريتي فقوعة وجلبون الواقعتين قرب الخط الاخضر. وذكر اكثر من شاهد ان الصاروخ وقع على بعد نحو 500 متر غرب موقع رادار اسرائيلي يقع داخل الخط الاخضر، قرب مدينة بيسان. وأحدث الصاروخ، وهو الاول الذي يقع داخل الضفة الغربية، حفرة بعمق مترين. وسقطت صواريخ عدة امس قرب مدينة بيسان في العمق الاسرائيلي ما اثار ردود فعل حادة من جانب اسرائيل التي تعهدت بإطالة امد الحرب على لبنان رداً على ذلك. وهتف الفلسطينيون الذين يعيشون قرب قرية فقوعة الفلسطينية"الله أكبر"بعد صاروخ المقاومة. وقال شاهد عيان أفاد بأن اسمه حكيم"ليس هناك فرق كون الصاروخ سقط في أرض فلسطينية. ونريد أن تسقط صواريخ حزب الله على اسرائيل".