قُتل 70 عراقياً على الأقل بينهم 20 جندياً عراقياً و50 مسلحاً شيعياً في اشتباكات تدور منذ أول من أمس في مدينة الديوانية الجنوبية بين القوات العراقية و"جيش المهدي"الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وذلك في أعقاب اعتقال قيادي في تيار الأخير. ووسط تحليق مكثف للطيران الأميركي فوق جنوبالعراق، تجدد القتال في الديوانية ليل أول من أمس عندما نفذ جنود عراقيون سلسلة عمليات دهم في ثلاثة من أحيائها لطرد المسلحين ومصادرة أسلحتهم. وقال النقيب في الجيش فاتق عيد إن أنصار الصدر أقاموا حواجز وسيطروا على سبع مناطق من المدينة، أي حوالي نصفها، فيما انسحب الجيش الى مناطق أخرى بانتظار وصول تعزيزات من النجف. لكن نقيباً آخر في الجيش العراقي قال لوكالة"فرانس برس"إن"الاشتباكات اندلعت بعدما اعتقلت القوات المتعددة الجنسية قيادياً بارزاً في التيار الصدري في عملية دهم في حي الجمهوري وسط المدينة السبت الماضي". واشار الى أن مفاوضات جرت أول من أمس بين"القوات المتعددة الجنسية والتيار الصدري لاطلاقه، إلا أنها فشلت، الأمر الذي أدى الى اشتباك بين جيش المهدي وقوات الأمن العراقية". وأضاف أن"مجموعات من عناصر جيش المهدي وصلت من المحافظات والاقضية المجاورة للمشاركة في المعركة، ولهذا طلبنا تعزيزات من المحافظات المجاورة". وشن"جيش المهدي"أول من أمس هجوماً على ثكنات الجيش والحرس الوطني الذين انتشروا في الشوارع الرئيسية ونصبوا نقاط تفتيش في المدينة. وأعلن مصدر في وزارة الدفاع العراقية أن"عشرة مسلحين من جيش المهدي على الأقل قُتلوا في الاشتباكات". وأضاف أن"ميليشيات جيش المهدي أعدمت عدداً من الجنود العراقيين بعد أسرهم"، مشيراً الى أن"نحو سبعة أحياء في المدينة تقع تحت سيطرتهم وشكلوا حواجز ونقاط تفتيش وزرعوا عبوات في الشوارع". وأكد المصدر ذاته أن"القوات العراقية فرضت طوقاً أمنياً على المدينة من كل مخارجها منعاً لتسلل عناصر مسلحة". وقال العضو في مجلس محافظة الديوانية عبدالمنعم ابو طبيخ إن"ما يجري في المدينة محاولة من الحكومة للقضاء على العناصر غير المنضبطة، والتي تحاول زعزعة أمن المدينة والابقاء على المظاهر المسلحة فيها"، متهماً"بعض المندسين على التيار الصدري الذين رفضوا الانصياع الى أوامر السيد مقتدى الصدر بتحويل نشاطهم الى وعظ وارشاد فقط". وأضاف أن"هذه العناصر قامت بأعمال شغب ما دفع الحكومة الى ارسال قوة الجيش العراقي والشرطة لالقاء القبض عليهم وخصوصاً الذين يحملون السلاح بصورة علنية". وأكد أن قوات الأمن"فرضت حظراً للتجول منذ ليل الاحد"، مشيراً الى أن"الاشتباكات لا تزال مستمرة". في المقابل، ألقى الشيخ عادل الأنصاري مساعد الصدر في الديوانية باللوم في اندلاع الاشتباكات على الجيش العراقي. وقال إن الجيش ارتكب"عملاً غير مسؤول عندما أطلق النار على المتطوعين"، في اشارة الى عناصر"جيش المهدي". وأضاف أن"القتال انتهى الآن، وسيذهب وفد من المحافظة للقاء مقتدى الصدر الذي أمر المتطوعين بالهدوء وممارسة ضبط النفس وحل المشكلة". كما قال ممثل الصدر في المدينة الشيخ عبدالرزاق النيداوي إن"الجيش العراقي انسحب من الديوانية، فيما جيش المهدي في حال تأهب قصوى". وأعلن مدير اعلام قيادة الفرقة الثامنة في الجيش العراقي العثور على تسع جثث لجنود قتلوا خلال المواجهات العنيفة. وأوضح:"عثرنا على جثث لتسعة جنود من أفراد الجيش في شارع سالم بالحي الجمهوري قتلوا أثناء المعارك"، مشيراً إلى أنها"نُقلت إلى المستشفى التعليمي في الديوانية". وكشف صاحب العامري أحد قيادي التيار الصدري عن"اتصالات مكثفة تجري بين مكتب الصدر والقوات العراقية بغرض الاتفاق على وقف للنار يساعد على إخلاء جرحى مدنيين تعذر نقلهم إلى المستشفيات حتى الآن بسبب شدة المواجهات". واكد أن الطرفين لم يتفقا"حتى هذه اللحظة... وما زالت المواجهات جارية بعد وصول تعزيزات مختلفة للقوات العراقية". وأُغلقت جميع الدوائر الرسمية والحكومية والأسواق والمحلات في الديوانية حيث بدت الشوارع خالية. وأكد العضو في مجلس المحافظة عدنان عبد الكاظم أن حظراً مفتوحاً لتجول السيارات فُرض على المدينة.