حملت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية جينداي فريزر اقتراحات من إدارة الرئيس جورج بوش الى الحكومة السودانية تتعلق بنشر القوات الدولية في إقليم دارفور، في وقت رفض السودان دعاوى حصول"إبادة جماعية"في هذه المنطقة المضطربة غرب البلاد. واستبق رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري وصول المسؤولة الأميركية إلى العاصمة السودانية ليبلغ الخرطوم بموقف الاتحاد من نشر القوات الدولية في دارفور، قبل أن يتوجه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات مجلس الأمن غداً الإثنين. وأعلن الرئيس عمر البشير أمس انه لن يتزحزح عن موقفه الرافض لنشر قوات دولية في دارفور مهما كان الثمن، مؤكداً ان الولاياتالمتحدة لن تستطيع احتواء حكومته، وذلك قبل ساعات من وصول مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جينداي فريزر الى الخرطوم. وجدد البشير في لقاء مفتوح أمس مع الصحافيين السودانيين العاملين في الخارج، ان موقفه الرافض لنشر قوة أممية في دارفور ليس محل مساومة. وأفيد أن فريزر ستنقل إلى المسؤولين السودانيين اقتراحات هي بمثابة"خريطة طريق"لتسوية الأزمة المتعلقة بالقوات الدولية. وقال مصدر سوداني إن الكفة في مجلس الأمن تكاد تكون متعادلة في خصوص التصويت المرتقب على مشروع القرار البريطاني - الأميركي المتعلق بنشر قوة دولية في دارفور، الأمر الذي دعا الإدارة الأميركية إلى محاولة إيجاد صيغة تُوفّق بين موقف الحكومة السودانية الرافض للقوات الدولية والموقف الأميركي المصرّ على نشرها. وتوقع استمرار جلسات مجلس الأمن التي ستبدأ الإثنين لإتاحة الفرصة للنقاش بين الأعضاء. وكشف المصدر ذاته أن يان إيغلاند، منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة سيصل إلى الخرطوم اليوم الأحد في زيارة للبلاد يقف خلالها على الأوضاع الإنسانية في دارفور. وستستهل جينداي فريزر لقاءاتها مع المسؤولين السودانيين بالاجتماع مع رئيس الجهمورية عمر حسن البشير والنائب الأول سلفا كير ميارديت ووزير الخارجية لام أكول أجاوين. وكانت فريزر استبقت زيارتها للخرطوم بتصريحات حادة في واشنطن متهمة السودان بارتكاب"ابادة جماعية"في دارفور. إلا أن وزير الدولة في وزارة الخارجية السماني الوسيلة رفض التهمة وأشار إلى أن للحكومة اقتراحات ستناقشها مع فريزر حول الأوضاع في دارفور وتمليكها بكل الحقائق التي تنفي مزاعم الإبادة، مشيراً إلى"ضغوط"أميركية على الاتحاد الأفريقي. وجاء ذلك في وقت وصل رئيس المفوضية الأفريقية ألفا عمر كوناري إلى الخرطوم ليبلغ الحكومة السودانية الموقف النهائي من القوات الدولية. وسيتوجه كوناري الى نيويورك لحضور جلسة مجلس الأمن الإثنين حول القوات الدولية. وعُلم أن كوناري عقد اجتماعاً أمس في أديس أبابا مع مسؤولين في الاتحاد الأفريقي ناقش آخر تطورات قضية دارفور. وقال نور الدين المازني، الناطق باسم بعثة الاتحاد في السودان، إن الاجتماع لم يصدر عنه أي بيان لكنه ركّز على مناقشة قضية دارفور بأبعادها المختلفة. وحضر الاجتماع السفير بابا كنجيبي رئيس بعثة الاتحاد الافريقي في السودان والسفير سعيد جنيت مفوض السلم والأمن الافريقي. وقالت مصادر مطلعة ان الاتحاد الأفريقي ربما يتنازل عن مهمته في دارفور لمصلحة قوات دولية بسب ضعف التمويل للقوات الأفريقية. محاكمة صحافي اميركي في غضون ذلك رويترز، قال محامون ومصادر أخرى إن صحافياً أميركياً مثل أمام محكمة في اقليم دارفور في غرب السودان أمس حيث يواجه اتهامات بالتجسس ودخول البلاد بطريقة غير مشروعة. وكان بول سالوبيك ويعمل مصوراً في مجلة"ناشونال جيوغرافيك"الأمريكية اعتقل الأسبوع الماضي لدخوله السودان عبر الحدود الطويلة وغير المحكمة مع تشاد المجاورة. وقال محاميه محمد خليل إن"محاكمته تأجلت أسبوعين كي نعد مذكرات الدفاع... الأجواء في المحكمة كانت جيدة للغاية". ولم يذكر خليل الاتهامات الموجهة إلى سالوبيك بدقة، لكن مصدرين أميركيين آخرين قالا إنه يواجه اتهامات بالتجسس ودخول البلاد بطريقة غير مشروعة.