تدخل قناة "أبوظبي" الفضائية، مغامرة جريئة هذا العام، من خلال إنتاجها مسلسل"دعاة على أبواب جهنم"الذي تعرضه في شهر رمضان. وتأتي جرأة هذا المسلسل كونه يتطرق إلى قضية الإرهاب بأسلوب مختلف عما ألفناه في المرحلة الأخيرة. إذ لن يكتفي هذا المسلسل بالمعالجة السطحية للموضوع إنما سيغوص في كواليس القضية وخفاياها، في عواصم عربية وأجنبية. ويتضمن المسلسل الذي كتبه عادل الجابري وياسر قبيلات، وأشرف على نصه المفكر السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي، وأخرجه الأردني إياد الخزوز والسوري رضوان شاهين، ثلاثة خطوط رئيسة، تدور أحداثها بين السعودية والأردن، ولندن وروسيا. وكل هذا في أجواء من الإثارة، توضح خلفية ظاهرة الإرهاب، وتخدم في مضمونها المجتمعات التي أخذت على عاتقها مواجهة مجموعات التطرف التكفيري. مكافحة التطرف وتعكس أحداث المسلسل التي تدور في السعودية جهود المجتمعات العربية في مكافحة آفة التطرف، وتعرية الأفكار الإرهابية المعادية لأفكار الإنسانية، وتتبّع الحركات الظلامية، عبر حبكة درامية تستعرض تجربة مجموعة من هؤلاء المتطرفين الذين قاتلوا في حرب أفغانستان، وتوزعوا بعد العودة على أقطار عربية وأوروبية، مشكلين أزمة في تلك البلدان ، بعد عجزهم عن الاندماج في المجتمعات المسالمة. وعن المسلسل يقول المنتج المنفذ طلال عوامله لپ"الحياة":"العمل يأخذ المُشاهِد في رحلة داخل الكهوف والمستنقعات الإرهابية، ويُعرّفه بحقيقة هذه الآفة وبداياتها. كما يسلط الضوء على آليات الإرهاب وجذوره، ويعالج الكيفية التي يتعامل بها أعضاء هذه التنظيمات، وطرق تجنيدهم للشبان، وتحويل طاقاتهم إلى قُوى تدميرية". ويتابع:"اخترنا تصوير بعض مَشاهد العمل في لندن وموسكو، لنقل صورة بعض الشبان العرب فيها، وكيفية تورطهم وتحركهم داخل التنظيمات الإرهابية". ويشير عوامله إلى أن نحو 20 في المئة من مَشاهِد العمل تُصَوّر حالياً في لندن، فيما يُصَوّر في الوقت ذاته بعض المشاهد في السعودية. وذكر عوامله أن المسلسل يتخلله مطاردات بوليسية عنيفة، وحوادث تفجير وإطلاق نار، واشتباكات مسلحة بين الإرهابيين والشرطة السعودية، كما تظهر فيه مَشاهِد تفجير مصافي نفط، ومجمعات سكنية وفنادق ، ومراكز لرجال الأمن. كل هذا بمساعدة فريق عالمي مختص بالخدع السينمائية، وبالتنسيق مع الجيش الأردني. اختلاف ويؤكد المشرف العام على النص المفكر السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي لپ"الحياة"إن العمل يتّسم بالموضوعية في الطرح، ويقول:"المسلسل كُتِبَ بطريقة مختلفة عن المسلسلات السابقة، ويُعَدّ واقعياً وموضوعياً، كما أنه لا يقف إلا في صف التسامح والاعتدال". ويشير العتيبي إلى أن"اللهجة المحلية هي المستخدمة في العمل، إذ سيكون الحديث بحسب لهجة الممثل الخاصة به". ويتناول المسلسل أيضاً، قصة موت المخرج مصطفى العقاد في التفجيرات التي طاولت بعض فنادق عَمّان. ويلعب دور البطولة في المسلسل عدد من نجوم الدراما العرب، في مقدمهم: سلوم حداد، وعابد فهد، وغسان مسعود، ووفاء موصللي من سورية، وزهير النوباني، ونبيل المشيني، ووائل نجم من الأردن، وجهاد الأندري من لبنان، ومحمد مفتاح من المغرب، وأحمد ماهر من مصر، وعبد الباسط بن خليفة من الجزائر وآخرون، فيما يمثل الجانب السعودي نخبة من الممثلين هم: عبدالعزيز الحماد، وعبدالإله السناني، ومريم الغامدي، وإبراهيم الحساوي، وغيرهم.