أعرب الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان في اعقاب اجتماعه مع رئيس الوزراء البلجيكي جي فيرهوفشتات، وقبل انعقاد الاجتماع الاوروبي،"انني واثق جداً من ان أوروبا ستضطلع بمسؤوليتها وتُظهر التضامن مع شعب لبنان."كما اعرب عن ثقته في جمع 15 الف جندي دولي لتعزيز قوات الطوارىء التابعة للامم المتحدة في لبنان يونيفيل في وقت استغرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك"الحاجة الى مثل هذا العدد"وحض اسرائيل على رفع الحصار عن لبنان لكن اسرائيل ردت بأنها ستُبقي حصارها الجوي والبحري"طالما ان الجيش اللبناني والقبعات الزرقاء لا يمنعون تهريب الاسلحة الى حزب الله". ويرى مسؤولون في الاممالمتحدة ان"القوة الاوروبية محورية لإحداث توازن في يونيفيل"التي يُتوقع ان تضم جنوداً مسلمين وأن تعمل الى جانب الجنود اللبنانيين في الجنوب. ويقولون ان هناك حاجة ملحة لهذه القوة للحفاظ على الهدنة بين اسرائيل و"حزب الله"التي سرت في 14 آب اغسطس بعد حرب استمرت شهراً. وكانت دول الاتحاد الاوروبي ترددت في بداية الامر في المشاركة في المهمة التي قد توقعهم وسط اطلاق النار في حال تجدد العمليات الحربية. الا ان ديبلوماسيين يقولون ان"قواعد جديدة تتعلق بالاشتباكات بالنسبة لقوة يونيفيل طمأنتهم كثيراً". وقال نائب الامين العام للامم المتحدة مارك مالوخ براون لراديو هيئة الاذاعة البريطانية"اعتقد ان الالتزام الفرنسي بالاضافة الى ما التزم به الايطاليون حفز بعض الالتزامات الأوروبية الملموسة على رغم صغرها من جانب دول اوروبية اخرى". واضاف"نحن الان نتقدم بشكل طيب على الطريق وسيكون لدينا جنود اضافيون على الارض خلال الاسبوع المقبل". وكان رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي قال للصحافيين، بعد اجتماعه في روما مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني"اتوقع ان تكون هناك مساهمة كبيرة سواء احجمنا او لم نحجم وسواء ابتسمنا او لم نبتسم". واضاف ان الرئيس جورج"بوش يبذل جهوداً كبيرة للضغط على الدول الصديقة حتى يوسع عدد الدول المشاركة في البعثة". وترأست فنلندا، التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي، اجتماع الامس وقال وزير خارجيتها اركي تيوميويا إن القوة الرئيسية"ستكون هناك في لبنان خلال بضعة اسابيع لان كل يوم يمر هناك مخاطر من انهيار وقف اطلاق النار". في موسكو اعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ليل الخميس - الجمعة ان روسيا"لا تزال مترددة في ارسال قوات لتعزيز قوة الاممالمتحدة في لبنان على الحدود مع اسرائيل". وقال، في تصريحات نشرتها وكالة انباء"ايتار- تاس"نحن"نبحث في الوضع، وحتى الآن لسنا مطمئنين الى وضع قوات حفظ السلام، ماذا ستفعل هناك وما هي مهمتها". لكن الوزير الروسي اضاف"ان تقديم مساعدة انسانية سيشكل استجابة كافية جداً لمصالح بلادنا". ولا تزال هناك اسئلة عالقة في شأن قيادة القوة حيث عرضت روماوباريس القيام بهذا الدور. وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان القائد الحالي الجنرال الفرنسي الان بيليغريني سيبقى في منصبه، لكن ايطاليا اقترحت قيادة مزدوجة يمكنها في ظلها ان تحصل على دور قيادي من نيويورك. وقال وزير الدفاع الايطالي ارتورو باريسي"على الارض ستبقى القيادة بيد فرنسا في هذه المرحلة"الرئيس الفرنسي جاك شيراك أوضح انها تتعامل رسمياً مع توسيع وتعزيز الوجود الحالي ل"يونيفيل". واضاف في حديث الى صحيفة"لاريبوبليكا"على الجانب الآخر"ستتولى ايطاليا القيادة في ادارة الاممالمتحدة لعمليات حفظ السلام". وقالت الاممالمتحدة ايضا انها تعتزم اقامة مركز قيادة مصغر تشارك فيه الدول المساهمة بعدد كبير من القوات لتهدئة مخاوف فرنسا من انهم سيفتقرون للسيطرة الكافية على قواتهم. شيراك: الحصار غير مبرر وفي باريس اعتبر الرئيس شيراك أن الحصار الاسرائيلي على لبنان"ليس له أي مبرر"، داعياً إسرائيل الى رفعه لأنه يُلحق أضراراً بالغة بالاقتصاد اللبناني. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في قصر الأليزيه إن الرقم المتداول لعدد عناصر قوة"يونيفيل"المعززة وهو 15 ألفاً،"مبالغ فيه"ولا معنى له على أرض صغيرة. ودافع عن تريثه قبل اتخاذه قرار المشاركة بألفي جندي فرنسي في القوة بالقول"أتساءل كيف كان الرأي العام سيحاسبني لو أنني ذهبت مثل الكلب المجنون، قبل التفكير والحصول على أدنى الضمانات". ورداً على سؤال عما إذا كان ينبغي محاورة سورية، انتقد شيراك وميركل السلطات السورية بالقول ان"الموقف الحالي لدمشق ليس بناء". واعتبر الرئيس الفرنسي أن سورية"بلد له موقع ووجود وينبغي احترامه"، ولكن"صحيح أن بعض تصرفات مسؤوليه حالياً لا يوحي بالثقة". وكان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي عبر في حديث اذاعي عن أمله بألا تتمكن سورية من العودة الى الأسرة الدولية عبر النزاع اللبناني - الإسرائيلي، وأن"تفلت"من التحقيق الدولي الذي يتولاه القاضي سيرج براميرتز. وعن احتمال نشر جنود ألمان على الحدود اللبنانية - السورية، قالت ميركل إن المانيا لن تنشر جنودها على هذه الحدود، وان لبنان لم يطلب ذلك، بل طلب من المانيا تدريب الشرطة اللبنانية وتقديم مساعدات تقنية. وذكرت أن المانيا ستقدم مساعدات تقنية الى الجمارك اللبنانية، وأن بعثة المانية توجهت الى لبنان وهناك تعاون جيد بين الطرفين. الموقف الاسرائيلي في القدسالمحتلة اعلن الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف ان بلاده ستُبقي حصارها الجوي والبحري على لبنان"طالما ان الجيش اللبناني والقبعات الزرق لا يمنعون تهريب الاسلحة الى حزب الله". وقال الناطق ان"اسرائيل لن ترفع حصارها الا عند تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي". واكد ان هذا القرار، الذي ارسى وقف المعارك،"ينص على فرض حظر كامل على تسليم اسلحة مهربة الى حزب الله".