حذرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال أليو - ماري امس إسرائيل ولبنان من أي استفزاز قد يعرض الوضع الهادئ في جنوبلبنان للتدهور. وقالت، خلال احتفال اقيم في بلدة كولومبيه لي دوزيغلير لمناسبة وضع الرئيس جاك شيراك الحجر الأساس لنصب تذكاري للرئيس الراحل الجنرال شارل ديغول، ان طائرات حربية إسرائيلية حلقت على علو منخفض فوق مواقع قوات فرنسية وألمانية عاملة في إطار قوة"يونيفيل"في جنوبلبنان، و"مررنا بجانب أحداث خطيرة جداً. وهذا التحليق الإسرائيلي قرب مواقع يونيفيل غير مقبول". راجع ص7 و8 وكان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي استدعى سفير إسرائيل في باريس دانيال شيك، مطالباً بوقف التحليق في أجواء لبنان، فيما ادعى الجيش الإسرائيلي ان لا علم له بذلك. وقال مصدر فرنسي مأذون له ل"الحياة":"عندما لا يكون هناك رد على الرادارات الصديقة أو العدوة وتتعمد الطائرات التحليق على علو منخفض، يتم إطلاق النار باتجاهها، اعتيادياً". وذكر ان أليو - ماري سبق ان أثارت هذا الموضوع خلال لقائها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وأيضاً مع وزير الدفاع الأميركي خلال زيارتها الولاياتالمتحدة. وحذرت في حينه من التحليق على ذلك النحو، خصوصاً ان طائرات إسرائيلية قامت بعمل مماثل فوق منطقة توجد فيها زوارق ألمانية. وأشار المصدر الى ان الجنود الفرنسيين على متن السفينة الفرنسية التي حلقت فوقها طائرات إسرائيلية في 31 تشرين الأول اكتوبر الماضي"ضبطوا أعصابهم لكنهم قد يتصرفون في شكل آخر، في مرات أخرى، لذا لا بد من وقف"الطلعات الإسرائيلية. وتابع ان فرنسا"أنّبت الإسرائيليين، ولكن يبدو انهم لا يريدون استخلاص النتائج، لذلك تميل فرنسا الى ممارسة مزيد من الضغط"على الدولة العبرية. وذكر ان السفير الإسرائيلي يدعي ان ليست هناك نية سيئة و"انهم يريدون مراقبة ما يجري، لكن فرنسا لا تأخذ بهذا الشرح". وحذّر المصدر من خطورة تكرار مثل ذلك الحادث الذي قد يدفع قوة"يونيفيل"الى إطلاق النار دفاعاً عن النفس وفقاً للتعليمات التي تلقتها من الأممالمتحدة. ولدى الجانب الفرنسي انطباع فحواه ان إسرائيل تعمل على اختبار رد فعل"يونيفيل"، لكن"هذا الأسلوب قد ينال من صدقية القوة الدولية وهو ما لا تقبله فرنسا قطعاً". وتريد إسرائيل التحقق من ان"يونيفيل"لن تقدم على رد فعل حيال تصرفاتها، ما قد يفسره بعضهم بأنه دليل على انحياز القوة الدولية. وعلى صعيد الإشكالات التي حصلت أخيراً بين عناصر من الوحدة الإسبانية العاملة في قوات الطوارئ الدولية ومواطنين في بلدتي حولا والخيام، تبين ان هناك مبالغة في حجمها، خصوصاً ان هذه العناصر لم تدهم منازل في البلدتين بخلاف ما تردد. وعلم ان الوحدة الإسبانية قدمت الى قيادة الطوارئ شريطاً مصوراً يتعلق بكل ما قام به عناصرها في البلدتين، وهو خال من أي مشاهد تثبت حصول عمليات دهم. وأوفد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري امس النائب في حركة"امل"علي بزي الى قائد القوات الدولية الجنرال ألان بيلليغريني ليؤكد له التعاون القائم في الجنوب، وعدم وجود أي موقف سلبي من"يونيفيل". وقالت مصادر في القوات الدولية ل"الحياة"إن قيادة"يونيفيل"تواصل تحركها مع إسرائيل لوقف خروقها للأجواء اللبنانية، وان تل أبيب اشترطت مقابل الامتناع عن الطلعات الجوية فوق لبنان، إطلاق الجنديين الأسيرين لدى"حزب الله". ولفتت المصادر الى ان كبير مساعدي الأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامس المكلف متابعة تطبيق القرار 1701، موجود في إسرائيل منذ الثلثاء الماضي، ويرافقه ممثل انان في لبنان غير بيدرسون، لمحادثات تتعلق بالاقتراحات التي ستقدمها الأممالمتحدة لإنهاء مشكلة مزارع شبعا المحتلة.