يقف السعوديون على بعد خطوة واحدة من الولادة الثانية لمجالسهم البلدية، فيما يحبس 5323 مرشحاً أنفاسهم بانتظار إعلان النتائج غداً، بعد يوم اقتراع شهد إقبالاً متفاوتاً من الناخبين في مناطق السعودية. وبدأ الإقبال على الاقتراع لاختيار المجالس البلدية خجولاً في ساعات الصباح الأولى، قبل أن ترتفع وتيرته نسبياً في بعض المناطق في الساعات الأخيرة، خصوصاً في المحافظات الشمالية والجنوبية، في حين واصل ضآلته في مناطق أخرى. ولم يكن ظاهراً في العاصمة الرياض معالم يوم اقتراع، إذ خلت الشوارع من أي حركة غير عادية، ولم تشهد مراكز الاقتراع حركة بارزة، وكذلك الأمر في الميناء الأهم جدة، التي شهدت مراكز الاقتراع فيها هدوءاً. وعزا مرشحون ومراقبون وأعضاء في لجان الانتخابات الحضور الضئيل إلى كون الخميس عطلة رسمية في السعودية. ومن المنتظر أن تعلن اللجنة العامة للانتخابات أسماء 816 مرشحاً غداً السبت، يشكلون 285 مجلساً بلدياً موزعة على مناطق ومحافظات المملكة. وفي محافظة عفيف (300 غرب العاصمة) شهد مركز اقتراع وقوع حالات إغماء، نتيجة تدافع شديد على بوابة المركز، ما أجبر لجنة الانتخابات في المحافظة على وقف التصويت أربع ساعات، إلى حين الاستعانة برجال أمن، وتمديد الاقتراع إلى العاشرة مساء بعدما كان مقرراً اقفال المركز في الخامسة عصراً. وعلى رغم التحذيرات من التكتلات القبلية والأيديولوجية، طغت المظاهر القبلية في بعض المحافظات، وبدت أكثر جلاء في محافظتي الطائف (غرب السعودية) وبيشة (جنوبي غرب السعودية)، إذ شوهد مقترعون يدخلون إلى مراكز الاقتراع في مجموعات، للتصويت لمرشح ينتمي إلى قبيلتهم، ما خلق نوعاً من الفوضى والتجاوزات، بحسب شهود عيان. من جهته، قال المجلس الوطني للرقابة على الانتخابات البلدية في بيان إنه «باشر مهامه من خلال مراقبيه في مختلف الدوائر الانتخابية على مستوى المنطقة الوسطى». ووزع المجلس أكثر من 500 محام ومهندس متطوع كمراقبين في المراكز الانتخابية. وجرى تزويدهم التعليمات الضرورية للقيام بمهمة الرقابة على عمليتي الاقتراع والفرز. وقال المجلس في بيانه: «هذه التجربة الأولى في الرقابة على الانتخابات البلدية ستعطي المزيد من الثقة والصدقية في العملية الانتخابية، وتبين السلبيات والتجاوزات إن وجدت، إذ سيقوم المراقبون بتسجيل ورصد أي مخالفة». ويبلغ عدد الناخبين السعوديين 1.2 مليون ناخب، فيما يبلغ أعداد المرشحين 5323 مرشحاً، ما يعني مرشحا واحدا لكل 225 ناخباً، في حين أن 5323 يتنافسون على 816 مقعداً بلدياً، بمعدل 7 مرشحين لكل مقعد.