تجاوز عدد القنوات العربية المئتين. هل يتوقف الجديد في عوالم التلفزيون على قنوات جديدة ومتنوعة، وعلى برامج مختلفة أو مستنسخة، أم أن هناك ما يُنتظر ويفوق الخيال؟ في الحرب على لبنان، كان"غوغل إيرث"ضيف الشاشة في معظم القنوات الإخبارية. الپ"غرافيك"كان حاضراً أيضاً. كانت عمليات إنزال لجنود إسرائيليين، وعملية ضرب مطار بيروت من أفضل الأمثلة. كان البطل في تقارير كثيرة في قنوات إخبارية، على مستوى الصورة،"غوغل إيرث"وحده. سهّل هذا البرنامج على مشاهدين كثر عملية تخيل الحدث. حلّ مشكلة غياب صورة حية أو غير حية، تعد ضرورة أحياناً. حضور هذا البرنامج -"غوغل ايرث"- في القنوات مستقبلاً، لا يحتاج إلى أدلة. لن يختفي مع وقف النار هناك. سيتعرف المشاهد الى مدن العراق وفلسطين وأحيائهما كما لو كان في حصة جغرافيا. سيتعرف الى مدن وأحياء كثيرة في دول تنتظر الحرب. ما الجديد الذي يحمله التلفزيون أيضاً؟! تخيل المشهد: تجلس أمام التلفزيون. تتابع على قناة فضائية فيلماً، أو مشهداً طريفاً أو مؤثراً، بطله أخوك أو ابنك أو جارك أو قريب لك، أو ربما بائع في محل في الحارة التي تسكن فيها! أطلقت قناة"العربية"قبل أسابيع فكرة"أفلامكم على العربية". صُنفت هذه الأفلام بأربعة أنواع: أفلام جوال، فديوات صحافية، لقطات شخصية، وأفلام وثائقية قصيرة. لن يكلفك إرسال الفيلم المصور بكاميرا أو بجوال، سوى اشتراك في الإنترنت. يرسل الفيلم إلى"موقع العربية"، تحديداً إلى"منتدى الفيديو". المعلومات المطلوبة: تاريخ تصوير الفيلم، وعنوانه، واسم المرسل يمكنك اختيار اسم مستعار، ومكان تصوير الفيلم، ووصفه. وقبل الإرسال، توافق على اتفاق"الاشتراك"- كما يسميه الموقع - أو اتفاق إرسال الفيلم. وضمن شروط هذا الاتفاق:"أي معلومات أو بيانات ترسل إلى هذا الموقع أو توضع عليه بما فيها الصور والفيديو وملفات الصوت والنصوص المدونة والمواد الأخرى أياً يكن شكلها لا تعامل على أنها معلومات سرية وتعود ملكيتها المطلقة إلى مجموعة"إم بي سي". يجوز استعمال هذه المعلومات من قبل مجموعة"إم بي سي"لأي غرض بما في ذلك إعادة إنتاجها وكشفها للغير وبثها وإرسالها وتحريرها وقطعها وإعادة تشكيلها ووضعها في هيئة جديدة ... وبهذا فإنك تتنازل لمجموعة"إم بي سي"بموجب تنازل دائم عن حقوق الطبع الحالية والمستقبلية عن كل الحقوق، أياً تكن طبيعتها. ماذا بعد ذلك كله؟ ماذا بعد نشرها على موقع"العربية"؟ هل يمكن أن تصل إلى القناة؟ في هذه الحال، هل تمكن تسميتها بريد المشاهدين؟ هي بريد مكتوب بالصور، لا بالحروف. ولكن، كيف ستعيد القناة إنتاجها؟ كيف ستتعامل معها؟ هل تعرضها كما هي؟ بماذا سيفكر معدو البرامج الاجتماعية أو الثقافية أو الوثائقية حين يشاهدون بعض هذه الأفلام على"العربية - نت"؟ هل يمكن ان تشكل لهم هذه الأفلام مادة خصبة يتكئون عليها لصنع أفلام أخرى؟ ماذا عن الأخبار الخفيفة التي تقدم في نهاية نشرات الأخبار؟ هل يمكن أن يستعين مديرو التحرير في هذه النشرات ببعض هذه الأفلام الطريفة أو المميزة؟ ما سبب كل ذلك: فقر القنوات أم تقديم الجديد؟ إلى أين سيأخذنا التلفزيون، أبعد من ذلك؟