القنوات الرسمية لا تقوى على منافسة الخاصة. الأخيرة تملك أموالاً. بعضها يحقق أرباحاً. القنوات الخاصة لا تقوى على منافسة"المشفرة". الباقات المشفرة لها مردود دخل غير الإعلان. يدفع المشترك مبلغاً دورياً، يسدد شهرياً أو سنوياً. اشترت باقة"شوتايم"حقوق عرض فيلم"كيف الحال"، في السعودية، حيث تغيب دور السينما. سيعرض من غرة كانون الأول ديسمبر بقرابة 11 دولاراً. ستجلس العائلة السعودية حول التلفزيون، كأنها دخلت قاعة سينما. ستشاهد العائلة أياً كان عددها، الفيلم ب11 دولاراً فقط. لا يعرف الجمهور كم دفعت"الشوتايم"، لكنه يعرف أنها ستجني من وراء غياب السينما في السعودية، كما جنت من قنوات السينما المنزلية. القنوات الخاصة لا تقوى على منافسة"المشفرة"- الخاصة أيضاً - في شراء البرامج والأفلام وعرضها حصراً. ربما تتنافس القنوات غير المشفرة في ما بينها على البرامج والأفلام،"البايتة". الأربعاء الماضي، تحديداً بعد العاشرة ليلاً، تحلق سعوديون كثر حول التلفزيون. انتظروا برنامجاً حوارياً. البرنامج لم يعرض على"العربية"ولا على"الجزيرة". لم يعرض على قناة"دبي"ولا"ام بي سي"ولا"ال بي سي". البرنامج لم يعرض على باقة"شوتايم"ولا باقة"أوربت"ولا باقة"إي آر تي". تحلق سعوديون، يوم الأربعاء الفائت، حول التلفزيون، بعدما اختاروا القناة السعودية الأولى! بعد دقائق ستعرض القناة الرسمية برنامجاً حوارياً حصراً على القناة! لم تدفع القناة فلساً مقابل الحصرية! الضيف"شخصية مهمة"على مستوى نسبة مشاهدته أو الاستماع إليه. مذيعون كثر في برامج خاصة وفي نشرات الأخبار يتمنون محاورته ولو بسؤال أو سؤالين. لمَ؟ لأنه سيجذب مشاهدين كثراً. سيجبرهم على الإمساك بجهاز التحكم من دون الضغط عليه لدقائق بعد أن يقصوا كل القنوات الأخرى من حساباتهم. لمَ وكيف، إذاً، استضافت القناة الرسمية هذا الضيف الذي تتمناه القنوات الخاصة والمشفرة، حصراً؟! لأنه مسؤول رسمي. صفته: رئيس هيئة سوق المال السعودي. استضافت القناة السعودية الأولى عبدالرحمن التويجري يوم الأربعاء. ترقب الناس في السعودية وفي الخليج أجوبته. فأي كلمة ينطق بها قد ترفع المؤشر أو تجعله ينهار إلى قاع القاع. المقابلة جاءت بعدما أغلقت تداولات الأسبوع. ترقب كثيرون هذه المقابلة كي يستنتجوا كيف سيفتتح السوق تعاملاته السبت. لكن المقابلة لم تغير شيئاً! لم تأت بجديد! كانت الأسئلة تصب في مصلحة المسؤول. كان المذيع هادئاً والمسؤول أكثر هدوءاً، على رغم ان كثيرين انتظروا التويجري، بعدما انجرف السوق مع اللون الأحمر، أخيراً. لم يكن الحوار مسجلاً. لم تُمنع الاتصالات. لكن القناة بين المتصل والمذيع ليست مفتوحة. هناك حارس يسأل عن نوعية الأسئلة التي سيطرحها السائل على المسؤول. يسأل عن الأسئلة ذاتها، ليسمح للمتصل بالدخول إلى الهواء مباشرة. ربما يطلب منك رقمك واسمك ويعاود الاتصال بك! إذاً، ماذا استفاد أصحاب الأسئلة الكثيرة من هذه المقابلة المهمة؟ هل كانوا سيستفيدون لو أن المقابلة أجريت على قناة خاصة؟ الأكيد أن القناة الخاصة ستستفيد.