بادر "حزب الله" الى اطلاق صواريخ الكاتيوشا على شمال اسرائيل في 1996 وپ1993، وفي المرتين ردت اسرائيل رداً عسكرياً عنيفاً. ورمى عنف الرد الى حمل اللبنانيين على ادارك نتائج مغامرات هذا الحزب. وعلى خلاف ما جرى في الايام الماضية، لم يتفق على وقف إطلاق نار بلبنان إلا بعد مفاوضة سورية. ولكن هل قرار مجلس الامن رقم 1701 قابل للحياة من دون مشاركة سورية في إنجاحه؟ وهل يسع القوات الدولية مراقبة الحدود مع سورية، ومنع"حزب الله"من تدريب مقاتليه وتسليحهم، وتعزيز تحصيناته جنوب الليطاني والحدود مع شمال إسرائيل؟ من المفترض أن تنجح القوات الدولية في إنجاز هذه المهمات. ولكن ضيق الوقت يدهمها ويعوق، تالياً، نجاح مهمتها. ويرتبط تطبيق القرار 1701 بالحكومة اللبنانية وجيشها. ولكن المؤسستين هاتين ضعيفتان. وتسعى المعارضة اللبنانية الموالية لسورية الى إسقاط الحكومة اللبنانية. ولا ريب في أن المجتمع الدولي يساند حكومة لبنان وعملية إعادة بنائه. وهذه المساندة فرصة ذهبية. فالحظ لم يحالف لبنان من قبل. ولم يتسن له الانصراف الى تقديم مصالحه الوطنية، والاعتناء المستقل بشؤونه الخاصة، الى يومنا هذا. وعلى اللبنانيين إدراك أن الدعم الدولي المرتقب مرتبط بتمسكهم بدولتهم، والتزامهم مسؤولياتهم تجاهها. والحق أن سوابق عرقلة السوريين التزام اللبنانيين بالقرارات الدولية لا تحصى. والسبيل الى منع سورية من تكرار الماضي هو تعزيز الضغوط عليها. فتسلح"حزب الله"، وتجديد ترسانته العسكرية، يضعفان القوات الدولية. وعلى الاميركيين والفرنسيين توسل تغير المعادلات ميدانياً، وانتشار القوات الدولية بالجنوب، وانتهاج سياسة مشتركة تحمل سورية على العدول عن سياستها. وإذا نجحت القوات الدولية في إثبات قوة التزامها، وسع المجتمع الدولي إقناع الرئيس السوري بأن ضبط"حزب الله"يضعف دور سورية الإقليمي، وأن بلاده قد تسدد ثمناً باهظاً إذا أصرت على عدم تعاونها. فالاتحاد الأوروبي، والفرنسيون والاميركيون، قد يحاصرون سورية اقتصادياً إذا رفضت التوقف عن تسليح"حزب الله"، والإقرار بسيادة الحكومة اللبنانية على اراضيها ومواطنيها. ولا ريب في أن قول الاميركيين:"سورية تعرف ما عليها القيام به"ضرب من العبث وغير ذي جدوى. فمفاوضة سورية هو شرط فك حلفها مع إيران. وعلى الأوروبيين والأميركيين توعد سورية بعقوبات اقتصادية قاسية، وبتنفيذ قانون"محاسبة سورية"، في حال لم تقلع عن دعم"حزب الله"وپ"حماس"، ووعدها بأرباح اقتصادية، واستثمارات كبيرة، واستئناف عملية السلام مع إسرائيل على هضبة الجولان، إذا استجابت. عن دنيس روس منسق شؤون الشرق الاوسط في عن الرئيس الاميركي بيل كلينتون، "واشنطن بوست" الاميركية، 17/8/2006