بعد شعبان عبد الرحيم ونانسي عجرم وشيرين وعاصي الحلاني وجاد نخلة، الممثل يوسف الخال يغني للبنان في مناسبة الحرب. كأنه يغتنمها فرصة لدخول عالم الأغنية المصورة التي خاض تجربتها من موقعه كممثل في غير"كليب"، لعل أبرزها مع المغنية السعودية وعد. يختلف"كليب"يوسف الخال،"لبنان يا ثوب الحرير"، عن كل ما أُنتج وبُث في هذه الفترة، كما لو أنه مُنجز في وقت آخر، ويبث حالياً مع الكم الهائل المخزن في الأرشيف"الوطني"الذي يُنسى في الحالات العادية، وسرعان ما ينفض عنه الغبار"كي يؤدي دوراً في المعركة"بالنسبة إلى البعض، وكي يشغل الهواء التلفزيوني بالنسبة إلى آخرين. فكليب"لبنان يا ثوب الحرير"لا يبدو مثل كليب نانسي عجرم محاولة مشغولة على عجل لتطويع"أغنية حب"، كلمة وصورة، كي توحي بأنها نشيد وطني. ولا هو، أي كليب الخال، مثل كليب عاصي الحلاني"يذكر"، كلمة وموسيقى، بما سبق من أغانٍ لبنانية وطنية وعنفوانية. كذلك، لا تراه، أي كليب الخال، يكرر صور الحرب التي ملأت الشاشات، كما هي حال كليبي شيرين وعاصي الحلاني اللذين يجمعان تلك الصور ويدمجانها كأن مونتاجهما لم يستفد حتى من تقنيات التقرير التلفزيوني. إذ يكران تلك الصور تحت وطأة الانفعال، ومن دون أي مغزى أو حكمة فنية غنائية وكليبية. كليب"لبنان يا ثوب الحرير"يستبعد، لسبب أو آخر، صور الحرب ومشاهد القتل والدمار. لقد اختار أن يكون حلقة درامية، أو قصيدة، قائمة بذاتها وتتجاوز كل ما هو آني وعابر. فهو لا يحكي عن لبنان الحرب وإنما يخاطب وطناً صغيراً وكبيراً في آن، معذباً وعذباً معاً، يرسمه علماً على أرجوحة وبيتاً اتى عنصر مجهول وعبث به وبناسه ومحتوياته وذاكرته. حكاية عائلية يمكن القول إن كليب"لبنان يا ثوب الحرير"تجربة خاصة، أو تجربة عائلية جماعية خاصة. فباستثناء المخرجة تانيا ناصر الكليب من توقيع مشترك الخال: كلمات مهى بيرقدار الخال، وتمثيل ورد الخال في دور الضحية المعذبة...المواطن اللبناني ويوسف الخال دور المغني العائد إلى البيت المنكوب أو الصامد فيه. فالكليب أشبه بتصور مشترك يؤدي كل واحد من هذه الخلية فيه دوراً. ولعل في ذلك ما يبرر أن يقوم ممثل بالغناء، على اعتبار أن"الغناء"الذي أدّاه يوسف الخال الإبن هو بُعدٌ من أبعاد التمثيل. علماً أن يوسف الخال حاول ألا يبالغ في أدائه الصوتي، وأن يقف في نقطة وسط بين الأداء الغنائي وإنشاد الشعر. فجاء أداؤه الصوتي غير منفصل عن أدائه التمثيلي. على هذا، يبدو التصور الشعري هو نفسه الإخراج، بينما الإخراج هو إدارة عملية التنفيذ أو وضع التصور الشعري والعمل الجماعي قيد التنفيذ. فعمل من هذا النوع يلغي أو يحرك بليونة الخطوط الوظيفية بين المشتركين فيه. المهم هو النتيجة أو التصور النهائي. من هنا، لا يمكن الأخذ به للحسم ما إذا كان الممثل يوسف الخال سيعيدها مرة أخرى ويغني، كما فعل زميله باسم مغنية، علماً أن هذا الأخير يخوض تجربة كليب المغني، بينما يوسف الخال الإبن، في"لبنان يا ثوب الحرير"، يؤدي دوراً غنائياً ضمن عمل أقرب إلى تجهيز شعري وتمثيل غنائي.