ادرج مراقبون عملية الانزال الجوي الاسرائيلي المجوقل قرب بعلبك فجر أمس، وهي الثالثة التي أعلن أو كشف عنها منذ بدء الحرب، في سياق بحث الساسة والجنرالات، عن عملية اغتيال ناجحة لقيادي كبير في"حزب الله"تحقق لهم"صوت الانتصار"على"حزب الله"التي بحثوا عبثاً عنها خلال أسابيع الحرب الخمسة ولا يزالون لتكون رافعة معنويات تغطي على الفشل في الحرب وتخفف من حدة الانتقادات المتواترة لأداء قباطنة الحرب الذين يخشون أن تصل المقصلة رؤوسهم فيفقدوا مناصبهم الوثيرة. وكشف معلق الشؤون الاستراتيجية في"يديعوت أحرونوت"روبن برغمان أن الجيش نفذ عمليات أخرى لم يكشف عنها لأنها هي أيضاً احبطت. ولفت المراقبون ايضاً الى حقيقة أن عملية الانزال الأخيرة جاءت بعد أقل من يوم على سيل تقارير ومقالات صحافية وجهت سهاماً حادة الى رئيس الحكومة ايهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس وقائد الجيش رئيس الاركان الجنرال دان حالوتس"ذي الأجنحة المتكسرة"، كما وصفت معنوياته صحيفة"يديعوت أحرونوت"، فيما رأى معلقون في الشؤون الحزبية أن الانتقادات الحادة لقطبي الحكومة أولمرت وبيرتس تهدد بانهيار الحزب الأول"كديما"وإطاحة الثاني عن زعامة"العمل"، إلا إذا نجحا وحالوتس في"قلب الصورة"وتبديل أجواء الاخفاق والاحباط التي تعم الإسرائيليين، ما يقد يحول دون تشكيل لجنة تحقيق رسمية يخشون، ثلاثتهم، نتائجها لقناعتهم بأن الجمهور الإسرائيلي لن يقبل بأقل من تنحيتهم والتخلص منهم. ويمكن القول إن عملية الانزال أمس لم تفاجئ الإسرائيليين فتصريحات مسؤوليها وتعليقات صحافييها تجمع على أن الحرب التي توقفت مطلع هذا الأسبوع، لم تكن سوى جولة أولى ستتبعها أخرى وأكثر ل"تصحيح الانطباع العام"بأن إسرائيل خرجت خاسرة وان جبروتها العسكري تم تمزيقه وان العرب لم يعودوا يهابون قدراتها الردعية. وبحسب معلقين فإن إسرائيل لن تكف شرها عن لبنان طالما لم يتحقق لأقطابها حلم"صورة الانتصار". ويرى الدكتور عزمي بشارة أن الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل ستنعكس على قرارات حكومتها، وأنه الى حين مراجعة حساباتها في شأن الفشل في الحرب، ستتصرف على أنها حكومة إدارة أزمات ستستعين بالجيش لتنفيذ عمليات"سينمائية الطابع"من اغتيالات واختطاف، مشيرة إلى أن خطاب أولمرت الأخير أمام الكنيست أوحى بذلك"فهو لا يزال يبحث عن صورة انتصار يعرضها في مؤتمر صحافي سريع يبين فيه عمليات اغتيال أو اختطاف ناجحة". ويضيف بشارة أن حكومة أولمرت ستكون بمثابة"الوحش الجريح"وستقوم بمزيد من العمليات العسكرية والاغتيالات"سواء في لبنان أو فلسطين"، فضلاً عن أنها ستسلط جزءاً كبيراً من العنصرية المتزايدة في الشارع الإسرائيلي على عرب الداخل أيضاً. ونقل عن أحد قريبي رئيس الوزراء قوله إن كل الاخفاقات العسكرية كانت ستمحى لو نجحت محاولة الانزال الأولى في بعلبك التي استهفدت اطلاق الجنديين"أو لو تمكنّا من قتل الأمين العام ل"حزب الله"حسن نصرالله".