قالت ناطقة باسم الجيش الأميركي أمس إن القائد العسكري للفرقة الرابعة سيقرر الشهر المقبل إذا كان سيحيل أربعة جنود الى المحكمة العسكرية بتهمة اغتصاب وقتل فتاة عراقية عمرها 14 عاماً وقتل باقي أفراد أسرتها في آذار مارس الماضي. وذكرت الناطقة أن محكمة عسكرية أميركية في بغداد عقدت جلسات اجرائية هذا الشهر، ودرست المذكرات وستقدم توصياتها الى الجنرال جيمس ثورمان، قائد الفرقة الرابعة - مشاة. واضافت الميجر جوسلين ابيرلي أن"ضباط التحقيق يدرسون القضية وأمامهم شهر ليقدموا توصياتهم الى الجنرال ثورمان". وانتهت الجلسات الاجرائية التي عقدت بموجب المادة 32 وهي المعادل العسكري للمحكمة الأميركية العليا في 10 آب اغسطس الجاري. وقضية الاغتصاب هي خامس قضية جنائية خطيرة يحقق فيها الجيش الأميركي في العراق، واغضبت العراقيين ودفعت رئيس الوزراء نوري المالكي الى المطالبة بإعادة النظر في الحصانة التي يتمتع بها الجنود الأجانب والتي تحول دون محاكمتهم بموجب القانون العراقي. ويمكن، في حالة محاكمة الجنود الأربعة، أن تصل العقوبة الى الإعدام بالنسبة إلى جيسي سبيلمان وجيمس باركر وبول كورتيز وبرايان هاوارد. كما يواجه الجندي الأميركي السابق ستيفن غرين التهم ذاتها أمام محكمة اتحادية أميركية في كنتاكي. وفي قضية منفصلة سيقرر ثورمان أيضاً إذا كان سيحيل أربعة جنود آخرين لمحاكمتهم عسكرياً بتهم قتل ثلاثة محتجزين في 9 ايار مايو خلال غارة على معسكر مشتبه به للمقاتلين جنوب غربي تكريت. ووجهت إلى الأربعة تهم القتل العمد ومحاولة القتل والتآمر والتهديد وتعطيل العدالة. والتهمتان الأخيرتان لهما صلة بالتهديد بقتل جندي آخر ابلغ عنهم. إلى ذلك، روى الجندي جو داربي، الذي كشف فضيحة سجن ابو غريب، للمرة الأولى كيف تبدلت حياته، خصوصاً أنه واجه عدم تفهم أبناء بلدته، حتى أن أفراداً من عائلته اعتبره"خائناً". وقال الجندي في اول حديث الى شبكة"سي ان ان":"كثر من أبناء بلدتي لم يفهموا الأمر ولم يميزوا بين الخير والشر، لقد رأوا اميركيين يسجنون بسبب عراقيين وعبروا عن رفضهم ذلك". ولم يعد داربي الى بلدته كومبرلاند مريلاند، شرق منذ كشفه الفضيحة، وسيترك الجيش نهاية هذا الشهر ليعمل في القطاع الخاص. واصطدم ايضاً بعدم تفهم عدد من أفراد عائلته، واضاف:"بعض افراد عائلتي اعتبروا انني خائن وما عدت التقيهم". وأكد انه فخور بما قام به ولا يشعر بالأسف. واضاف:"في النهاية اتخذت القرار الصائب"، معتبراً ان الجنود الذين تمت ادانتهم"نالوا ما يستحقون". وكان جوزف داربي، العنصر في الشرطة العسكرية في سجن ابو غريب، سلم في كانون الثاني يناير 2004 محققين عسكريين عشرات الصور وأشرطة الفيديو التي تظهر تورط زملائه في انتهاكات ضحيتها معتقلون في هذا السجن، وسرعان ما انكشفت الفضيحة بعد بضعة أشهر. وافضت الى ادانة 11 جندياً، لكنها حيدت مسؤولين عسكريين ومدنيين كباراً في ادارة الرئيس جورج بوش.