عزا ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، أول من أمس الى"تقديره الشخصي الكبير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وتأثره القوي من شكل الانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان عام 2000". وأضافوا رداً على سؤال لوزير الخارجية السابق سلفان شالوم في جلسة الخارجية والامن البرلمانية امس عن تفسيرهم للتصريحات"العربيدة"للأسد أن ثمة فرقاً بين سلوك الرئيس بشار ووالده... الذي لم ينقل سلاحاً سورياً الى حزب الله وقت الحرب". وزادوا ان الرئيس السوري استمد التشجيع من حقيقة ان الجيش الإسرائيلي لم يرد عسكرياً عندما نقلت سورية اسلحة وذخيرة الى"حزب الله"وقت الحرب على لبنان. من جهته، قال رئيس اركان الجيش الجنرال دان حالوتس ان"حزب الله"تلقى امدادات عسكرية من سورية وليس من ايران وحدها، لافتاً الى أن كل الصواريخ البعيدة المدى سورية"وقد تكون ايران هي من مولت ودربت مقاتلي حزب الله لكن سورية كانت المزودة الرئيسية للاسلحة". وزاد ان في قول الرئيس الاسد اول من أمس انه"منذ خمس سنوات اخذنا نستعد لهذه الحرب، ان يرى في نفسه شريكاً". ونقلت صحيفة"يديعوت احرونوت"عن اوساط قريبة من رئيس الحكومة ايهود اولمرت قولها انه بعدما أيقن الإسرائيليون أن الصواريخ الاسوأ التي سقطت على إسرائيل وصلت الى"حزب الله"من سورية فإنهم"لن يقبلوا بأن تجلس سورية على بحيرة طبريا في حال الانسحاب من الجولان وتقصفنا من هناك بصواريخها". وكانت وسائل الاعلام العبرية، وعلى غير عادتها في السنوات الأخيرة ابرزت خطاب الرئيس السوري ونشرت الصحف مقتطفات واسعة منه، وقدم المعلقون في الشؤون العربية قراءاتهم للخطاب. ورأى جاكي حوغي معاريف أن الرسالة الاولى التي بعث بها الاسد في خطابه تقول إنه بعد الانتصار العسكري لحزب الله جاء دور الانتصار السياسي"ظاهرياً يمكن تفسير ذلك نصيحة لحزب الله لكن الاسد عنى اساساً انه يعتزم ان يفعل شيئاً لبيته، هذه المرة". وتابع أنه بمفهوم معين فإن المنتصر في هذه الحرب هي سورية"التي أقامت حزب الله وسلحته، حتى خلال القتال وهذا بدوره استنزف دم إسرائيل لتدرك الاخيرة ان السلام مع سورية هو الكفيل بتحقيق الهدوء في الشمال". واضاف ان دمشق سجلت انجازاتها هذه من دون ان تتكبد اي خسارة والان تسعى الى استثمارها سياسياً،"وخطاب أمس كان المحطة الاولى للاسد في هذه الحملة التي وصفها بالحقيقية". ورأى الكاتب أن الخطاب كان موجهاً الى الولاياتالمتحدة اكثر منه الى إسرائيل. وكتب تسفي بارئيل في"هآرتس"أن حديث الاسد عن اعادة الجولان المحتل بطرق أخرى ليست سلمية فقط هو"استعراض صغير للعضلات"، معتبراً أن الجزء الاهم من الخطاب هو ذلك الذي قال فيه ان سورية لن تواصل دعمها"حزب الله"فحسب، انما ستواصل معركتها ضد"النظام الجديد"في لبنان وضد نتائج الانتخابات التي جرت فيه عام 2005، وذلك لخشيته من ان يجري رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة مفاوضات منفردة مع اسرائيل بهدف الانعتاق سياسياً عن سورية. واضاف ان موقف الرئيس السوري العلني هذا يقول للبنان إن"حزب الله"سيواصل الاعتماد على سورية، والاهم من ذلك ان سورية تحفظ لنفسها حق تبني سياسة"لي ذراع"حكومة لبنان، اذا ما رأت ذلك صحيحاً او اذا طلب منها ذلك"حزب الله".