يستعد لبنان فجر اليوم لنشر قوة من جيشه الوطني في المنطقة الحدودية مع إسرائيل، في حين لا تزال القوات الاسرائيلية التي توغلت داخل هذه المنطقة خلال عدوان الپ33 يوماً، على تلال وطرق وداخل قرى حدودية تنتظر ساعة الصفر للإجلاء من جديد عن الأراضي اللبنانية. وعشية الانتشار، انهمك الجيش اللبناني في ترميم جسور قطعتها الغارات الاسرائيلية. وافاد مسؤول عسكري كبير لوكالة"فرانس برس"ان الجيش بدأ يرمم الجسور ويجمع قواته اليوم امس من اجل انتشار وشيك في جنوبلبنان مع الانسحاب الاسرائيلي، تنفيذاً لما ينص عليه القرار الدولي 1701وقال المسؤول ان"الجيش يجمع قواته شمال نهر الليطاني ويقوم بتحضيرات كي يباشر بالانتشار عندما تحدد ساعة الصفر". وأضاف"هذه مراحل اولية وتحضيرية للانتشار في الجنوب والجيش سيتسلم بعض النقاط شمال الليطاني، كي يعود لاحقاً للانتشار جنوب النهر"الذي يبعد في بعض الاماكن نحو ثلاثين كيلومترا عن الحدود مع اسرائيل. ويشكل الليطاني الخط الطبيعي الذي لم يسجل جنوبه اي انتشار فعلي للجيش منذ عقود. وقال المسؤول العسكري"بدأ الجيش مع وزارة الاشغال وهيئات مدنية والبلديات ورشة ترميم الجسور فوق نهر الدامور والأولي والزهراني والليطاني. وستصبح الجسور سالكة بين اليوم وغداً الخميس". وأشار الى ان"لا إمكانية لعبور الآليات على الطرق حالياً اذا لم ترمم"بالحد الأدنىونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر في الجيش اللبناني أن الجيش سيبدأ نشر 15 ألف جندي وسيغطي مناطق شمال وجنوب نهر الليطاني، وستترافق عملية نشر الجيش مع انتشار قوات الاممالمتحدة بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من المناطق التي احتلتها".ولا تزال قوات اسرائيلية جاثمة على التلال المشرفة على بلدة علما الشعب من الناحية الشرقية قوامها عدد من الدبابات من نوع"ميركافا"تتمركز على الطريق العام الذي يربط الناقورة ببنت جبيل، ويكتفي الجنود بحسب تقارير المراسلين في المنطقة، بالجلوس امام المدفعية ومراقبة الطريق. وفي يارين تتواجد آليات اسرائيلية على الطريق التي تربط البلدة وبلدة الجبين، وفي مروحين ترابض قوة اسرائيلية على احدى التلال الغربية الشرقية للبلدة فيما يشغل جنود"القبعات الزرق"يونيفيل موقع الكتيبة الغانية والى جانبه موقع لفريق مراقبي الهدنة الذي كان اخلي بعد مصرع 4 عناصر في منطقة الخيام. ويحظر على المدنيين التوجه الى الجبين - طيرحرفا وفي اتجاه تلال البياضة بسبب القوات الاسرائيلية ما يمنع عودة النازحين الى قراهم هناك. ولفت الناطق باسم برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة ديفيد اور الى ان قرى كثيرة سويت بالأرض، وان"في بلدة عيتا الشعب ما بين 90 و95 في المئة من البلدة سوي بالارض، بعدما تم قصفها من عبر الحدود ثم حين دخل الاسرائيليون لبنان واصلوا قصفها بالدبابات والغارات الجوية القوات الدولية وفي نيويورك، اكد مسؤول رفيع المستوى في الأممالمتحدة ان المنظمة الدولية تحبذ نشر نحو ثلاثة آلاف جندي اضافي في جنوبلبنان ضمن قوة دولية طليعية خلال عشر أو خمسة عشر يوماً"لتعزيز وقف النار وبدء عملية الانسحاب الاسرائيلي ونشر قوات الجيش اللبناني كما ينص القرار 1701". وشدد المسؤول في تصريحات للصحافة الدولية في مقر الأممالمتحدة في نيويورك على"ان الظروف الحالية غير اعتيادية وان وقف الاعمال العدائية هش جداً... لذا من الضروي ان يتم نشر سريع لمزيد من القوات لخلق الثقة". واعتبر المسؤول الدولي الذي اشترط عدم ذكر اسمه ان عملية نزع سلاح"حزب الله""ستأخذ الكثير من الجهود ولن تحصل بين ليلة وضحاها. فهناك أولويات محددة ضمن القرار 1701 ويجب أولاً تعزيز وقف الاعمال العدائية ومساعدة الأطراف"خصوصاً من جهة تحقيق الانسحاب الاسرائيلي ونشر الجيش اللبناني بدعم من القوات الدولية الموقتة في جنوبلبنان الپ"يونيفل". وأضاف ان الخطوات اللاحقة ترتكز على"محاولة خلق منطقة منزوعة السلاح بين نهر الليطاني والخط الأزرق... وكل ذلك يهدف لخلق بيئة وظرف يسمح لنا بالانتقال للتنفيذ الكامل للقرار 1559 الذي ينص على نزع سلاح المجموعات المسلحة بما في ذلك حزب الله". وبما يخص تركيبة القوة الدولية المعززة، أعرب المسؤول عن أمله في"ان تساهم فرنسا مساهمة مهمة تمثل أساس القوة وتجذب وتشجع مساهمين آخرين"، لكنه استدرك قائلاً:"للأسف نجد أنفسنا أمام بعض التردد"من قبل الدول المستعدة للمشاركة في القوات الدولية. وأضاف ان الأمانة العامة للأمم المتحدة تريد"قوات متوازنة تتضمن عدداً من المساهمين من الدول الأوروبية والإسلامية". وعلى رغم اعترافه بعدم وجود أي التزامات رسمية من قبل الدول بعد، أكد المسؤول الرفيع المستوى ان هناك"دلائل مشجعة... على ان الأمور ستبدأ بالتحرك بسرعة قريباً جداً"، آملاً ان تتوضح المساهمات اثر الاجتماع الرسمي المحدد موعده اليوم الخميس للدول التي عبرت عن استعدادها للمشاركة في القوات الدولية. وزاد ان أياً من دول الشرق الأوسط"لم تعبر عن رغبة فعلية"بالمساهمة بالقوات، لكن المشاورات لا تزال مستمرة - في اشارة الى الأردن ومصر والمغرب. وعن مفهوم العمليات التي ستقوم بها قوات"يونيفل"المعززة، رجح المسؤول الدولي بدء الانسحاب الاسرائيلي من بلدة مرجعيون الجنوبية وثم استكماله"باتجاه الغرب والجنوب في شكلٍ تدريجي... فعندما يشير الاسرائيليون الى استعداهم اخلاء موقع ستدخل قوات الأممالمتحدة ثم تسلم الموقع الى اللبنانيين". كما شدد على ان القوات الدولية"ستقوم بكل ما في وسعها ضمن الموارد التي ستحصل عليها"لمساعدة الحكومة اللبنانية على"نشر سلطتها وسيطرتها على كامل أراضيها"تنفيذاً لقرارات الأممالمتحدة رقم 1559 و1680 و1701. قاووق ورحب امس، وفي اول اطلالة له بعد العدوان، مسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق بنشر الجيش اللبنانيجنوب نهر الليطاني وقال انه لن يكون لسلاح حزبه وجود مكشوف في المنطقةوفي اول مؤتمر صحافي له منذ وقف اطلاق النار عقده وسط ابنية مهدمة في صور قال:"ان حزب الله يرحب بنشر الجيش اللبناني على الخط الازرق الذي يفصل لبنان عن اسرائيل"، مشيراً الى انه"سيكون قوة اضافية للبنان".واعتبر الشيخ قاووق ان ليس لپحزب الله وجود مسلح مكشوف في الجنوب"قبل العدوان الاسرائيلي وبعده ولن يكون له أي وجود مسلح مكشوف".وأضاف"اما الاسرائيليون الآن فهم موجودون في منطقة معزولة وهم خائفون وينتظرون لحظة بلحظة الساعة التي يرحلون فيها عن الجنوب". ألغام وجثث وفيما واصل الجيش اللبناني تحذير العائدين من الالغام التي خلفتها القوات الاسرائيلية ومن القنابل والصواريخ التي لم تنفجر في الحقول والابنية التي تحولت الى ركام، فان التقارير تحدثت عن ضحية جديدة للقنابل العنقودية انفجرت بأحد المدنيين في المنطقة الحدودية، ونعت حركة"امل"الشهيد علي خليل تركية مواليد زوطر الغربية عام 1986 الذي"استشهد بتاريخ 15/8/2006 جراء انفجار قنبلة عنقودية اثناء قيامه بواجبه في رفع الانقاض في بلدة زوطر الغربية". وتفرغت فرق نزع الالغام التابعة للجيش اللبناني والفريق المساعد من دولة الإمارات العربية المتحدة الى البحث عن الجديد منها وتشريط الأمكنة المحتملة وتفجير ما تم ضبطه، ولا سيما في الزوطرين الشرقية والغربية. وقامت وحدات الهندسة التابعة للجيش اللبناني بنزع القنابل العنقودية التي خلفها العدوان الاسرائيلي في منطقة سجد.وتواصل امس، رفع جثث الضحايا الذين دفنوا تحت منازلهم نتيجة القصف الذي لاحقهم الى الملاجىء والاقبية وظلوا هناك لتعذر انتشالهم بسبب كثافة النيران وتقطيع الطرق. وبلغ عدد الجثث التي انتشلها الصليب الاحمر اللبناني 16 جثة من بلدتي الطيبة والعديسة وتم نقلها الى مستشفى راغب حرب في النبطية. والشهداء هم: حسين نصر الله ونزهة نصر الله وابو نزيه نصر الله وزوجته وقاسم حزوري وعلي صولي وهاني مرمر وزوجته وابنتهما آية ومحمد نحلة من الطيبة. وكل من: حسن رسلان وحسين علي شري من العديسة. وألغي امس الدفن الجماعي للجثث التي يتم انتشالها على أساس وديعة بعدما طلب ذوو الضحايا استلام الجثث لدفنها في بلداتهم. وباشرت ادارة مستشفى صور الحكومي تسليم جثث الشهداء وعددهم 135، لذويهم، فيما أعلن مدير المستشفى الرائد سلمان الدين ضرورة حضور ذوي الشهداء لاستلام جثثهم خصوصاً بعد عودة الاهالي الى المدن والقرى الجنوبية ولم يعد هناك حاجة لإجراء دفن جماعي كوديعة في صور. اما على صعيد الخروق لوقف اطلاق النار فسجل امس تحليق طائرات حربية اسرائيلية قرابة الثانية عشرة إلا ثلثاً ظهراً وعلى علو مخفوض فوق منطقة جزين. كما سجل في الثالثة والنصف بعد الظهر تحليق للطائرات على علو مخفوض في البقاع الغربي. وفتحت بلدية الريحان الطريق اليها بعدما كانت قُطعت بصواريخ استهدفت محطة الوقود في البلدة. كما فتحت ايضاً طريق القطراني - السريرة بعدما كانت هاتان البلدتان منعزلتين عن منطقة جزين أكثر من خمسة ايام. وشيعت المقاومة الاسلامية وأهالي بلدة الدوير الجنوبية الشهيد محمد حسن قانصو الذي قضى في مواجهة العدوان الاسرائيلي على الجنوب. وتقدم موكب التشييع من أمام منزل الشهيد قانصو، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية محمد رعد، مدير مخابرات الجيش في النبطية الرائد علي نور الدين وشخصيات وفاعليات البلدة. ونعت حركة"أمل"عدداً من شهدائها الذين سقطوا في بلدات صريفا ومحيبيب وزوطر الغربية جراء العدوان الاسرائيلي، وهم: علي محمود زعرور مواليد صريفا عام 1978، علي نزال نزال مواليد صريفا عام 1982، كامل ذياب جابر مواليد صريفا عام 1941- استشهد مع ابنائه الثلاثة وهم: محمود مواليد 1968، احمد مواليد عام 1978، وعلي مواليد عام 1980، بلال حسن حمودي مواليد صريفا عام 1979، مناهل حسن نجدي، وعلياء محمد علاء الدين، وكامل يوسف جابر مواليد محيبيب عام 1941. استهدافات اسرائيلية وكانت صحيفة"يديعوت احرونوت"إلاسرائيلية ذكرت"ان قائد القوات الخاصة لپ"حزب الله والمسؤول عن خطف الجنديين الإسرائيليين ساجد دوير قتل بقصف الطيران الحربي الإسرائيلي على بيروت.وأفادت الصحيفة بأن معلومات استخباراتية وصلت إسرائيل وأشارت إلى أن مقتل دوير تم في إحدى الغارات الأخيرة على بيروت قبل وقف إطلاق النار وتم خلالها قصف تسعة مبان في الضاحية الجنوبية مجمع الإمام الحسن"أضافت الصحيفة أن دوير يعتبر أحد العسكريين البارزين في الجهاز الذي يديره عماد مغنية الذي وصفته الصحيفة الإسرائيلية بپوزير دفاع"حزب الله".