يتعزز الاعتقاد في اسرائيل بأن رأس الهرم العسكري قائد الجيش الجنرال دان حالوتس سيكون"اول من يدفع ثمن الفشل العسكري"، في الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان، نتيجة الانتقادات الشديدة الني توجه اليه سواء من قادة كبار او ضباط ميدانيين او من الوسط الاعلامي وتلك غير المباشرة من المستوى السياسي. وتتمحور الانتقادات في"العجرفة"التي ميزت الجنرال الأول الرئيس السابق لسلاح الجو خلال اقناع القيادة السياسية بأن الطيران الحربي قادر وحده على حسم المعارك، ثم رفضه الاجتياح البري الذي طالب به القادة العسكريون في المنطقة الشمالية. قرارات عشوائية وتحت عنوان"حرب الجنرالات"، التي اندلعت بالتوازي مع"الانتفاضة في الحلبة السياسية"، أفادت"يديعوت احرونوت"ان ضباطاً كباراً يتهمون حالوتس بالانقطاع عن الواقع على الأرض. واشارت الى ان الضباط يوجهون انتقادت شديدة اللهجة ايضاً الى قادة الألوية وقائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال اودي ادم، الذين يحاول كل منهم تحميل المسؤولية للآخر، على قضايا مختلفة بدءاً بالقرارات العشوائية باحتلال هذه القرية اللبنانية او تلك ثم الخروج منها والعودة اليها، مرورا بقدرات سلاح الطيران أو بما عاناه جنود الاحتياط وانتهاء بجدوى توسيع التوغل البري في الأيام الأخيرة للحرب تزامنا مع القرار الدولي لوقف النار. ولفتت الصحيفة الى اصدار حالوتس اوامره في رسالة خطية الى كبار الضباط، الذين شاركوا في الحرب، بعدم الادلاء بأي معلومات تتناول سير المعارك واتخاذ القرارات لوسائل الاعلام،"او بكلمات أبسط اخراس الانتقادات الداخلية"كما يقول أحد الضباط. ونقلت الصحيفة عن ضباط، عملوا الى جانب حالوتس، قولهم انه بدا خلال الحرب منقطعاً عما يدور على الأرض وعن الخطوات التكتيتية المتعلقة بها،"انه متعجرف، لديه ثقة مفرطة بالنفس تمثلت اساساً باصراره على الاعتماد فقط على الطيران الحربي، وقناعته بأنه خلال ايام معدودة سيتم القضاء على منظومة صواريخ"حزب الله"، وقد انهارت عقيدته عندما تبين ان الحزب، وفي اليوم الأخير للحرب، استطاع قصف اسرائيل بنحو 250 صاروخاً". ويرى الضباط المنتقدون في رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين مسؤولا عن الفشل الاستخباراتي وعدم اطلاع الاستخبارات على نوعية العتاد العسكري في حوزة"حزب الله"وتحصيانته تحت الأرض. ويتهم الضباط قائد المنطقة الشمالية ادم بتزويد القيادة العسكرية في تل ابيب بتقارير غير دقيقة عما يدور في الحرب فضلاً عن عدم تطبيقه اوامر من القيادة والتأخر في التقدم في المعارك. وزادت الصحيفة ان الانتقادات تطاول القادة الميدانيين الكبار، وقالت"بعضهم كان مرتبكا في العمليات التي اقرها وآخر أمر بتنفيذ عمليات من دون استئذان رؤسائه كبدت الجنود خسائر فادحة في الأرواح". ورأى المعلق المخضرم في صحيفة"هآرتس"يوئيل ماركوس ان"المشكلة الرئيسة في ادارة الحرب والخروج منها بفشل، لا بانتصار ولا بهزيمة". واشار الى ان القيادة السياسية، وعلى رأسها اولمرت، قليلة الخبرة ولم تكن هي من قاد الموقف انما انقادت وراء الجيش وتحديداً قائده حالوتس الذي اقنعها، خلال ساعات بشن حرب شاملة رداً على اختطاف الجنديين من دون ان تكون لاسرائيل خطة واضحة عن أهداف هذه الحرب وعن ثمنها والدمار الذي ستخلفه وعن أمدها. المس بالقدرات الردعية وبعدما اشار ماركوس الى ان الحرب انتهت الى اتفاق صممته الولاياتالمتحدة"لانقاذ اسرائيل من سقوط مخز... لذا فالحديث هنا ليس عن عدم تحقيق انتصار فحسب، انما عن المس بقدراتنا الردعية"رأى ان"لجنة تحقيق في اداء اولمرت لن تفيد كثيراً لأن كل الدلائل تشير الى ان حالوتس جره الى حرب لم يتم الاعداد لها ولا تحقيق الانتصار". وكتب"من فشل ومن ضلل ومن تحلى بثقة مفرطة بالنفس انتقلت كالعدوى الى الحكومة هو قائد الجيش دان حالوتس وهو من ينبغي ان ينصرف الى بيته". وكانت صحيفة"معاريف"نشرت على صفحتها الأولى امس ان حالوتس، وبعد ساعتين من اختطاف الجنديين كان منهمكاً في بيع أسهمه المالية في احدى الشركات. واعتبرت هذا السلوك"لا مبالاة من القائد العسكري الأول بما حصل". ورد حالوتس على هذه التهمة عنه بالقول انه خلال انشغاله ببيع الأسهم لم يكن يتوقع ان تندلع الحرب. واعتبر حالوتس ما نُشر في"معاريف"عن بيعه الأسهم"محاولة دنيئة ثمة من يقف وراءها"وانها محاولة لتلطيخ سمعته.. الا ان الصحف الاسرائيلية نقلت عن مسؤولين في القيادة العامة للجيش وضباط ميدانيين شاركوا في الحرب على لبنان قولهم انه"لن يكون امام حالوتس مفر سوى الاستقالة مع انتهاء انسحاب الجيش من لبنان"لأن مثل هذا السلوك يشكل"عيبا أخلاقيا... اذ لا يعقل انه بينما يقتل جنود في لبنان ويعمل جنود آخرون على تخليص مصابين ينشغل حالوتس في اموره الخاصة". وافادت"معاريف"ان حالوتس امر نائبه بالشروع في اجراء فحص مجريات الحرب بهدف استخلاص العبر. وكانت الصحف تناولت بإسهاب شكاوى الجنود، خصوصا جنود الاحتياط على سير المعارك والبلبلة التي عمت تحديداً في الأيام الأخيرة وبلغت ذروتها بعدم تلقيهم العتاد المناسب وحتى امدادات ماء الشرب والطعام وعدم جهوزيتهم وتدريبهم لمواجهة مقاتلي"حزب الله".