في وقت اتجه الموقف الإيراني النهائي في الملف النووي الى رفض الانصياع لقرار مجلس الأمن المطالب بوقف طهران كل عمليات تخصيب اليورانيوم، هدد رئيس البرلمان الإيراني غلام علي حداد عادل بالانسحاب من عضوية الوكالة الدولية للطاقة الذرية . ويبدو ان هذا القرار سيظل مسيطراً على الساحة السياسية الايرانية الى ان تحدث تطورات على صعيد الحوار مع الأوروبيين، في ما يتعلق بالاقتراح الذي تقدمت به الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة الى ألمانيا ورزمة المحفزات التي يتضمنها. وأشار الى ذلك ضمنياً الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي من خلال دعوته الدول الأوروبية للعودة الى طاولة الحوار وعدم الاستعجال في اتخاذ المواقف والتراجع عن قرار بحث الموضوع الإيراني في مجلس الأمن والعمل على إعادة كسب ثقة الإيرانيين. وشدد حداد عادل على رفض إيران قرار مجلس الأمن الذي اعتبره"غير منطقي ويفتقد اي مسوغ قانوني"، مضيفاً ان"دولة لم يثبت في برنامجها اي انحراف الى النشاطات العسكرية وكل ما تقوم به سلمي بتأييد من المفتشين، لا يوجد سبب لحرمانها من حقها في النشاطات السلمية". ودعا رئيس البرلمان الإيراني الى خلق توازن بين"الحق والواجب"في المنظمات الدولية اي"ألا يفرض على دول واجبات لا تحترم حقوقها". وأضاف:"اذا كانت نتيجة عضوية ايران في المنظمات الدولية ومن بينها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حرمان ايران من حقوقها الطبيعية، فلا يوجد سبب لاستمرار عضوية ايران في هذه المنظمات، ولا موضوعية للتعاون مع هذه المنظمات". وأعرب حداد عادل عن اسفه من التصرف الأوروبي الذي تعجل في نقل النقاش حول الملف الى مجلس الأمن"فهم الذين طلبوا المفاوضات وحددوا موعدها، وهم الذين خربوها ونقلوا الملف الى طريق آخر". في الوقت ذاته، أكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية ان الملف النووي"لم يصل الى طريق مسدود وأمامه طريق بسيط وهو متابعة الحوار". وفي إشارة الى إمكان العودة الى الاقتراح الروسي بنقل علميات تخصيب اليورانيوم الى الأراضي الروسية، أكد آصفي ان"اقتراحات عدة مطروحة للخروج من الازمة من بينها الاقتراح الروسي"، مشدداً في البداية على ضرورة"تصحيح المسار الذي سيطرت عليه أجواء عدم الثقة وإعادة بنائها". وتجنب آصفي تحديد موقف ايران من الاقتراح الاوروبي وهل ستقدم ايران ردها عليه في الموعد الذي حددته، مشيراً في الوقت نفسه الى ان"إيران ليست لديها مشكلة في تقديم الرد لأن لجان الدراسة انتهت من عملها"، كاشفاً ان إيران طلبت من الأوروبيين عدم الاستعجال و"ألا نعمد الى التضحية بالدقة من اجل السرعة، وماذا يحدث لو انتظر الطرف المقابل ثلاثة أسابيع لاستلام الرد". الى ذلك، انتقد الناطق باسم الخارجية الإيرانية تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش في أعقاب التهديدات للرحلات الجوية في لندن. وقال:"قال الرئيس الأميركي كالمعتاد شيئاً ما من دون أي تقويم مسبق- إذ أن استخدام مصطلحات مثل الفاشية الإسلامية لا يتوافق بالتأكيد مع مرتبة رئيس". ودان آصفي الإهانات التي توجه ضد أي دين، وقال إنه يتعين على بوش أن يعتذر للعالم الإسلامي عن تصريحاته. وعن حادثة لندن، قال آصفي إن"تصريحات متناقضة"خرجت حولها مما جعل القضية"مشكوك فيها إلى حد ما"، لكنه أضاف أن التحقيقات يجب أن تنتهي حتى يتسنى الحصول على صورة أكثر وضوحاً. وكانت تعليقات ذكرت أن حادث لندن اختلق لصرف الأنظار عن الحرب على لبنان. مقتل 8 شرطيين في هجوم على صعيد آخر، قامت مجموعة مسلحة ليل أول من أمس، بمهاجمة دورية للشرطة الإيرانية في مرتفعات مدينة بم في محافظة كرمان جنوب شرقي إيران، على بعد مئات الكيلومترات من الحدود الإيرانية -الباكستانية. وأسفر الهجوم عن مقتل 8 شرطيين وإصابة 3 آخرين بجروح. وافادت طهران ان المجموعة التي قامت بالاعتداء على عناصر الشرطة هي مجموعة من مهربي المخدرات، نافية ان تكون تمكنت من الهرب الى خارج الحدود، نظراً الى بعد المسافة ولتشديد الدوريات.