دعا "حزب الفضيلة الاسلامي" انصاره ومقلدي آية الله الشيخ محمد اليعقوبي، المرشد الروحي للحزب، الى التهدئة وعدم التعرض الى مقرات"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة الرئيس جلال طالباني بعد ابداء طالباني"الأسف الشديد"لما ورد في صحيفة"الاتحاد"التابعة لحزبه في 29 تموز يوليو الماضي، الأمر الذي اعتبره انصار اليعقوبي"اساءة كبيرة لمرجعهم الديني، ما فجر ازمة بين"الفضيلة"و"الاتحاد والوطني". جاء ذلك في حين اعتبر"الفضيلة"مشروع الفيديرالية في جنوب البلاد بأنه"مغامرة سياسية في ظروف مرتبكة أمنياً". وقال الشيخ صباح الساعدي الناطق باسم الحزب ل"الحياة"ان طالباني كان أكد لوفد حزب"الفضيلة"برئاسة الساعدي الخميس انه"يكن وداً واحتراماً كبيرين للشيخ اليعقوبي وكل المراجع الدينية"، مضيفاً ان رئيس الجمهورية أصدر بياناً اعتذر فيه عما ورد في صحيفة"الاتحاد"وأوفد وفداً برئاسة نائب رئيس الوزراء برهم صالح لزيارة الشيخ اليعقوبي في النجف للبحث في الوضع في كركوك، التي كانت سبب المشكلة. وأكد الساعدي ان"حزب الفضيلة"قبل اعتذار طالباني"من موقع المسؤولية"وطالب أنصاره ومقلدي اليعقوبي ب"التهدئة"وعدم التعرض الى مقرات"الاتحاد الوطني الكردستاني". وأصدر"الفضيلة"بياناً أمس قال فيه"على رغم اننا نرى ان البيان الصادر من رئيس الجمهورية لم يجبر الكسر الكبير الذي حصل الا اننا ومن موقع المسؤولية نقبله بما فيه ونطلب من الجماهير التهدئة وليحتسبوا ما نزل بهم عند الله فإنه نعم المولى ونعم النصير". وكانت صحيفة"الاتحاد"نشرت مقالاً في 29 تموز الماضي اتهمت فيه اليعقوبي ب"نشر الكراهية ضد الأكراد ومحاولة اشعال حرب بين الشيعة العرب والأتراك"رداً على بيان شديد اللهجة أصدره اليعقوبي حمّل فيه الأكراد، الذين يسيطرون على كركوك، مسؤولية التدهور الأمني في المدينة والاعتداء على العرب والتركمان فيها. من جانب آخر، اكد عبدالرحمن الحصيني، الامين العام ل"الفضيلة"ان"المطالبة بإقامة الفيديرالية في مناطق الجنوب حق شرعي لما له من ايجابيات في حل المشاكل الاقتصادية والسياسية والامنية والاجتماعية في البلاد، ولكن الوقت غير مناسب لتطبيقها بسبب الظرف الامني المرتبك". وأوضح ان"الفيديرالية تعد من حيث المبدأ نظاماً جيداً وآلية لحل مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية، الا ان المشكلة في التوقيت غير المناسب بسبب الاوضاع الامنية والسياسية غير المستقرة"واصفاً المطالبة بها الآن بأنه"نوع من المغامرة السياسية". وحذر من ان"تلويح بعض القادة الاميركيين بتحقيق استقرار في البلاد اذا اعتمدت آلية تقسيم للمجتمع العراقي الى الكرد والعرب والشيعة والسنة غير صحيح، لان هناك ازمات مفتعلة في مناطق الوسط والجنوب، وبالتالي لا نريد المغامرة على حساب ارادة الشعب العراقي".