تواصل الهيئة العليا للمصالحة الوطنية في العراق برئاسة وزير الدولة لشؤون الحوار الوطني اكرم الحكيم عملها لوضع بنود المبادرة التي اعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي حيز التنفيذ بالتزامن مع دعوة اطلقها المجلس السياسي لهيئة الامن الوطني، برئاسة الرئيس جلال طالباني، للعراقيين للتعاون مع الاجهزة الامنية وتوحيد مواقفهم من الطائفية والارهاب. وقال اياد جمال الدين، العضو في هيئة المصالحة عن كتلة"العراقية"البرلمانية بزعامة اياد علاوي ان الهيئة"تبذل جهوداً حثيثة للوقوف على نقاط الصراع بين الاطياف العراقية والوصول الى اتفاق، منها النظام الفيديرالي والحوار مع الجماعات المسلحة وبناء الاجهزة الامنية بشكل متوازن، وحل مسألة الميليشيات". واكد ل"الحياة"ان"الهدف من المصالحة هو تحقيق وضع آمن ومستقر في عموم العراق، لكن هذا لن يتم الا بحل الميليشيات الحزبية ومعالجة قضية الجماعات المسلحة، والا فإن المصالحة ستكون حبراً على ورق". واشار الى ان"الميليشيات لن تسهل الحوار مع المسلحين لأن الاولى قد تبطش بالثانية"، وشدد على"وجوب ان تؤدي المصالحة في نهاية الامر الى الحيلولة دون انقسام العراق ودون سيطرة الارهابيين لأن هذين الامرين سيطيلان مدة بقاء القوات الاميركية في البلاد". الى ذلك قال عضو هيئة المصالحة يونادم كنا، ان اجتماع اليوم امس"حدد ثلاثة مواعيد لمؤتمرات في اطار المصالحة وهي: مؤتمر العشائر في 19 آب اغسطس الجاري، ومؤتمر منظمات المجتمع المدني في 16 أيلول سبتمبر المقبل، ومؤتمر الاحزاب السياسية في 4 تشرين الأول نوفمبر المقبل. وستعقد جميعاً في بغداد". وكان اجتماع اولي لشيوخ العشائر عقد أول من امس في بلدة المحمودية، جنوببغداد بحضور المالكي، وأشار كنا الى ان"المؤتمر الخاص برجال الدين لم يحدد موعده بعد. ويمكن ان يدمج بمؤتمر المرجعيات الدينية الذي كان سيعقد في الاردن في حزيران يونيو الماضي وتم تأجيله لتفعيل المشاركة العراقية بتوجيه من الملك الاردني عبدالله الثاني". وزاد كنا ان"الهيئة ستعقد الاثنين اجتماعها الخامس لبحث مكان انعقاد هذا المؤتمر وهناك اقتراحات لعقده في الاردن او مكة او العراق". ولفت عضو الهيئة عن التيار الصدري قصي عبدالوهاب، الى ان"اجتماعاً سيعقد على مستوى عال بالتنسيق مع القوى السياسية غير المشتركة في الحكومة. وأوضح ل"الحياة"ان"لجنة الاتصال بالاطراف الراغبة في العمل السياسي تناقش اجندة الشخصيات والقوى السياسية التي ستدعوها الى المؤتمر"، مشيراً الى ان"القائمة تضم أحزاباً وشخصيات مختلفة الانتماءات والتوجهات". وقال ان"جلوس الفرقاء السياسيين على اختلافهم الى طاولة الحوار من شأنه ان يفعّل الوفاق الوطني بين الشرائح العشائرية والشعبية والدينية". الى ذلك دعا المجلس السياسي لهيئة الأمن الوطني برئاسة جلال طالباني في بيان اصدره امس العراقيين الى"الوقوف صفاً واحداً لمساندة الحكومة الوطنية واجهزتها الامنية في ظل مبادرة المصالحة وخطة أمن بغداد. للقضاء على الارهاب واحباط محاولات اثارة الفتنة الطائفية". من جهة أخرى، وصل الرئيس الروماني ترايان باسيسكو الى العراق امس وعقد اجتماعاً مع طالباني. واكد طالباني في مؤتمر صحافي عقده بعد اللقاء ان"اجتماعه مع باسيسكو فرصة جيدة لبحث مستقبل العلاقة بين البلدين"، واضاف ان دور الاتحاد الاوروبي"مهم جداً في اعادة اعمار العراق إذ قدم مساعدات مالية بلغت 200 مليون يورو"، وزاد:"لقد اتفقنا في مجلس الامن الوطني على توحيد الخطاب السياسي لجميع المسؤولين، فالبرلماني الذي ينتقد حالة معينة يجب ان ينتقدها داخل مجلس النواب والوزير الذي يعترض على امر يجب ان يتم داخل وزارته". وأعرب الرئيس الروماني عن رغبة بلاده في إقامة علاقات متطورة مع العراق. وقال:"أكدت للرئيس العراقي خلال محادثاتنا اليوم استعداد رومانيا لدعم العراق اقتصاديا وسياسيا وعسكرياً"، مشيراً الى ان"الهدف من زيارتي ليس تفقد قواتنا فحسب، بل من أجل إعادة العلاقات السياسية بين رومانياوالعراق". وأكد أنه لن يسحب قواته من العراق الا بطلب من الحكومة. واستقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باسيسكو مرحباً ب"الدور الايجابي لحكومته في بناء الديموقراطية".