يحتضن الملعب الاولمبي في العاصمة الألمانية برلين مباراة قمة بين ايطالياوفرنسا في نهائي النسخة الثامنة عشرة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم. وتعتبر المباراة إعادة للنهائي الذي جمع بين المنتخبين قبل 6 أعوام في بطولة أمم أوروبا في هولندا وبلجيكا وكان اللقب من نصيب فرنسا بالهدف الذهبي الذي سجله دافيد تريزيغيه في الدقيقة 103، علماً بأن ايطاليا تقدمت بهدف لماركو دلفيكيو منذ الدقيقة 55 بيد ان سيلفان ويلتورد أدرك التعادل في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، وبالتالي فإن مباراة الغد ستكون ثأرية بالنسبة للمنتخب الايطالي. وتضم تشكيلة ايطاليا 4 لاعبين خاضوا نهائي بطولة أمم أوروبا وهم فرانشيسكو توتي وفابيو كانافارو واليساندرو دل بييرو واليساندرو نستا الذي سيغيب عن النهائي بسبب الإصابة في عضلات الحالب، فيما تضم تشكيلة فرنسا 7 لاعبين هم فابيان بارتيز وباتريك فييرا وزين الدين زيدان وويلتورد وتييري هنري وتريزيغيه وليليان تورام. وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة إلى قائد فرنسا وصانع ألعابها زيدان لأنها الأخيرة في مسيرته الكروية بعدما كان قرر الاعتزال نهائياً بعد المونديال وبالتالي فهو يأمل في إنهاء مسيرته في الملاعب العالمية بلقب عالمي ثان ويرصع سجله الحافل بالألقاب. ويعرف زيدان الكرة الايطالية جيداً لأنها كانت بداية مسيرته الاحترافية خارج فرنسا ومستهل ألقابه حيث توج مع يوفنتوس بطلاً للدوري الايطالي عامي 1997 و1998 والكأس السوبر الايطالية عام 1997 والكأس السوبر الأوروبية عام 1996 والكأس القارية"انتركونتيننتال"في العام ذاته. وقال زيدان:"اشعر بسعادة غامرة بعد هذا الانجاز الذي حققناه في ألمانيا وكذّبنا به جميع التكهنات. منتخبنا رائع ويستحق اللقب. نتمنى أن نتوج أبطالاً للعالم، لأن ذلك سيكون رائعاً بالنسبة للاعبين الشباب واستثنائياً للمخضرمين الذين باتوا على أبواب الاعتزال"في إشارة إلى ليليان تورام وفابيان بارتيز وكلود ماكيليلي. وتابع:"ستكون المباراة صعبة جداً ويجب أن نكون في قمة مستوانا ولدينا الأسلحة للقيام بذلك"، مضيفاً:"يسود انسجام كبير بين صفوفنا وشعارنا هو إما أن نعيش جميعاً أو نموت جميعاً. يجب أن يقاتل لنحرز اللقب". وسيكون بييرو آخر زملاء زيدان السابقين الذين سيواجههم صانع ألعاب فرنسا في المونديال الحالي وسيكون بمثابة العقبة الأخيرة لقيادة فرنسا إلى اللقب العالمي على غرار ما فعل عام 1998 عندما سجل هدفين من الأهداف الثلاثة في المباراة النهائية واختير في العام ذاته أفضل لاعب في أوروبا والعالم قبل أن يتم اختياره أفضل لاعب في العالم أيضا عام 2003. وقال دل بييرو:"فرنسا مرشحة لإحراز اللقب، لأنها ستلعب من دون ضغوطات كبيرة". وتكمن قوة المنتخب الفرنسي في خطي وسطه بقيادة باتريك فييرا وكلود ماكيليلي ودفاعه بقيادة تورام ووليام غالاس، كما انه يضم احتياطيين في المستوى أبرزهم دافيد تريزيغيه وسيلفان ويلتورد وسيدني غوفو، والأمر ذاته بالنسبة للايطاليين الشهيرين بخطة"الكاتناتشيو". وستكون المباراة مواجهة بين أقوى خطي دفاع في البطولة حيث لم يدخل مرمى ايطاليا سوى هدف واحد سجله المدافع كريستيان زاكاردو خطأ في مرمى منتخب بلاده في المباراة ضد الولاياتالمتحدة، فيما دخل مرمى فرنسا هدفان ضد كوريا الجنوبية واسبانيا. ويعرف مدرب ايطاليا مارتشيلو ليبي لاعبي فرنسا جيداً وخصوصاً زيدان وتورام وتريزيغيه وهنري للعبهم تحت إشرافه في يوفنتوس، وهو يعتبر الأول"أفضل لاعب في العالم في السنوات العشر الأخيرة". وتدين ايطاليا ببلوغها المباراة النهائية إلى مدربها ليبي الذي عرف كيف يقود فريقه إلى بر الأمان بفضل خططه التكتيكية وتحديداً ضد استراليا في الدور الثاني عندما كان فريقه يلعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 51، وكذلك في دور الأربعة أمام ألمانيا عندما غامر باللعب بأربعة مهاجمين في الوقت الإضافي ونجح في الفوز قبل دقيقتين من انتهاء المباراة متفادياً ركلات الترجيح.