سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش يشترط وقف جميع الفصائل الفلسطينية النار مقابل وقف عملياته في غزة . اسرائيل ترفض إنذار خاطفي الجندي شاليت والمؤسسة العسكرية تؤيد صفقة "تبادل أسرى"
أعلنت اسرائيل رسمياً رفضها الانذار الذي أصدرته ثلاث مجموعات فلسطينية تحتجز الجندي الاسرائيلي المخطوف أمهلت فيه الدولة العبرية حتى صباح اليوم لتلبية مطالبها بالافراج عن معتقلين وأسرى فلسطينيين مقابل اطلاق سراح الجندي. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة ايهود اولمرت ان"حكومة اسرائيل لن ترضخ لابتزاز السلطة الفلسطينية وحكومة حماس اللتين تقودهما منظمات ارهابية اجرامية"، مضيفاً ان اسرائيل لن تجري أي مفاوضات لاطلاق معتقلين فلسطينيين وأن"السلطة الفلسطينية تتحمل كامل المسؤولية عن سلامة غلعاد شاليت وإعادته سالماً ومعافى الى اسرائيل". وأعلن وزير الدفاع عمير بيرتس ان اسرائيل لن تسلّم باختطاف أي من جنودها أو أن يتعرض الجندي المخطوف لأي أذى. وأضاف ان المسؤولية الرئيسية عن اختطاف الجندي"تقع على عاتق قيادة حماس الارهابية في دمشق بقيادة خالد مشعل". وقال بيرتس انه يتوقع من الرئيس السوري بشار الاسد العدول عن موقف اللامبالاة الذي ينتهجه وأن يدرك ان المسؤولية تقع على عاتقه ايضاً". وكان رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال دان حالوتس أول من عقّب على بيان الخاطفين لدى زيارته والد الجندي وقال انه يؤيد"بحزم"الموقف الاسرائيلي الرسمي الرافض الرضوخ لأي ابتزاز"من جانب المنظمات الارهابية". واعتبر الخاطفين"وقادتهم ومن ارسلهم"مسؤولين عن سلامة الجندي. وأخذت اسرائيل البيان، بعد أن أيقنت انه صادر فعلاً عن الخاطفين، على محمل الجد. وألغى رئيس الحكومة مشاركته في اجتماع كتلة حزبه"كديما"البرلمانية وعقد جلسة مشاورات عاجلة في حضور وزير الدفاع عمير بيرتس وقادة الأجهزة الأمنية لتقويم المستجدات والتطورات المتوقعة حتى صباح الغد، موعد انتهاء المهلة. ومقابل الموقف الرسمي المعلن الرافض التفاوض مع الخاطفين، ازدادت الأصوات الداعية الى ابرام صفقة"تبادل أسرى"ولم تعد مقصورة على نواب من اليسار ومعلقين بارزين بل امتدت الى المؤسسة العسكرية التي أقر بعض أقطابها بأنه"لن يكون هناك خيار في نهاية المطاف سوى التفاوض"، خصوصاً ان اطلاق الجندي في عملية عسكرية يبدو شبه مستحيل، باعتراف قادة الجيش. وتصدر تأييد أوساط عسكرية صفقة"تبادل أسرى"عناوين كبرى الصحف العبرية أمس. وأفادت صحيفة"هآرتس"ان"الجيش والمؤسسة الأمنية يوافقان على صفقة يتم بموجبها الافراج عن الجندي مقابل اطلاق سراح أسرى فلسطينيين في السجون الاسرائيلية شرط أن لا تكون أياديهم ملطخة بالدماء". وأضافت ان الموافقة تسري على معتقلين بشبهة الانتماء الى"تنظيم ارهابي"أو من دينوا بمخالفات جنائية أو أمنية بسيطة. وتابعت الصحيفة ان وزير الدفاع عمير بيرتس وقائد الجيش وضعا في الأيام الأخيرة الخطوط العريضة لصفقة تبادل أسرى يتفق حولها الاسرائيليون والفلسطينيون. وزادت ان الجنرال حالوتس اطلع الحكومة أول من أمس على موقف الجيش هذا وعلى"حدود التنازلات"التي ستقبل بها القيادة العسكرية، مضيفاً ان"تنازلات كبيرة"ستشجع جهات عربية واسلامية متطرفة وتمس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن وبمكانته"اذ يحظر أن تكون النتيجة انتصاراً لحماس في قضية أخفق فيها معتدلون من أمثال عباس في الافراج عن أسرى فلسطينيين". وتابعت"هآرتس"ان ابرام صفقة تبادل أسرى يجب ان تشمل، برأي المؤسسة العسكرية، وقفاً تاماً للنار من جانب"حماس"وسائر الفصائل مقابل وقف الجيش عملياته في القطاع. وزادت ان الجيش يطالب ايضاً بتحقيق"ميزان النوم"بين سديروت وغزة بمعنى أنه في حال لم ينعم اطفال سديروت بالنوم جراء قذائف"القسام"، فلن ينعم به أطفال غزة جراء القصف الاسرائيلي. وكتب المعلق البارز في صحيفة"معاريف"بن كسبيت ان"التفاهمات"بين المستويين العسكري والسياسي تقضي بأن لا بد في نهاية الأمر من التفاوض، عبر طرف ثالث وليس مباشرة بين اسرائيل وحكومة"حماس". وأضاف ان قائد الجيش أبلغ الحكومة قبل يومين ان"عملية عسكرية لن تعيد وحدها الجندي المخطوف الى بيته". بمعنى ان ليس للجيش خيار عسكري حقيقي لاطلاق سراح الجندي. وتابع نقلاً عن مسؤولين عسكريين قولهم انه لا بد من"أن يتحدث أحد مع الآخر"وأن تبادل الأسرى وارد شرط عدم تجاوز"الخطوط الحمراء"المتمثلة بعدم اطلاق أسرى"مخربين أي ضالعين مباشرة في الارهاب". وزاد كسبيت ان اسرائيل قد تقبل ايضاً، في حال وصل التفاوض الى مرحلة جدية، باطلاق سراح أسرى مسنين قضوا معظم مدة محكوميتهم"وذلك كبادرة حسن نية".