في غيبة من البشر، تزحف"روبوتات"الانترنت، كأنها جيش من عناكب اسطورية سريعة، لتلملم الأخبار من المواقع الصحافية والإخبارية التي تنطق بلغة الضاد، ثم تعرضها في قسم الاخبار العربية الذي استحدثه محرك البحث الشهير"غوغل"أنظر"الحياة"بتاريخ 26/6/2006، من دون ان يتدخل الإنسان في هذه العملية كليّاً. كما انها تجدّد نفسها تلقائياًً كل نصف ساعة تقريباً، بحسب مدير مكتب"غوغل"في القاهرة شريف اسكندر، في توضيح خصّ به"الحياة"، مضيفاً ان تجميع الأخبار يجري استنادا الى نموذج الكتروني مؤتمت، بحيث تقصد الروبوتات المواقع التي تتضمن مواد اخبارية باللغة العربية، سواء تلك التي تُصنع في العالم العربي او خارجه، وتنقلها الى موقع"غوغل". والمعروف ان تعبير"روبوت الانترنت"يطلق على برامج صغيرة متخصصة ودقيقة جداً، تواصل التطواف على مواقع الإنترنت المتعددة. وتتخصص كل مجموعة منها بأنواع مُحدّدة من المواقع الإلكترونية. فمثلاً، تركز مجموعة من هذه الروبوتات على المواقع التجارية، وأخرى على مواقع الدردشة، وثالثة على المواقع الجنسية، وهكذا دواليك. وبذلك لا يُشبه موقع الأخبار العربية في"غوغل"ما يظهر في المواقع المتخصصة في الأخبار، مثل"بي بي سي"و"سي ان ان"و"نوفوستي"، التي تصنع أخبارها بنفسها، ثم تنتقي منها ما ترى انه أكثر ملاءمة للجمهور العربي، وتترجمها. وأوضح اسكندر ان قسم الأخبار في"غوغل"لا يتدخل في مسألة صناعة الخبر، و"لا يصنع المحتوى". وتُذكّر هذه الخطوة بما يتوافر في محركات بحث أُخرى، مثل"ام اس ان"، الذي تديره شركة"مايكروسوفت"، مع التنبّه الى ان الأخير يبني عمله على البريد الإلكتروني وغُرف الدردشة، وليس البحث عن المعلومات والمواقع، كحال"غوغل". والحال ان الاعتماد التام على روبوتات الإنترنت في إنجاز العمل الصحافي هو ما يميّز قسم الأخبار العربي في"غوغل"عن نظرائه في محركات البحث الأُخرى. وبذلك، يمكن القول ان أنشطة محركات البحث الاخبارية تحمل في طياتها نوعاً جديداً من الصحافة الإلكترونية، التي تعتمد على مصادر واسعة تنطق بلغة جمهور معين مثل العرب، ما يجعلها مرجعاً اخبارياً سهلاً يتجدد بصورة مستمرة. وأوضح اسكندر أيضاً ان مُحرك البحث"غوغل"يوسع نشاطاته وينوّعها باستمرار. وبالنسبة الى قسم الأخبار فيه، دأب"غوغل"على إصداره بلغات عدة، مثل اليابانية والصينية والاسبانية والفرنسية والروسية وغيرها، إضافة الى الانكليزية. وفي كل لغة، يعمد الى تكرار نموذج عمله باللغة الانكليزية، أي التجميع المؤتمت للأخبار، في كل مرة أضاف فيها لغة جديدة. وبدا بديهياً ان يصل الدور الى اللغة العربية، خصوصاً ان محرك"غوغل"يُبدي اهتماماً متزايداً بهذه المنطقة التي تشهد توسّعاً قوياً لسوقيّ المعلوماتية والاتصالات المتطورة. والمعلوم ان"غوغل"في صدد انشاء فرع متخصص بالشرق الاوسط، يعمل انطلاقاً من مقره في القاهرة.