قال ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمس، إن الفرصة متاحة للاستفادة من توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بتمديد مهلة العفو عن جميع المطلوبين في قضايا أمنية إلى أجل غير مسمى. وأكد الأمير سلطان بن عبدالعزيز في تصريحات خاصة إلى"الحياة"، عقب تدشينه عصر أمس معرض القوات المسلحة السادس في مدينة خميس مشيط، أن"كل من فيه خير سيستفيد من هذا التمديد". وذكر مصدر أمني ل"الحياة"أن"قوة مكافحة الإرهاب"في السعودية دمرت كثيراً من الخلايا المسلحة وهياكل تنظيمها. وأشار إلى فترة التمديد الجديدة، التي تعني إطلاق كل من يسلم نفسه في حال ثبت عدم تورطه في إزهاق الأرواح في عمليات إرهابية راح ضحيتها أبرياء، بالقول:"ليس جديداً على القيادة السعودية أن تغلب الجانب الإنساني في كل قراراتها، لما فيه مصلحة الإنسان السعودي والوطن". وزاد:"تمديد العفو يتعلق بمن تورط في فكر ضال منحرف من دون سبق إصرار أو تعمد. وحتى أولئك المتراجعون، مهما كان موقعهم في مثل هذه التنظيمات، سيستفيدون من دون شك من العفو، كل بحسب حجم تورطه". وسبق أن استجابت عناصر مطلوبة للتحقيق في قضايا الإرهاب، وسلموا أنفسهم في نهاية عام 2004، وتم بالفعل إطلاق سراح خمسة منهم. وفي هذا السياق، فإن آخر قوائم المطلوبين لوزارة الداخلية السعودية بتهم الإرهاب، المعروفة ب"قائمة ال36"، حملت أسماء 21 مطلوباً خارج الأراضي السعودية، بينهم غير سعوديين، وهم مرشحون أيضاً للاستفادة من فترة العفو الجديدة، مثلما كانت الحال بالنسبة الى مطلوبين آخرين في القائمتين السابقتين. وأفادت أنباء لم تتأكد رسمياً، بالإعلان في العراق عن مقتل التشاديين مانور يوسف وعثمان حسن، وهما على قائمة المطلوبين الأخيرة، إضافة إلى إعلان العراقيين عن اعتقال السعوديين عبدالله الرميان ومحمد الرشودي. وسألت"الحياة"الأمير سلطان عن زيارته المرتقبة إلى فرنسا في 19 الجاري، تلبية لدعوة من الرئيس جاك شيراك، فردّ بأنه يفضّل"ألا نستبق الأحداث". وأضاف:"لنترك كل شيء إلى حينه بإذن الله". ورداً على سؤال عن تقويمه لملتقى أبها الثقافي، الذي اختتم أعماله أول من أمس تحت عنوان"احترام النظام"، أجاب بأنه ينتظر تقويم وسائل الإعلام نفسها لفعاليات الملتقى، وما خرج به من رؤى وتطلعات. وشهد ولي العهد عرضاً عسكرياً أقيم في أرض المعارض التابعة للقوات المسلحة في محافظة خميس مشيط. وتفقد الميدان في حافلة معدة له، يرافقه قادة القطاعات المعنية، ثم شاهد هو ومرافقوه من الأمراء وكبار المسؤولين عروضاً جوية للمقاتلات والطائرات المروحية للقوات البرية والبحرية والجوية، ومشهداً حياً لتمرين على عملية تحرير رهينة. ويهدف المعرض، الذي اعتُمد مناسبة سنوية تحتضنها المنطقة الجنوبية من المملكة، الى تقديم تجربة"المعرفة بالترفيه"لزواره. ويضم المعرض المفتوح للجمهور من السعوديين والسياح على مدى أسبوع، مجموعة واسعة من تشكيلات القوات المسلحة السعودية و11 مؤسسة عسكرية وأمنية.