استأنفت الهندوالصين جولة محادثاتهما الثامنة حول الخلاف الحدودي التاريخي بينهما. وشأن جولات المفاوضات السابقة، تعقد جلسات التفاوض وراء الأبواب المغلقة. ولم يعلن جدول هذه المفاوضات أو نتائجها على الملأ. والحق أن العلاقات الصينية - الهندية جيدة حالياً. فهما حلتا منازعات في مجال الطاقة والأمن والدفاع. ومن المتوقع أن يبلغ التبادل التجاري بين البلدين نحو عشرين بليون دولار في العام الجاري. وعلى رغم دوام المفاوضات الهندية خمسة وعشرين عاماً، لا تزال المشكلة الحدودية عالقة بين البلدين. فالطرفان لم يتوصلا الى تعريف مشترك لخط الهدنة الحقيقي، أو إلى تحديد نقاط الحدود في عدد من المناطق الجبلية والأنهار والبحيرات. وتتمسك الصين بحل هذا الخلاف على ما تشتهي، أي بتنازل الصين عن اكساي تشين الى الهند، مقابل تنازل الهند عن أروناشال براديش في الشرق. ولكن الهند ترفض التنازل عن مناطق مأهولة وكثيرة السكان. وعززت الصين مشاريعها التنموية بالتيبت وسينكيانغ. وشقت طرقاً، ومدت سككاً حديدية تبلغ عاصمة التيبت. وهذا دليل على سعي الصين إلى إنهاء النزاعات الحدودية مع الهند. ولا شك في أن تشريع الحدود أمام المعاملات التجارية يضعف غلبة العمليات الاستخبارية والمناورات العسكرية على معالجة قضايا المنطقة. فحل المشكلات الحدودية هو أساس الشراكة الاستراتيجية عبر الهمالايا. والحق أن المشكلة الحدودية ترخي بثقلها على مذكرات التفاهم الصينية - الهندية. وهذا يحكم المذكرات الساعية الى طرد شبح حرب عام 1962 من ذاكرة البلدين، وتبديد أثرها بالفشل. عن بالاوي أيار مدير مكتب صحيفة"هندو"في بكين، "إيجيا تايمز"الهونكونغية، 27/6/2006