أعرب رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي النائب وليد جنبلاط امس عن خشيته من"ان يكون النظام السوري يرغب في جعل لبنان عراقاً ثانياً للوصول الى الفراغ والفوضى"، واصفاً حكومة فؤاد السنيورة بأنها"خير مثال لحكومة اتحاد وطني". وتستعد الأكثرية في البرلمان اللبناني لخوض معركة ضد رئيس الجمهورية اميل لحود، في حال أصر على دعوة اعضاء المجلس الدستوري الى ممارسة مهماتهم بخلاف القانون الذي أقره اخيراً المجلس النيابي، واعتبر فيه ان ولايتهم منتهية وأن لا بد من إعادة تشكيل اعضاء المجلس من خلال انتخاب النواب خمسة اعضاء جدد في مقابل مبادرة مجلس الوزراء الى تعيين خمسة آخرين. ولعل المعركة السياسية حول المجلس الدستوري ستتجاوز مسألة فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي ليكون في امكانه انتخاب حصة في المجلس الدستوري، الى امتناع لحود - بحسب مصادر نيابية في المعارضة - عن تحديد موعد لأعضاء المجلس المنتخبين من النواب او الذين تعينهم الحكومة لأداء اليمين الدستورية امامه، بالتالي لا يحق للأعضاء الجدد مباشرة مهماتهم إذا لم يؤدوا اليمين. راجع ص8 وقالت مصادر نيابية ل"الحياة"انه لن يكون هناك عائق امام فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي، بمرسوم يوقعه رئيسا الجمهورية والحكومة. وعزت السبب الى ان امتناع احدهما عن التوقيع على المرسوم سيفسح في المجال امام الأكثرية، وانطلاقاً مما ينص عليه الدستور المادة 33، للتوقيع على عريضة نيابية تطالب بفتح هذه الدورة، بالتالي فإن لحود على سبيل المثال، ليس مضطراً لإعطاء الفرصة للأكثرية"لتسجيل موقف في خانته". لكن المصادر تخشى لجوء رئيس الجمهورية، مستفيداً من صلاحياته الدستورية الى تعطيل آلية اعادة تشكيل المجلس الدستوري من الأعضاء العشرة الذين يتألف منهم، وذلك برفضه تحديد موعد لهم لأداء اليمين الرسمي من دونها لن يمارسوا مهماتهم كأعضاء جدد في المجلس. وبالنسبة الى رهان القوى المعارضة للأكثرية، على قدرتها على إحداث تغيير وزاري، مستفيدة من دعوة"حزب الله"الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، أكدت المصادر النيابية استحالة الدخول في لعبة تبديل الحكومة. ولفتت الى ان الأكثرية ليست في وارد البحث في التغيير الوزاري، لأنها تخشى حصول فراغ دستوري بسبب تعذر التوافق على الحكومة البديلة التي يصعب تأليفها في ظل الظروف السياسية المعقدة، بالتالي ستكون عاجزة عن إنجاز التدابير والإجراءات المطلوبة منها لتسهيل قيام المحكمة الدولية التي ستتولى محاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وأكدت ان الأكثرية اتخذت قرارها بعدم المغامرة بمصير الحكومة الحالية، لأن البديل لن يكون إلا الفراغ الدستوري وبامتياز هذه المرة، مشيرة الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري ليس في وارد إعطاء الضوء الأخضر للبحث في احتمال تشكيل حكومة جديدة"ليست مضمونة النتائج، ومن شأنها ان تذهب بالبلد الى المجهول". كما ان"حزب الله"الحليف الأول ل"التيار الوطني الحر"بزعامة العماد ميشال عون، لن يقدم على قفزة في المجهول، على رغم تأييده مطالبة الأخير بحكومة وحدة وطنية. على صعيد آخر، وصف رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد في حديثه الى"الحياة"الاثنين الماضي، من ان عناصر تابعة لتنظيم"القاعدة"تطاردها دمشق، انتقلت اخيراً الى لبنان، بأنه خطير. وقال جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده امس في المختارة:"هذا الكلام يذكّرني بما يجري في العراق، فكم هرب من عناصر يقال انها تنتمي الى القاعدة الى العراق، وعملت على استباحة حياة العراقيين من دون تمييز وقتلت وهجّرت منهم". وأعرب عن خشيته من"ان يكون النظام السوري وتحت هذا الشعار بالذات، يريد ان يجعل لبنان عراقاً ثانياً للوصول الى الفراغ والفوضى". وسأل جنبلاط:"إذا كان ضمير النظام السوري مرتاحاً، فلماذا يخاف اولاً من التحقيق في اغتيال رفيق الحريري وثانياً من المحكمة الدولية التي اصبحت شبه حقيقية! ولماذا يحرّض العناصر الصغيرة في لبنان للتهجم على المحكمة الدولية؟". واضاف جنبلاط:"قرأت اليوم امس مقابلة الرئيس نبيه بري في"الحياة"ولا أريد ان أعكّر صفوه ومبادراته التي يصر فيها على تحقيق ما اتفق عليه في مؤتمر الحوار الوطني"، داعياً النظام السوري الى"عدم الاهتمام بنا امنياً، لا من قريب ولا من بعيد، فكلما ابتعدت همومه الأمنية عنا كلما ارتحنا". واعتبر ان بري قام بخطوة"جبّارة"عندما"أطلق الحوار الذي لم ينته، لكنني قرأت له كلاماً في"الحياة"قال فيه انه سيرى كيفية ايجاد صيغة لتنفيذ ما أجمع عليه المؤتمرون، إنما طبعاً عبر الحكومة واتصالاته العربية". ورداً على سؤال رأى جنبلاط ان الحكومة الحالية هي"خير مثال لحكومة اتحاد وطني"، مضيفاً ان تيار عون موجود في مؤتمر الحوار وإن كان غير ممثل في الحكومة. وأوضح انه لم ير ايجابيات في حديث الرئيس الأسد الى"الحياة"، بخلاف ما قاله بري، مؤكداً ان رئيس المجلس النيابي"يقوم بإيجابية اساسية تتعلق بترجمة قرارات الحوار الوطني الى خطوات عملية، لذلك ذهب الى سورية وقام بجولته العربية، وإذا ترجمت تلك القرارات، فإنها تفتح المجال امام قيام علاقات طبيعية بين البلدين".