أكدت الحكومة الصومالية الانتقالية ان طائرة شحن حطت أمس الأربعاء في مطار مقديشو الدولي كانت تنقل أسلحة وذخائر، من اريتريا، إلى معارضيها الإسلاميين. وأبعدت عناصر الميليشيات الإسلامية الصحافيين عن محيط المطار عندما حطت في الساعة الثامنة صباحاً طائرة اليوشين - 76، قبل ان تقلع لاحقاً. وذكرت وكالة"أسوشيتد برس"ان ذيل الطائرة كان يحمل علم كازاخستان، إحدى دول الاتحاد السوفياتي السابق، التي تؤجّر في العادة طائراتها لرحلات تجارية. وتستطيع طائرة ال"اليوشين - 76"شحن 52 طناً مترياً. وكان اثنان من قياديي"المحاكم الشرعية"ينتظران هبوط الطائرة على مدرج المطار المغلق أمام حركة الملاحة منذ 11 عاماً. وهي الطائرة الثانية التي تهبط فيه منذ سيطرة الإسلاميين على مقديشو الشهر الماضي. وسارعت الحكومة الانتقالية الى اتهام الإسلاميين بانتهاك الحظر على الأسلحة الى الصومال الذي فرضته الأممالمتحدة في 1992 بعد اندلاع الحرب الأهلية في 1991، ومنذ ذلك الحين تخرق فصائل صومالية بانتظام هذا الحظر باعتراف الأممالمتحدة. وقال نائب وزير الإعلام صلاد علي جيلي إن الطائرة كانت تحمل"أسلحة من اريتريا وفيها ألغام وقذائف ومنصات لإطلاق الصواريخ وصواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات". وأضاف المسؤول الصومالي في اتصال هاتفي من بيداوة 250 كلم شمال غربي مقديشو مقر المؤسسات الانتقالية الصومالية""ان حكومتنا تدين التدخل الاريتري". وأوضح أن عملاء للاستخبارات أبلغوا الحكومة من مقديشو بما حملته الطائرة. وتدعم اثيوبيا الحكومة الانتقالية الصومالية في حين يشوب التوتر علاقاتها مع اريتريا منذ الحرب الحدودية الدامية التي تواجه فيها البلدان من 1998 الى 2000. وفي مقديشو رفض المسؤول الأمني في المجلس الإسلامي الأعلى في الصومال الشيخ يوسف محمد سياد الادلاء بأي تعليق على الشحنة التي كانت تقلها الطائرة. وأعلن في مؤتمر صحافي إن"للصوماليين الحق في استخدام مطار مقديشو، ولست مخولاً لأقول لكم من يأتي الى مقديشو ومن يغادرها". وفي رد على اتهامات الحكومة، قال القيادي الإسلامي:"لا تفكروا في هؤلاء الناس في بيداوة. إنهم جميعاً موالون لاثيوبيا ولا يمثلون الشعب الصومالي. إنهم يتكلمون باسم اثيوبيا". ونفى وزير الإعلام الاريتري علي عبدو أن تكون بلاده أرسلت شحنة الأسلحة. وقالت جينداي فريزر، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية المكلفة الشؤون الأفريقية، ان واشنطن قلقة من دخلات اثيوبيا واريتريا في الصومال.