أوضحت الحكومة الألمانية ل «الحياة» أمس أن كلام المستشارة أنغيلا مركل المتكرر عن إسرائيل كدولة يهودية يجب أن لا يُفهم على أنه تخلّ عن الجوهر الذي تحمله كل ديموقراطية معها، وهو طابع التعددية واحترام حقوق الإنسان وحمايتها في كل بلد. وجاء التوضيح على لسان الناطق باسم الحكومة أولريش فيلهلم رداً على سؤال عن مدى فهم المستشارة وحكومتها لأبعاد هذا التوصيف لدولة إسرائيل، وانعكاسه المستقبلي على مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون فيها. وقال فيلهلم: «يوجد داخل إسرائيل كلام بأن حل الدولتين مرهون في النهاية بالحفاظ على الطابع اليهودي لإسرائيل، لكن هذا طبعاً مرتبط بجوهر كل ديموقراطية تحمل طابع التعدد وتحترم حقوق الإنسان وتحميها». من جانبه، ذكر الناطق باسم وزارة الخارجية أندرياس بيشكه في هذا الصدد أن حل الدولتين المطروح لإنهاء النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي يتلخص في وجود دولة إسرائيل من جهة، ودولة فلسطينية من جهة أخرى، «أما بالنسبة إلى هوية الدولة الإسرائيلية، فمن المهم لنا أن يكون الأمر متعلقاً بدولة ديموقراطية - دستورية». وعما إذا كان وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير يستخدم مثل المستشارة التوصيف نفسه في تصاريحه، قال بيشكه إنه لا يتذكر أنه تحدث مرة عن إسرائيل كدولة يهودية. وأعلن بيشكه أن شتاينماير سيبدأ بعد غد جولة في الشرق الأوسط تشمل إسرائيل والمناطق الفلسطينية وسورية ولبنان وتنتهي الثلثاء المقبل. وأضاف أنها الزيارة ال 14 التي يقوم بها الوزير الألماني للمنطقة منذ توليه مهمات وزارة الخارجية عام 2005، «الأمر الذي يعكس الأهمية التي يوليها وحكومته لأزمة الشرق الأوسط». وبعد أن قال إن الجولة الحالية «تأتي في ظل تطورات جديدة في المنطقة وخارجها»، أضاف: «لدينا دينامية جديدة في عملية السلام منذ أن تسلم الرئيس باراك أوباما مهماته، ونحن ندعم جهود الحكومة الأميركية المتجددة من أجل تحقيق حل الدولتين واستئناف المفاوضات». وتابع أن برلين تسعى إلى تقوية القوى المعتدلة في المنطقة في ظل تطورات مشجعة مثل انتخابات لبنان التي أجريت بهدوء، وتحسن العلاقات بينه وبين وسورية أخيراً من خلال تبادل السفراء وإقامة علاقات ديبلوماسية. وأكد بيشكه أن الوضع في قطاع غزة قبل الحرب وبعدها سيكون في صلب محادثات شتاينماير مع المسؤولين الإسرائيليين، مشيراً إلى أن الوضع هناك «غير مرض أبداً، ولا بد من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين».