لحظة فاجعة لكل المصريين، فمن يُضرب في لبنان هم أهلنا، نحن نسحل ونقتل في لبنان، ومما يضاعف المأساة هو هذا التخاذل المشين للحكام العرب، الأمر لا يتوقف على المبالاة وكأن من يدمر ليس لبنان منارة الأمة العربية، ولكن الأمرّ هو السير في ركب أميركا وإدانة"حزب الله"وتحميله مسؤولية تدمير لبنان، على رغم ان"حزب الله"وزعيمه حسن نصر الله يمارس حقه المشروع في مقاومة الاحتلال، فضلاً عن أن لديه أسرى مدنيين بالمئات في السجون الإسرائيلية، ومن حقه ان يفعل كل ما في وسعه لاستردادهم، ثم كيف يسمى أسر جنديين إسرائيليين إرهاباً تقوم عليه الدنيا، بينما يصمت العالم أجمع، بل يتواطأ على جرائم الحرب البشعة التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب اللبناني والإنسانية جمعاء! أما زعم أن أسر حزب الله للجنديين أعطى ذريعة لإسرائيل لتدمير لبنان فإنه كلام مأجورين أو على الأقل مغرر بهم، فإسرائيل ليست في حاجة لذرائع للعدوان، وهي تعتدي على البلاد العربية في شكل مستمر ومتواصل منذ قيامها، والأهم ان ما يحدث في لبنان الآن في ظل المباركة الأميركية يكشف ان النية كانت مبيتة منذ فترة لتدمير"حزب الله"ولبنان وإعادة صوغ المنطقة برمتها. هي لحظة محزنة، تكشف مدى عجز وهشاشة الأنظمة العربية والمفارقة المتسعة بين تقاعسها عن رد العدوان الخارجي وبين شراستها واستئسادها على المعارضين من مواطنيها، غير ان هذه اللحظة، على مرارتها، أتوقع ان تنقل الشعب العربي الى مرحلة جديدة، سيدرك فيها عدوه الحقيقي ويواجهه بكل ضراوة. روائي مصري