يبدو أن هنالك مؤشرات على حرب جديدة تتأهب إسرائيل لشنها على لبنان لعل أوضحها ما تناقلته بعض وسائل الإعلام مؤخرًا حول إبلاغ الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي مسؤولين لبنانيين خلال زيارته الأخيرة للبنان أن فرنسا تتعهد بالسعي لمنع إسرائيل من ضرب البنى التحتية الأساسية في لبنان «لكن ليس أكثر من ذلك»، وأيضًا من خلال ما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست أمس من أن نقل حزب الله لمنظومة صواريخه من جنوب لبنان إلى مواقع في عمق شمال لبنان وسهل البقاع ممكن أن يؤدي إلى توسيع نطاق أي نزاع مستقبلي بين جماعة حزب الله وإسرائيل إلى حرب بين البلدين، وبما يفهم منه أن أحد أهم مبررات العدوان الإسرائيلي المبيت على لبنان إعادة نشر حزب الله لصواريخه في الشمال بعد أن تمكنت قوات اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية من فرض رقابتها المشددة على المناطق الحدودية في الجنوب اللبناني. منطق الحكمة في هكذا وضع يقتضي عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبه الحزب صيف عام 2006 ، والذي قاد إلى حرب شنتها إسرائيل على لبنان في ذلك الوقت بكل ما حملته من دمار ومآسي وأهوال ، وهو ما جعل أمين عام حزب الله نفسه حسن نصر الله يعترف بالخطأ الذي ارتكبه الحزب عندما دفع أسر الحزب لجنديين إسرائيليين إلى إعطاء إسرائيل المبرر لشنها بقوله إنه لو كان «حزب الله» يعلم بأن عملية أسر الجنديين الإسرائيليين كانت ستقود إلى الدمار الذي لحق بلبنان لما قام بتلك العملية قطعًا. الجهود التي تبذلها أطراف عربية لدى الإدارة الأمريكية لمنع حصول ضربة إسرائيلية جديدة تؤكد على الحرص على سلامة لبنان وتغليب منطق الحكمة والرشد والنأي عن القيام بالمزيد من المغامرات غير المحسوبة، ولكن هذا الجهد يقتضي كف البعض عن إعطاء إسرائيل ما تبحث عنه من مبررات لتوجيه المزيد من الضربات التي تهدف منها إلى نثر مزيد من بذور الفتنة والخلاف وتعطيل مسيرة التضامن العربي وعرقلة عجلة التنمية العربية، فلا داع لمزيد من المغامرات.