اثارت دعوات "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" ، بزعامة عبدالعزيز الحكيم الى الاسراع باقامة فيديرالية الوسط والجنوب، جدلاً واسعاً داخل"الائتلاف"الشيعي من جهة، والاوساط الادارية والشعبية في الجنوب من جهة اخرى، وتباينت الآراء بين من يجد في الفيديرالية دعوة لتقسيم العراق، وآخر يرى فيها حلاً ناجعاً في التصدي للعنف المستشري في البلاد، فيما يؤكد قيادي في"المجلس الاعلى"وجود تطور"في مواقف قوى سنية كانت ترفض المشروع وهي الآن تلتقي مع المجلس وتتعامل مع الموضوع بمرونة". واشار النائب كريم اليعقوبي، عضو"الائتلاف"الشيعي عن حزب"الفضيلة"إلى ان"الجدل الدائر حول دعوات المجلس ومنظمة بدر لتفعيل مشروع فيديرالية الجنوب والوسط يعود إلى عدم نضوج الرؤية حتى الآن لدى القوى الشيعية في المنطقة". وحدد اليعقوبي في تصريح إلى"الحياة""مشاكل"تعيق تنفيذ المشروع في الوقت الراهن، منها توقيت اعلان المشروع وتطبيقاته والظروف العامة والخاصة في محافظات الجنوب والوسط، وهل هي مهيأة لتكون كياناً ذات استقلالية وبمواصفات لم يعتدها اداريو وسياسيو المنطقة". واضاف:"نحن في الفضيلة نرى ان ظروف المنطقة عائق رئيسي ونقترح ان تتم في الوقت الحاضر الدعوة إلى تطبيق النظام اللامركزي، ومنح ادارات المحافظات صلاحيات واسعة كمرحلة اولى، وبعد نجاح الكوادر في مهمتها يمكن بعد ذلك الانضمام إلى محافظات اخرى واقامة اقليم فيديرالي". ولفت إلى أن"نظرتنا إلى الموضوع من هذه الزاوية موضع خلاف مع المجلس الأعلى وبدر الداعين إلى الفيديرالية الواسعة". وعزا فاضل الشرع، مستشار رئيس الوزراء في تصريح الى"الحياة"سعي"المجلس المجلس الاعلى"و"بدر"الى تنفيذ هذا المشروع الآن إلى"الحرص على النهوض بالواقع الاقتصادي في مناطق الجنوب من خلال الاستثمار الامثل للثروات، متخذين من تردي الوضع الامني وسوء الخدمات ذريعة في دفع اهالي المنطقة الى القبول بالفكرة والترويج لها، وفق المفهوم الديموغرافي"، مشيراً إلى"قوى داخل الائتلاف تفهم الفيديرالية على انها مشروع لتقسيم العراق وتقطيع أوصاله". وعن موقف التيار الصدري من هذه الدعوة قال ان التيار"يشدد على ضرورة ايلاء الاولوية للأمن والاقتصاد وحشد كل الجهود لدعم الخيار الوطني والتعاون مع السلطات التنفيذية في بسط سلطة الدولة على كل اجزاء العراق"وتابع ان"هذه الدعوة الى الفيديرالية فردية لم تتم بالتشاور مع باقي الشركاء ولم يسبق اعلانها اي تنسيق مشترك، ولم تشكل لجان فنية او خبراء لدراسة الوضع وانضاج الفكرة واغنائها بالاقتراحات والآليات التي يمكن بها خوض التجربة بنجاح من دون الاخلال بالمرتكزات الوطنية العليا القائمة على وحدة الارض والدم". واعتبر النائب جلال الدين الصغير القيادي في"المجلس الاعلى"الدعوة الى الفيديرالية أنها"حق دستوري طبيعي". ودعا إلى"تأييد المشروع وتفعيله". واشار في تصريح إلى"الحياة"الى ان هذه"الدعوة ليست عشوائية او اعتباطية بل خضعت لدراسة مستفيضة في المجلس الاعلى وتشكيلاته، وستعتمد اساساً على ايجاد مؤسسات قادرة على الادارة الفيديرالية وسيطرح المشروع بعد الانتهاء من المشاورات الجارية الآن مع القوى العراقية المناهضة للفكرة او تلك التي تبدي ملاحظات عليها". وكشف"مشاورات مستمرة مع قوى سنية من جهة ومع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر"مؤكداً"حصول تطور في موقف بعض الاطراف السنية التي كانت ترفض الفيديرالية خلال المرحلة الماضية وتوصلنا معها إلى نقاط تفاهم مشتركة وهي تتعامل الآن مع الموضوع بروحية جديدة اكثر مرونة"، واعتبر ذلك تطوراً كبيراً ادى إلى انحسار مساحة الرفض للفيديرالية. اما عن موقف مكونات"الائتلاف"الشيعي الاخرى فقال ان"هناك وجهات نظر للسيد مقتدى الصدر من قضية الفيديرالية وهي ليست عائقاً للعمل لكنها جديرة بالاحترام والمناقشة". من جهته أكد نائب محافظ الناصرية القيادي في حزب"الدعوة"عضو"مؤتمر فيديرالية الجنوب"، وجود"انقسام في الرأي بين أهالي الجنوب حول الموضوع". وقال في اتصال هاتفي مع"الحياة"ان"الأوساط السياسية والادارية في المحافظات الجنوبية تطرح خيارات لم يتم الاتفاق على احدها حول شكل ونوع النظام الفيديرالي، فهناك جهة تدعو إلى اقامة اقاليم منفردة للجنوب والوسط، واخرى تدعو إلى اقليم واحد للوسط والجنوب، وآخرون يدعون الى الفيديرالية على اساس جغرافي".