ترتفع باطراد أعداد الرعايا الأجانب الذين يجلون عن لبنان عبر سورية براً أو قبرص وتركيا بحراً. وأصبحت قوافل الحافلات على الطرقات التي لا تزال صالحة للسير وتحركات السفن الحربية والسياحية المستأجرة في المياه الاقليمية وخصوصاً في محيط مرفأ بيروت ومارينا ضبيه شمال ومواكبة المروحيات جواً، مشهداً مألوفاً، وجزءاً من السيناريو اليومي، علماً أن غالبية السفارات لم تجبر رعاياها على المغادرة بل أبدت استعدادها لتسهيل رحيلهم خصوصاً الموجودين في مناطق تتعرض للقصف. وطلبت منهم أن يبقوا على اتصال بها، ولم تحدد حتى الآن مهلة لإنهاء هذه العمليات. وفي حين لا يخلو تنظيم رحلات الإجلاء من انتظار طويل وفوضى أحياناً، على رغم أن الاولوية هي دائماً للعجزة والمرضى وذوي الحالات الخاصة والاولاد، قال وزير الخارجية القبرصي جيورجيوس ليليكاس ان بلاده التي يقل عدد سكانها عن المليون نسمة تكافح للتعامل مع الأزمة. وجدد دعوته الى شركاء نيقوسيا في الإتحاد الاوروبي للمساعدة في تحمل العبء، مشيراً الى أن قبرص هي البلد الوحيد في الاتحاد الذي"يقدم تسهيلات بهذه الدرجة وليست لدينا القدرة على استيعاب اعداد المواطنين من دول أخرى". ويتوقع مسؤولون وصول نحو 4 آلاف شخص يومياً ما يزيد من الضغوط على الموارد في ذروة الموسم السياحي. وتشير التقديرات ان عدد الذين سيغادرون في الأيام المقبلة يصل الى 57 ألف أجنبي ولبناني يحملون جنستين. وأمس انتقل 450 أميركياً تحت حماية عناصر"المارينز"وأجلي نحو 1000 فرنسي انضموا الى 2000 وصلوا الى بلادهم. وأوضح الناطق باسم الخارجية جان باتيست ماتيي أن نحو 900 أجنبي معظمهم من الأوروبيين تمكنوا من مغادرة لبنان بفضل تدابير اتخذتها حكومته، وأعلن ان الفرقاطة ميسترال التي تتسع ل 4 آلاف شخص ستصل غداً الى لبنان. وتعد فرنسا لإجلاء نحو 400 من مواطنيها لا يزالون محتجزين في جنوبلبنان، كما أعلنت وزيرة الدفاع ميشال أليو ماري أنها ستتفقد عناصر الجيش الذين ينظمون عمليات الإجلاء في قبرص، لمناسبة زيارتها منطقة الخليج. ومنذ 12 تموز يوليو الجاري، أجلي 4200 من الرعايا الألمان براً وبحراً. لكن الناطق باسم الخارجية مارتن ياغر أعرب عن"قلق حكومته"العميق على رعاياها الموجودين في مناطق تشهد معارك في جنوبلبنان". وليل الخميس ? الجمعة، أعيد 250 بلجيكياً و222 رومانياً الى بلديهم عبر سورية، فضلاً عن 13 برتغالياً حطوا في مطار لشبونة. وغادر أمس بيروت 108 بلغاريين كانت تنتظرهم طائرة في مطار دمشق، ونقلت طائرتان مغربيتان 140 مواطناً فارتفع عدد المغادرين الى 380 مغربياً. كما تلقت الرباط طلبات مساعدة من رعايا دول أفريقية أخرى لا يزالون محتجزين. ووصل نحو 100 كندي الى اوتاوا أقلتهم طائرة رئيس الوزراء ستيفن هاربر الذي كان في مهمة في أوروبا، وتوقف في طريق عودته في قبرص لاصطحابهم. وغادر 13 يابانياً على متن سفينة بريطانية بينما لا يزال حوالى 5 آلاف سريلانكي من أصل 93 ألفاً موجودين في لبنان، ينتظرون المغادرة وفق منظمة الهجرة الدولية. الى ذلك، أفادت صحيفة"ذي صن"الصادرة أمس بأن الداعية الإسلامي المبعد عمر بكري محمد، ناشد البحرية البريطانية إخلاءه من بيروت. لكن المسؤولين عن اخلاء الرعايا منعوه من الصعود الى الباخرة.