اقترح رجل الدين السنّي النافذ محمود الصميدعي اجتماعاً"للتصالح والتفاهم"في مكةالمكرمة، يحضره"علماء السنّة والشيعة وبينهم آية الله علي السيستاني ومقتدى الصدر وجواد الخالصي لمواجهة المخططات الكبيرة..."التي تمزق العراق وتدفعه الى الحرب الأهلية. وفيما قتل أمس 30 عراقياً في هجمات متفرقة، بينها هجومان بسيارتين مفخختين في مدينة الصدر، حمّل مسؤول كبير في وزارة الدفاع وزارة الداخلية مسؤولية مقتل عدد كبير من المواطنين في حي الجهاد أول من أمس. وأكدت القوات الأميركية أنها"في ضوء"ما حصل في هذا الحي، اتخذت قراراً بالتخلص من الميليشيات. ودعا الصميدعي إمام جامع أم القرى في بغداد، علماء السنّة في الخارج الى"العودة ولقاء المرجعيات الشيعية للتوصل الى عهد شرف للتعايش بين المسلمين في هذا البلد"، واعتبر هذه الدعوة"جزءاً من سلسلة ملفات التفاهم التاريخية بين مسلمي العراق"، مشيراً الى"جلسات علمائنا الافاضل ابان الاحتلال البريطاني للعراق مطلع القرن الماضي التي أدت الى طرد المحتلين". واقترح"عقد اجتماع للصلح والتفاهم بين مراجع السنّة والسيد السيستاني ومقتدى الصدر والخالصي والحسني في رحاب بيت الله الحرام بمكةالمكرمة ليكون في ذلك لم شمل الأمة في مواجهة المخططات الكبيرة ... التي تنفذها طغمة من المرتزقة والمأجورين مثل هيثم البدري المتهم بأنه منفذ تفجير المرقد الشيعي في سامراء في شباط/ فبراير الماضي وجماعته الذين خرجوا عن الإسلام ومذاهبه وأهل السنّة منهم براء". واعتبر حادث حي الجهاد الأحد"انذاراً نهائياً"، محذراً من انه"اذا لم تكن هناك وقفة حقيقية وعملية من الحكومة تساند تحركات ومساعي علماء الدين، فإن التصريحات لا تجدي نفعاً". وطالب ب"وضع حد للعصابات التي تقتل على الهوية ... لتلافي حرب أهلية يسعى الاحتلال وقوى خارجية الى اثارتها بين ابناء الشعب الواحد". إلى ذلك، قال مدير العمليات في وزارة الدفاع أمس إن العدد الكبير من القتلى في عمليات القتل الطائفي في حي الجهاد كان بسبب عدم الاستجابة الفورية لقوات وزارة الداخلية. وأضاف اللواء عبدالعزيز محمد في مؤتمر صحافي ان ما حصل حصل، لأن"ردة الفعل لم تكن بالسرعة الممكنة في القضاء على الارهابيين". وكانت مصادر في الداخلية أعلنت أن مسلحين ينتمون الى ميليشيا شيعية اقتحموا ضاحية حي الجهاد التي تسكنها غالبية سنّية الأحد وقتلوا حوالي 42 شخصاً، في واحدة من أكثر أعمال العنف الطائفي دموية. واعترف اللواء محمد بأن مسلحين عمدوا الى اجبار مواطنين على الترجل من سياراتهم"واطلاق النار عليهم". وقال إن"من يطلق النار عشوائياً على مواطن أو مدني أو طفل لا يمكن أن ينتمي إلى جهة سياسية لديها عقيدة أو مبدأ". وأضاف أن"هؤلاء شراذم ينضوون او يختفون تحت غطاء سياسي معين". ورفض الاجابة على سؤال عن صور تلفزيونية التقطها مصور الأحد أظهرت مسلحين مدنيين يحملون قذائف صاروخية ورشاشات قرب دورية لقوات الشرطة العراقية لم تحرك ساكناً ضدهم. وقال:"لا تعليق لدي حول هذا الموضوع. اكتبوا عنها في صحفكم. أنا لا تعليق لدي". وزاد أن"تحقيق الأمن في بغداد لا يمكن ان يتحقق بوجود مسلحين، لا يمكن التفريق بين الارهابيين والجماعات المسلحة". وفي هذا الإطار، أعلن الناطق باسم القوات الأميركية في العراق الجنرال وليام كولدويل انه في ضوء الاشتباكات الطائفية التي حدثت في حي الجهاد بات يتعين التخلص من الميليشيات المسلحة لأنها تشكل العقبة الرئيسية أمام تنفيذ خطة بغداد الامنية التي اطلقت قبل شهر تقريباً. وقال إن العسكريين"يأخذون مأخذ الجد دور الجماعات المسلحة غير الشرعية ... لقد اتخذنا قراراً خلال الأسابيع الأخيرة بأن نتحرك بأقصى صرامة ممكنة ... وسنلاحقهم سواء أكانوا عناصر منظمة او أشخاصاً يعملون لحسابهم الخاص". من جهة أخرى، هاجم نحو 200 شرطي طردوا من مناصبهم مكتب محافظ السماوة وضربوا بعض الموظفين مستخدمين العصي والسكاكين. وكان هؤلاء العناصر نظموا احتجاجات منذ طردهم الشهر الماضي بتهم التزوير والرشوة. والسماوة عاصمة محافظة المثنى التي ستكون الأولى التي سيتم فيها تسليم الأمن الى القوات العراقية.