تابعت كغيري ما تناولته الصحافة الخليجية والعربية حول الحدث غير العادي المتمثل في نفي أحد مسؤولي الأكاديمية المعلوماتية منح الدكتوراه للفنانة أحلام. وتابعت بالصورة والخبر حدث منح أحد رجال الأعمال من دولة الكويت الشقيقة شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في بيروت. ربطت بين الحدثين وقارنت بين الاثنين وخرجت بمقولتين: الأولى هي الصدقية الكبيرة لدى مؤسسة علمية محترمة مثل الجامعة الأميركية تقدر رجال المال والأعمال ولا تمانع في منح شهاداتها التشريفية لرجل خدم مجتمعه في مجال المال والاقتصاد، بل لن ننسى أن هذه الجامعة منحت السيدة الرائعة فيروز شهادة الدكتوراه، وهي تستحق ذلك. وفيروز تمنح هذه الشهادة الصدقية والاحترام في ضوء ما قدمته لجمهورها والذي يفوق 8 شهادات دكتوراه، بل ان ما قدمه الأكاديميون من شهادات في فيروز والمدرسة الرحبانية فاق ذلك العدد. مع الفارق الكبير بين تاريخ فيروز وفلوس رجل الأعمال الكويتي مع فائق تقديري لهما برزت دكتوراه أحلام التي نشر الخبر عنها على كل الصفحات وكان حجم المعارضين اكبر بحكم أن الأقلام التي عارضت تحفظت عن منح الشهادة لأحلام شخصياً لسبب لا أعرفه ربما يتعلق بشخصية أحلام المكاشفة للمستصحفين وما أكثرهم في الوسط الصحافي، الخليجي خصوصاً، الذين أخذوا موقفاً عدائياً من أحلام دون غيرها وجاءت حكاية الدكتوراه لتقضي على آخر شريان في مصير العلاقة بين أحلام وبين هؤلاء. المقولة الثانية، وهي الأهم، أن هناك خلطاً وازدواجية في التعاطي مع هذا الموضوع وأنا على يقين أن الدكتوراه لو منحت لرابح صقر مثلاً مع تقديري الشديد له، ستتقبله تلك الأقلام وتلقبه بالدكتور رابح صقر. وأنا على قناعة بأن الشهادة لو منحت للفنان الرائع فايز السعيد، ستقوم الدنيا ولن تقعد، وأنا متأكد تماماً انه لو منحت شهادة الدكتوراه للفنانة المحبوبة نوال ستأخذ مساحة من التبخير أكثر وأكثر على رغم أن هؤلاء لم يكملوا شهاداتهم الأكاديمية بحسب ظني وربما يكون ظني خاطئاً. قلنا ألف مرة ان الشهادات الأكاديمية الفخرية تمنح من دون تقديم أي مشروع أكاديمي... وقلنا ألف مرة إن الشهادات الفخرية تمنح بسبب نشاط معين أو جهد في مجال معين. وقلنا ألف مرة إن الشهادات الفخرية لم تحدد لرؤساء دول فقط كما أكد الأمين العام للأكاديمية الذي أحرق كل تاريخ الشهادات الفخرية في تصريح ونسي الملح وقدمه على طبق القراء ولم يدرك أن بعضهم لديه حساسية من المواد المسلوقة. من قال إن الشهادة الفخرية تاتي بعد بحث اكاديمي؟ ومن قال ان الدكتوراه الشرفية تعطى لدراسة تقدم من قبل الممنوح... أنا على ثقة بأن بعض رجل الأعمال تسلموا شهادة فخرية من أجل ما قدموه من خدمات في أعمال البر وفي نطاق الاعلام من دون أن يعكفوا على أبحاث ودراسات واستنباطات وتحليل وفرز جداول، وهم يستحقون ذلك التكريم لأنهم قدموا للإعلام العربي خدمات جليلة. إذن، لماذا نحرّم ذلك على أحلام؟ أنا على يقين بأن أحلام لو دفعت مبلغاً مالياً مقابل أن تشتري 5 شهادات دكتوراه 10 شهادات ماجستير و15 دبلوماً في أي تخصص لحصلت على كل ذلك لكن لان أحلام ليس لديها إلا صوتها وإحساسها وفنها فهي عرضة لأي رفض من قبلهم ولأنها لا تملك"السيولة"التي تسيّل حبر التواقيع على الشهادات الفخرية. ملاحظة : كل الأسماء التي وردت في المقال يقصد بها طرح أمثلة ليس إلا ولها كل اعتزازي. "الحياة" تفوز بجائزة "روتانا" فازت "الحياة" بمسابقة شركة "روتانا" عن أجمل مقالة كتبت عن برنامج "إكس فاكتور" ، وحصد الزميل تيسير عبدالله الجائزة الأولى عن المقالة التي كتبها في العدد 15721 بتاريخ 23/ 4/ 2006، بعنوان "روتانا وإكسير النجاح" . وتقيم الشركة مساء اليوم حفلة لتوزيع الجوائز في بيروت.