يقولون دائماً إن الأمر كله يعتمد على الموهبة والمهارة واللياقة البدنية. ولكن لا تخدعكم هذه الأقاويل، فعندما يصل الأمر إلى النجومية في عالم كرة القدم، فإن المظهر والأسماء لا تقل أهمية عن العناصر السابقة. فقد أظهرت دراسة سريعة أجريت على الفرق التي بلغت دور الثمانية من بطولة كأس العالم الحالية، أن نجوم كرة القدم اليوم هم إما من محطمي قلوب النساء، أو ممن يحملون أسماء بسيطة وجذابة. وإذا نظرنا إلى المنتخب الالماني على سبيل المثال. فلا شك في أن الشخص الذي يمكن أن يكون النجم الاول للفريق هو مايكل بالاك، الذي لا يتمتع باسم لطيف وحسب، وإنما لديه أيضاً عينان زرقاوان جذابتان، وقوام ممشوق. وبالعكس، فإن لاعب خط وسط المنتخب الالماني باستيان شفينستيغر لا يتمتع بالمظهر الكلاسيكي الجميل، وحتى اسمه الاخير غير جذاب وهو يعني"متسلق الخنزير"إذا ترجم حرفياً. ما يعني أن اللاعب المسكين لديه فرصة ضئيلة للغاية لبلوغ عالم الشهرة مع اسم كهذا. أما البرازيليون فهم يعرفون تماماً أهمية الأسماء سهلة التذكر، فأعظم نجوم الكرة البرازيلية في التاريخ يعرف ببساطة باسم بيليه. أما نجوم البرازيل اليوم فلديهم أسماء موسيقية، مثل رونالدو أو رونالدينيو، وعلى رغم أنهم جميعاً لا يتمتعون بالمظهر الجذاب، الا أن المرء لا يمتلك كل شيء دائماً. وأظهر اقتراع أجري بين الصحافيات الموجودات في ألمانيا حالياً، أن أكثر لاعبي المنتخب البرازيلي الحالي جاذبية هو كاكا، واسمه الحقيقي هو ريكاردو إزيكسون دوس سانتوس لييتي 24 عاماً ولكنه اختصره إلى كاكا، لأن شقيقه الاصغر رودريغو لم يكن يستطيع نطق اسم ريكاردو. وعلى رغم قصره وبساطته، الا أن اسم كاكا لا يتمتع بشعبية كبيرة أيضاً، ولو عرف اللاعب أن الأمر سينتهي به باللعب في إيطاليا في يوم ما، لأدرك عواقب قراره اختيار هذا الاسم منذ زمن بعيد. فقد اعترف صاحب نادي لاتسيو الايطالي السابق سيرجيو كرانيوتي، أنه لم يضم كاكا لصفوف ناديه قبل بضعة أعوام، فقط بسبب ما يحمله اسمه من دلالات تتعلق بالقذارة، وما كان يمكن أن تثيره هذه الدلالات في مدينة مثل روما. ولكن لا يبدو أن جماهير ميلان تعير هذه الدلالات اهتماماً كبيراً، خصوصاً مع كل ما قدمه كاكا لناديهم آيه سي ميلان من عروض كروية مذهلة. ولم يكن مفاجئاً أن يأتي نصف لاعبي المنتخب الايطالي في قائمة العشرين الاوائل بين أكثر اللاعبين جاذبية في بطولة كأس العالم، بحسب استطلاعات الرأي التي تجرى على الانترنت. وتشمل هذه القائمة قائد إيطاليا فابيو كانافارو، وصانع ألعاب الفريق أليساندرو ديل بييرو، ونجم دفاع الفريق أليساندرو نيستا. ولكن لم تضم أي من هذه الاستطلاعات لاعباً مثل جيناروغاتوسو أو سيموني بيروتا، اللذين يعدان من النجوم الايطاليين الاقل شهرة. والغريب أن اسمي اللاعبين الايطاليين لهما معان غير جذابة أيضاً في الدول الناطقة باللغة الاسبانية. فكلمة"غاتو"تعني قطة بالاسبانية، بينما يعني"بيرو"كلباً. وقد يكون النجم الصاعد ليونيل ميسي هو أشهر نجوم الارجنتين حالياً، الا أن المهاجم الصاعد كارلوس تيفيز يبدو أن أمامه مستقبلاً مبهراً أيضاً، ولكنه على الأرجح لن يعتمد على مظهره في عالم النجومية. ولاشك في أن 99 في المئة من السيدات في العالم يحببن ديفيد بيكهام قائد ونجم المنتخب الانكليزي. ولكن مواطنيه الآخرين مثل بيتر كراوتش على سبيل المثال، كانوا أقل منه حظاً بكثير، إذ وجدت أسماؤهم طريقها إلى الاقتراعات عن أقبح لاعبي كأس العالم 2006، بدلاً من اقتراعات الجمال. وتتمتع البرتغال بنصيب جيد أيضاً من النجوم جيدي المظهر، بداية من لويس فيغو ومعنى اسمه في اللغة الرومانية"رائع" وكريستيانو رونالدو الذي اختير أخيراً أكثر لاعبي بطولة كأس العالم 2006 جاذبية، في مجلة هولندية. وربما لا يتمتع صانع ألعاب الفريق ديكو بسحر زملائه، ولكنه بالتأكيد لديه اسم لطيف ويسهل تذكره. ويوجد استثناء صغير عن هذه القاعدة في المنتخب الأوكراني، الذي يعتبر نجمه أندريه شيفتشينكو"القيصر"أكثر اللاعبين جاذبية في صفوفه. وبالنسبة إلى فرنسا، فلا أحد يعرف ما إذا كان نجمها الكبير زين الدين زيدان كان سيتمتع بكل هذا القدر من الشهرة لو لم يكن لديه اسم موسيقي ومظهر مميز؟!