حدد مجلس إدارة شركة"مواشي المكيرش"الجديد، الذي انتخب أمس، ثلاث أولويات خلال الفترة المقبلة: دراسة الاندماج مع شركات ناجحة، والبحث عن وسائل تمويل شرعية لدعم مشاريع الشركة، وإعادة بحث رفع رأس المال من خلال تجديد الطلب الموجود لدى هيئة السوق المالية. ودخلت"مواشي"مرحلة جديدة بعد أن اختارت مجلس إدارة جديداً برئاسة الأمير مشعل بن عبدالله بن تركي وموافقة المساهمين على قرار يعفي المجلس السابق من أي مسؤولية عن خسائر الشركة التي تجاوزت 600 مليون ريال بحلول نهاية 2005. وقال الأمير مشعل:"قررتُ ترشيح نفسي إلى مجلس الإدارة للعمل مع بعض المساهمين ممن رشحوا أنفسهم للعضوية، لإنقاذ الشركة من هذه الخسائر، والوضع الصعب التي تعيشه، حتى نحافظ على هذا الكيان ولا يتضرّر المساهمون من المواطنين". وأضاف:"سنعمل على تحسين الوضع العام للشركة والمحافظة على ما تبقى منها، وذلك بخطوات عدة، منها، مثلاً، تغيير الهيكل الإداري والمالي للشركة وتنظيمه، وتحسين وضع الشركة وعلاقتها مع الأطراف الأخرى لما فيه مصلحتها، وإعادة نشاط الشركة في مجال اختصاصها، والبحث عن تمويل بموجب الشريعة لإنقاذها، مع البحث عن فرص داخلية وخارجية لرفع نشاط واستثمارات الشركة، إلى جانب العمل على زيادة رأس مالها". وأشار الأمير مشعل الى أن الشركة:"شهدت ظروفاً صعبة تمثلت في الخسائر الكبيرة والمستمرة التي عانت منها خلال السنوات الماضية، والتي وصلت إلى أكثر من 50 في المئة من رأس مالها. وتواجه كذلك احتمال فقدان معظم أصولها، كالبواخر والأراضي، وانخفاض مبيعاتها في شكل كبير جداً. فشركةٌ رأس مالها 1.2 بليون ريال، تجد أن مبيعاتها لا تصل إلى 25 في المئة من رأس المال، وكذلك تواجه تصفية بعض فروعها". وأوضح"أن وضع الشركة مع المصارف صعب جداً، نتيجةً لبعض السلبيات، إلى جانب ما سيظهر لنا من أوضاع جديدة". وعلمت"الحياة"أن مجلس الإدارة الجديد دخل في مفاوضات جادة منذ ستة أشهر مع شركتين، إحداهما سعودية والأخرى خليجية، بهدف الاندماج. وأفادت مصادر مطلعة بأن المجلس سيوقع عقود الشراكة بعد الانتهاء من الخطوط الرئيسة للاندماج. وكانت وكالة"رويترز"نقلت عن رئيس مجلس إدارة الشركة واحد مؤسسيها صالح المكيرش قوله في بيان صحافي، انه لا ينوي إعادة ترشيح نفسه في الجمعية العامة العادية التي عُقدت مساء أول من أمس. وقال المكيرش الذي أسس الشركة قبل نحو 25 سنة انه يريد ضخ دماء جديدة في الشركة. وسجلت الشركة في البورصة في عام 1993. وكان الأمير مشعل اشترى حصة خمسة في المئة في"مواشي"ويقود مجموعة من المستثمرين. وأبدت"مواشي"رغبتها في زيادة رأس مالها إلى 1.8 بليون ريال 480 مليون دولار غير أن الهيئة رفضت الطلب معتبرة أن وضعها المالي ليس قوياً بالقدر الكافي. ويشير موقع البورصة على الإنترنت إلى أن الخسائر المتراكمة على الشركة حتى السنة الماضية تجاوزت 600 مليون ريال. ومجال العمل الأساسي ل"مواشي"نقل الماشية. وأفاد مصدر آخر مقرب من الشركة أن إحدى الخطط تشمل توسيع الشركة لتعمل في مجال الذبح والتخزين والتوزيع. وأضاف المصدر أن هناك محادثات مع"القصيم"الزراعية من اجل شراكة محتملة. و"مواشي"واحدة من شركات مسجلة تدقق هيئة سوق المال في أعمالها لفشلها في تطوير نشاطها الرئيس واستثمارها في الأسهم قبل الانهيار الذي هوى بقيمة السوق الى النصف من شباط فبراير إلى أيار مايو. وقبل بداية الاتجاه النزولي الحاد شرعت الجهات الرقابية في تطبيق إجراءات تهدف لمنع الشركات المسجلة من الاستثمار في الأسهم.