يمكنني بالكاد اصدق ان كأس العالم عادت من جديد، حين كنت لاعباً ولعبت في مباريات كأس العالم مرة واحدة، بدت لي اربع سنوات في انتظار المونديال ثانية بمثابة دهر. ولكن، الآن تبدو النهائيات في كوريا واليابان كأنها البارحة وبالكاد انتهينا من الاحتفال بانتصار البرازيل في يوكوهاما. رأينا آنذاك كم تطورت لعبة كرة القدم في آسيا، لكنني احذر أنه سيتراجع أداء الفرق الآسيوية هذه المرّة. وسيكون صعباً على أي من فرقهم الاربعة تجاوز مراحل تصفيات المجموعات، وحتى كوريا. لقد كانوا منافسين شرسين على ارضهم بفضل الدعم الرائع لجمهورهم الى جانب القليل من الحظ، ولكنني اخشى ان جمهورهم سيجد الامور مختلفة في المانيا، في الجانب الآخر من العالم, إذ تلعب كرة القدم بطريقة اكثر دفاعية، ويفضل معظم مدربي المنتخبات الوطنية اعتماد الاسلوب الاوروبي في كرة القدم، وهو اكثر قساوة ويعتمد على القدرات البدنية والمهارات. أؤكد للجمهور ان تنظيم المونديال سيكون رائعاً، ولديّ ذكريات مميزة من كأس العالم والمانيا تعود الى عام 1974، عندما حصلت البرازيل على الكأس للمرة الثالثة عام 1970، حزناً على الحق بالاحتفاظ بكأس جولس ريميه، وعند حفلة الافتتاح عام 1974 سلّمت كأس العالم الجديدة الى الكابتن السابق للفريق الالماني أوي سيلير، وسلمني بدوره كأس جولس ريميه كي آخذها معي الى البرازيل. "فرانز باكنباور - أو كما ادعوه بأخي الالماني - فاز بكأس العالم حينها كونه كابتن الفريق، وهو يقوم اليوم بعمل رائع آخر من خلال عمله في اللجنة المنظّمة. وكذلك تفعل الپ"فيفا"، في منح مهلة اجازة اربعة اسابيع لكل اللاعبين ما بين مواسمهم المحلية وبدء مباريات كأس العالم. كان محزناً عام 2002 رؤية منتخبات رئيسية مثل فرنسا، حاملة الكأس، وهي تخرج باكراً من منافسات المونديال نتيجة ارهاق لاعبي منتخبها الوطني في المباريات المحلية. اعتقد ان مهلة الاسابيع الاربعة قد لا تكون كافية في الحقيقة، لكنها خطوة جيدة الى الامام ونوعية كرة القدم ستدين لها بذلك. أرى المجموعات الثماني في الجولة الاولى متساوية بطريقة او بأخرى، مع استثناء واحد او اثنين. وعلى الورق، من الواضح أن اي فرق يجب ان يتأهل للمراحل الحاسمة، ولكن هناك دائماً بعض المفاجآت. في المجموعة الأولى، ضغط الجمهور الالماني وتوقعاته لن يقلقا الالمان. لقد خبر يورغن كلنسمان شخصياً كل شيء عن الضغط وهو هيأ فريقه نفسياً. تعجبني التشكيلة الالمانية التي تضم اللاعبين الشباب امثال لوكاس بودولسكي واللاعبين المحنكين امثال مايكل بلاك، الذين ينهضون دائماً لمواجهة تحديات كأس العالم. اما اليابان وكوريا، فلم يتوقع الجمهور الشيء الكثير لكنهما وصلا الى النهائيات. من المحتمل ان تشكل الاكوادور المفاجأة في هذه المجموعة، على رغم انها تخوض نهائيات كأس العالم للمرة الثانية. لقد اثبت هذا الفريق موهبة كبيرة حين تمكّن من التّغلب على الفريق البرازيلي في التصفيات وأراه متقدماً على بولندا وكوستاريكا. حلّت بريطانيا وسط منافسة شرسة في المجموعة الثانية. بين فريقي الباراغوي والسويد وهذا ليس بالامر السهل، وشخصياً اعلق آمالاً كبيرة على فريقي السويدوبريطانيا، على رغم ان الباراغوي ستصعّب الامر عليهما بسبب صلابة دفاعها. واعلم ان اصدقائي في بريطانيا قلقون عما اذا كان واين روني مهيئاً. ولكن بريطانيا تملك الكثير من اللاعبين الكبار امثال دافيد بيكهام، فرانك لامبارد وستيفن جيرارد الذين يلعبون بروح الفريق الواحد. المجموعة الثالثة تبدو مثل الارجنتين وهولندا، اما ساحل العاج فيمكنه ان يحقق ما حققه السنغال عام 2002، على رغم انه يشارك في النهائيات للمرة الاولى، ولكنني اعتقد شخصياً ان الارجنتين مرشحة جدياً للفوز ليس فقط على صعيد المجموعة بل للفوز بالكأس نفسه. في المجموعة الرابعة، أحب المكسيك التي حقّقت تقدماً مضطرداً منذ أن بدا منتخبهم الوطني اللعب في كأس اميركا كوبا اميركا إذ إن لاعبي دفاع امثال رافايل مركيز يعتبرون من الافضل في العالم. اما في المجموعة الخامسة، فتعتبر تشيخيا احد أفضل الفرق تنظيماً في مباريات البطولة الاوروبية الاخيرة وهو يمتلك التشكيلة ذاتها، في حين تستمر ايطاليا احد المفضلين. هذا ما يجعلني احزن على الولايات المتحدة الاميركية، التي وصلت الى ربع النهائي منذ اربع سنوات وكان يمكن ان تصل الى نهائيات الاربعة. لكنني اخشى انه سيكون عليها الاكتفاء بأقل هذه المرة. لدى فرنسا الكثير لإثباته في المجموعة السادسة، أنا حزين لأن زين الدين زيدان سيعتزل بعد النهائيات لكن ذلك قد يكون في مصلحتهم. لأن لا شيء آخر لديه يقلق عليه. ويمكنه ان يقدم كل كل ما لديه. كان الامر مماثلاً للبرازيل عام 1970 حين اعلنت شخصياً انا وغيرسون وبريتو وآخرون انها آخر مباراة كأس عالم نخوضها ولعبنا حتى اقصى الحدود. في المجموعة السابعة، على اسبانيا ان تحرز نتائج جيدة بفضل نوعية لاعبيها وخبرتهم. ولكننا دائما نقول ذلك ونصاب بخيبة الامل ذاتها، عموماً، هذه المرة، افهم انهم سيصطحبون معهم طبيبين نفسيين، وربما تمكنوا من إحداث الفرق في النهاية. لدى البرازيل لاعبان ممتازان متساويان لكل موقع. ولكن هذه النخب الطاغية تزعجني. فلدينا سجل سئ في النجوم، عام 1950 خسرنا في النهائيات ضد الاوروغواي وأمام جمهورنا، وعام 1982 خسرنا في الجولة الثانية وعام 1998 خسرنا بشكل مذرٍ في البطولة. لذا يعتمد الطابع العام لمباريات كأس العالم هذه السنة ومسار الالعاب على الحكام، لقد عملت"الفيفا"جاهدة لتطوير معايير التحكيم، واريد ان ارى المسؤولين يتعاملون بحزم مع اللاعبين الذين يلجأون الى الغش والسقوط بدءاً من مباراة الافتتاح، وهذا ما سيضع المعيار للمباريات بكاملها. اخيراً، اود ان اتوجه بنداء الى الجمهور، ان العالم يعاني من الكثير من المشكلات بسبب الحروب والفقر والكوارث الطبيعية. لكن مباريات كأس العالم يجب ان تكون حفلة للفرح وآمل، من اين اتينا، ان نتمتع بهذا"المونديال"جميعا ... بسلام. بيليه هو ناطق أو متحدث باسم"ماستر كارد"منذ وقت طويل. و"ماستر كارد"هي راعٍ رسمي لكأس العالم 2006 في المانيا. لمزيد من المعلومات عن"ماستر كارد"وبرامجها الدعائية عن كرة القدم وكيف يمكن للجمهور للاطلاع على مجريات المباريات، زوروا موقعها الالكتروني www.mastercard.com.