سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيران تحيي الذكرى ال17 لرحيل الخميني بتصعيد التحدي للسياسة الأميركية . طهران تتعهد على مضض درس اقتراحات الغرب وترفض مبدأ "الرشاوى" لوقف برنامجها النووي
حذر المرشد الأعلى للجمهورية في إيران علي خامنئي الغرب وأميركا من ارتكاب أي خطأ او حماقة تجاه بلاده، مؤكداً ان امدادات الطاقة في المنطقة"ستتعرض بالتأكيد لخطر جدي". جاء ذلك بعد اعلان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان الاقتراحات الغربية لحل أزمة البرنامج النووي لطهران، لا تزال غير مقبولة. لكنه اكد ان بلاده ستدرس مجموعة حوافز التي اقترحتها القوى العالمية الست الكبرى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا في فيينا، قبل الرد عليها في شكل رسمي ونهائي. وشدد على رغبة طهران في حوار قائم على المساواة وبعيداً من التهديد، من دون التنازل عن حق ايران في تخصيب اليورانيوم. كذلك علق وزير الخارجية منوشهر متقي على المواقف الأخيرة لنظيرته الأميركية كوندوليزا رايس، قائلاً ان"أميركا تقدم حاجاتها على انها امتياز للآخرين"، في اشارة الى اشتراط واشنطن تعليق كل نشاطات التخصيب للدخول في حوار مع ايران. ودعا الادارة الاميركية الى التخلي عن اللهجة التي تتبعها في مخاطبة بلاده. في غضون ذلك، افاد تقرير في طوكيو أن الحكومة اليابانية تدرس فرض عقوبات مالية على إيران في حال استمرارها في رفض مطالب القوى الدولية بالتخلي عن برنامجها النووي، بما في ذلك وقف تخصيب اليورانيوم. ونقلت صحيفة"يوميوري شيمبون"عن مصادر لم تسمها أن طوكيو ستحظر تحويل أموال من اليابان إلى إيران بموجب"قانون التبادل الخارجي والتجارة الخارجية". في روما د ب أ، بثت إذاعة الفاتيكان انه حض على حل ديبلوماسي للنزاع، مشيراً الى تأييد البابا كل مبادرة لحوار مفتوح وبناء بين إيران والقوى الكبرى في العالم، بما يؤدي الى وضع نهاية للتخصيب في طهران. وأشار الفاتيكان إلى أهمية التغلب على كل العوائق التي تحول دون الثقة المتبادلة. خطاب خامنئي وفي خطابه لمناسبة الذكرى السابعة عشر لرحيل مؤسس الجمهورية الإمام الخميني، وصف خامنئي العروض الأوروبية والغربية لبلاده ب"الرشاوى"، مشدداً على واجب ايران عدم التنازل عن تقدمها العلمي في مواجهة التهديدات والعروض. واضاف:"حققنا العديد من الإنجازات العلمية وعلينا عدم التنازل عن هذا المورد الثمين في مواجهة تهديدات الأعداء وألا ننخدع برشاواهم". وفي ما يشبه التلويح باستخدام ورقة النفط وأمن المواصلات النفطية في المنطقة في حال تعرضت إيران لأي اعتداء عسكري، ذكّر خامنئي الادارة الاميركية بعدم قدرتها على توفير امن الطاقة في المنطقة، وقال:"لستم قادرين أبداً"على ذلك، مضيفاً:"لسنا البادئين بالحرب ولا نريد خوض الحرب ولا نناصب اي دولة العداء". وزاد:"لدينا هدف سام نريد بلوغه ويتمثل في بناء دولة ايرانية توفر لشعبها الرفاه المادي والمعنوي وتصبح مثالاً يحتذى للشعوب الأخرى". وقال ان ايران لا تشكل تهديداً لأحد، مؤكداً"اننا متمسكون بأهدافنا ومصالحنا الوطنية، والذي يهدد مصالحنا الوطنية سيواجه بغضب الشعب الايراني العارم"، مشدداً على ان لا شرعية اسلامية لأسلحة الدمار الشامل. وسعى خامنئي خلال خطابه الى التشديد على عدم وجود إجماع دولي في مواجهة ايران، في مسعى لتشتيت أي توجه في هذا الإطار من خلال تأكيده على الخطوط العريضة لعلاقات ايران الخارجية، في ما يتعلق بملفها النووي، مشيراً الى ان"الأجهزة السياسية والإعلامية التابعة للولايات المتحدة والصهاينة تشن حمله مسعورة ضد إيران". وأوضح ان الدول التي تكرر الكلام الأميركي تقول لإيران في السر ان لا إجماع دولياً حول الملف الايراني"وان اميركا تطلب منها تكرار هذا الكلام". تطمين الجوار وخاطب خامنئي دول المنطقة في محاولة لتهدئة أي مخاوف تزرعها الولاياتالمتحدة، بالقول:"اننا لم نهدد اياً من جيراننا وتربطنا علاقات ودية وأخوية مع كل دول المنطقة". وتوجه الى الاوروبيين واصفاً العلاقات معهم بأنها"جيدة وسليمة"، متوقعاً ان تتسع هذه العلاقات نظراً الي الحاجة المتنامية لأوروبا للغاز والطاقة مستقبلاً. ووصف العلاقات الايرانية -الروسية ب"الطيبة"، محذراً ضمناً من ان"الروس يدركون ماذا كان سيحدث لهم لو ان حكومة موالية لأميركا كانت قائمة في ايران". وأكد المرشد على"متانة العلاقات بين ايران والدول العربية"، قائلاً ان العالم العربي"يدعم موقف ايران من القضية الفلسطينية". وفي البعد الداخلي والتحديات التي يواجهها نظام الجمهورية الإسلامية، شن خامنئي هجوماً مبطناً وغير مباشر ضد من يدعو الى التخلي عن البرنامج النووي، معتبراً ان"الذين يعارضون الحركة العلمية في البلاد ويريدون إبعاد الجامعات والمراكز العلمية والبحثية عن العلم والأبحاث، يعملون لحساب العدو الذي هو جاهز لمنح هؤلاء أكبر جائزة". وحذر"الذين يقدمون على المساس بأمن الشعب ويسيئون للوحدة الوطنية ويريدون تحت عنوان حماية القوميات زعزعة الوحدة الإيرانية"، مضيفاً ان الثورة الإسلامية"لا تفشل ولا تتراجع ولا تنحسر". وفي موضوع حقوق الإنسان اعتبر خامنئي ان"أميركا لا يحق لها التشدق بالحديث عن حقوق الإنسان"، مشيراً الى"جرائمها في سجن غوانتانامو وابو غريب وحديثة وكابول"والتي"تظهر زيف ادعاءاتهم بالدفاع عن حقوق الإنسان". العراق وفلسطين ولبنان واعتبر خامنئي ان الحكومة التي شكلت في العراق تعارض الطموح الأميركي بان تكون موالية او تابعة، لان الشعب العراقي"اظهر عداءه لكم"، وهو ما فعله الشعب الفلسطيني بانتخابه"حماس". وتابع:"في لبنان مكث كبار الموظفين الأميركيين فترة طويلة في بيروت عسى ان يتمكنوا من جعل لبنان في قبضتهم ويضعفوا المقاومة وان يكون لبنان تابعاً لإسرائيل، لكن الشعب اللبناني عارضكم"، داعياً الولاياتالمتحدة الى الاعتراف ب"ضعفهم وتراجعهم". وقارن خامنئي بين رسالة احمدي نجاد لبوش ورسالة رايس"السخيفة وغير المهذبة التي نشرت اخيراً"، واصفاً اياها بانها"خارج اطار اللياقة الديبلوماسية ومليئة بالغطرسة والتكبر ومقرفة وخاوية". وخاطب الإدارة الأميركية بالقول:"لو كان بإمكانكم إلحاق الضرر بالجمهورية الاسلامية الايرانية لما كنتم فوتم ولو دقيقة واحدة".