تكرس أمس"فك الارتباط"بين سوقي أبو ظبي ودبي للأوراق المالية، وأثبتت سوق أبو ظبي للأوراق المالية استقلالها المطلق عن سوق دبي، بعدما كانت تابعة لها في حركتها منذ فترة طويلة، الى درجة دفعت المستثمرين الى العزوف عن سوق أبو ظبي لرتابتها وتبعيتها لسوق دبي. إلا أن الحياة التي دبت في سوق أبو ظبي منذ منتصف الأسبوع الماضي، أعادت هذه السوق الى الواجهة وبقوة وثقة المستثمرين فيها، ما انعكس في شكل لافت أمس على حجم التداولات في السوق. إذ تجاوز حجم التداول البليون درهم، وهو رقم لم تسجله السوق منذ فترة طويلة، كما ارتفعت اسعار الأسهم ولا سيما منها أسهم المصارف الى الحد الأعلى من الهامش المسموح به وهو 10 في المئة. وارتفع مؤشر سوق أبو ظبي للأوراق المالية أمس 138 نقطة بنسبة 3.74 في المئة، مقابل ارتفاع سجلته سوق دبي بلغ نحو 12 نقطة نسبته 2.44 في المئة فقط، ما أدى الى ارتفاع مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع في جلسة تداول السبت بنسبة 2.78 في المئة، ليقفل على مستوى 4.829.56 نقطة. وجرى تداول حوالى 350 مليون سهم بقيمة بلغت 2.47 بليون درهم من خلال 20,936 صفقة، وكان منها حوالى 1.4 بليون درهم في سوق دبي، وحوالى 1.440 بليون درهم في سوق أبو ظبي. ويتفق مستشار بنك أبو ظبي الوطني للأسهم المحلية زياد الدباس مع الرأي القائل بأن سوق أبو ظبي أكدت استقلالها أمس عن سوق دبي بتجاوز قيمة التداول فيها أكثر من بليون درهم، وارتفاع سعر الكثير من الأسهم، وخصوصاً اسهم بنك أبو ظبي الإسلامي وبنك أبو ظبي التجاري والاتحاد الوطني وبنك الشارقة ودار التمويل الى الحد الأعلى. الاستثمار المؤسسي وأكد الدباس ان"التحسن العام في السوقين أمس، الذي قاده ارتفاع مؤشر المصارف في سوق أبو ظبي بنسبة 5.37 في المئة، إضافة الى ارتفاع سهم"إعمار"في سوق دبي ليصل للمرة الأولى ومنذ أشهر الى 13.20 درهم، يعود الى استمرار تدخل القوى المالية"الاستثمار المؤسسي"في السوق الى جانب عوامل أخرى". واعتبر الدباس ان من أهم العوامل التي أثرت ايجاباً وبقوة في السوق أمس"توجه المؤسسات الاستثمارية في أبو ظبي الى الشراء والتحاق المضاربين بهم، إضافة الى مستويات الأسعار الحالية في السوق التي تعتبر مغرية جداً للشراء، واقتراب موعد كشف الشركات والمصارف عن نتائج عملياتها مع اقتراب انتهاء النصف الأول من العام، وهي إيجابية بحسب التوقعات. فضلاً عن تعزيز مستوى الثقة في السوق بعدما استقرت الأسعار فيها من دون تسجيل حركة تراجع كبيرة منذ أسابيع". ولفت الى أن التحسن الذي تشهده أسواق المال الإقليمية وخصوصاً السوق السعودية التي سجلت حركة ارتفاع متواصلة على مدى خمسة أيام، ما أثر بدوره إيجاباً على السوق المالية في الإمارات". الا انه حذر من"إمكان توجه المضاربين الى تحقيق عمليات بيع لجني الأرباح". وبلغ عدد الشركات التي جرى تداول أسهمها في سوقي أبو ظبي ودبي أمس 64 من أصل 94 شركة مدرجة في الأسواق المالية. وحققت أسعار أسهم 53 شركة ارتفاعاً، فيما انخفضت أسعار أسهم 9 شركات. وحل سهم"إعمار"في المركز الأول في قائمة الشركات الأكثر نشاطاً، اذ بلغت قيمة التداول 690 مليون درهم موزعة على 53.16 مليون سهم من خلال 3,265 صفقة. نسبة التراجع منذ بداية العام وبلغت نسبة التراجع في مؤشر سوق الإمارات المالي منذ بداية العام 29.39 في المئة، وبلغت قيمة التداول 237.65 بليون درهم. وبلغ عدد الشركات التي سجلت أسعار أسهمها ارتفاعاً 12من أصل 94 وعدد الشركات المتراجعة 76.