قالت صحيفة سورية رسمية أمس إن العملية التي كانت تنوي"المجموعة الارهابية"تنفيذها قرب الاذاعة والتلفزيون هي"برقية عاجلة"عبر دولة مجاورة وترجمة فعلية للتهديدات الاميركية - الاسرائيلية. واستبعدت اوساط رسمية في عمان ان يكون الاردن هو المقصود بهذه الدولة المجاورة. وتبين ان افراد المجموعة كانوا يحملون معهم اقراصا مدمجة سي. دي تتضمن"خطباً جهادية"للدكتور محمود قول اغاسي الملقب ب"ابو القعقاع"الذي عرف بتسهيل ارسال"جهاديين"الى العراق من دون علم السلطات السورية. واطلق اتباع اغاسي على انفسهم"غرباء الشام"واقاموا موقعا على الانترنت تحت هذا الاسم. وكتبت صحيفة"تشرين"الحكومية أمس:"ليست المرة الأولى التي يصدر فيها الارهاب وادواته من بعض دول الجوار التي يفترض بها ان تكون سنداً لسورية في تصديها للإرهاب اولاً وللمشاريع الاميركية - الصهيونية... سمعنا منذ فترة وفي شكل متواتر تصريحات نارية من قبل شخصيات معروفة في دول الجوار تهدد بنقل العمليات الانتحارية والارهابية الى داخل سورية... هل ما جرى اول من امس في قلب دمشق، هو ترجمة عملية لتلك التهديدات الاميركية - الاسرائيلية المنطوقة باللغة العربية". ولم تشر"تشرين"الى اسم الدولة العربية. وقال ل"الحياة"عصام داري كاتب المقال انه لم يقصد دولة بعينها، مشيراً الى ان مسؤولاً عراقياً سابقاً هدد بتنفيذ عمليات وسط سورية وان شخصيات لبنانية هددت سورية، والى ان"الاردن وجه اتهامات وليس تهديدات"الى دمشق، في ضوء اعلان عمان قبل ايام كشف"مخابئ للاسلحة"تابعة ل"حماس". وقال المدير العام ل"الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون"فائز الصائغ ان دولة الجوار التي يجري الحديث عنها"ربما تكون لبنان او العراق او الاردن". وكان لافتاً ان الصور التي وزعتها"الوكالة السورية للأنباء"سانا تضمنت اقراصاً مدمجة كتب عليها"غرباء الشام"وانها تحمل خطبا للدكتور اغاسي ابو القعقاع الذي تردد انه قام بتسهيل نقل مقاتلين الى العراق فور احتلاله، قبل ان تمنعه السلطات السورية. و"أبو القعقاع"شيخ حلبي من اصول غير عربية، اشتهر في نهاية التسعينات قبل ان تزداد شهرته لدى دعوته الى"الجهاد ضد الاميركيين"على خلفية احتلال العراق، وقيامه بمهرجانات والقاء خطب علنية في احد احياء حلب في شمال سورية. وانشأ اتباع"ابو القعقاع"موقعا على الانترنت يحمل اسم"غرباء الشام"تضمن عددا من الروابط والخطب والصور"الجهادية"للدكتور اغاسي مع مدح لأسامة بن لادن والعمليات في الشيشان وافغانستان والعراق. وفيما اغلق موقع"غرباء الشام"قبل فترة طويلة، استمر تداول الاشرطة والاقراص المدمجة بين فئات من الشباب في حلب ومدن سورية وعراقية عديدة. وفي عمان، رفضت المصادر الرسمية الأردنية التعليق على تحليلات صحافية أشارت الى ان الأردن هو الدولة المقصودة من دول الجوار التي جاءت منها الأسلحة التي ضبطت مع المجموعة الإرهابية التي اشتبكت مع قوات الأمن السورية قرب مبنى الإذاعة والتلفزيون الجمعة الماضية. وأكدت مصادر رسمية أردنية ل"الحياة"عدم علمها بوجود اتصال سوري في شأن هذا الموضوع. واستبعدت ان يكون البيان الرسمي السوري قد قصد الاردن مباشرة، في إشارته الى احدى دول الجوار. وقال المصدر:"لا احد يمكن ان يصدق ان الأردن الذي يعاني من الارهاب يمكن ان يتغاضى عن تهريب السلاح الى أي دولة مجاورة". ولفتت الى ان الحكومة الأردنية لم تتهم سورية بالوقوف وراء"خلية حماس"التي يشتبه بأنها قامت بتهريب الاسلحة الى الأراضي الأردنية، بل كانت الاشارة الى اشخاص من"حماس"يقيمون في سورية وراء عملية التهريب والتدريب.