منذ سنوات قليلة تحاول أكثر من جهة غير حكومية، إنشاء"سينما أردنية"، لوضع الأردن على خريطة السينما العالمية. أنباء كثيرة تتناقلها وسائل الإعلام تشير إلى تعاقد مع أكثر من جهة إنتاج عالمية، لتصوير سينمائي في مناطق مختلفة من الأردن. لكن الأكيد الذي نفذ لغاية الآن، لم يكن اكثر من تصوير عمل تلفزيوني إيطالي، بالتعاون مع"الهيئة الملكية الأردنية للأفلام"، وهي واحدة من هذه الجهات التي ترعى بذرة السينما الأردنية لتنمو. إذاً، فالبداية لم تكن مع السينما، بل مع التلفزيون: هو الطريق الذي سيجعل المكان الأردني مفضلاً لصنّاع الفن السابع حول العالم؟ الحكاية ان شركة الإنتاج التلفزيوني الإيطالية"ميدياست"انتهت أخيراً، بالمشاركة في الإنتاج مع"فيديا"للأفلام، من تصوير مسلسل تلفزيوني من حلقتين بعنوان"العائلة المقدسة"، وهو عمل رومانسي تاريخي تدور احداثه في زمن السيد المسيح. ويشارك في العمل عدد من الفنانين الإيطاليين والأردنيين. يتولى إخراج العمل المخرج التلفزيوني الإيطالي رافائيلي ميرتس، أما النص فللكاتب ماسيمو دي ريتا صاحب الكثير من الأعمال الناجحة مثل"الأب بيو"وفيلم"الكاموريستا". ومن الفنانين الإيطاليين يشارك إليساندرو غاسمان وآنا كاتيرينا موراريو. فيما يشارك فنانون أردنيون في العمل، من بينهم المغني عامر الخفّش ولارا عطا الله، في شخصيات أخرى رئيسة. وعامر مغن أردني كان شارك في مهرجان الموسيقى العالمي في سراييفو العام الفائت وحصل على المرتبة الثالثة، علما أنه سبق وشارك في أعمال تلفزيونية أردنية وعربية، من أبرزها مسلسل"خيط الدم"للمخرج نجدت أنزور. والعمل الجديد الذي صور بأكمله في مناطق مختلفة من الأردن سيُقسم إلى أجزاء ليعرض على المحطات التلفزيونية، وهو ناطق باللغة الإنكليزية ومصور سينمائياً بكاميرا 35 م. ما يعني انه عمل يترواح بين أن يكون عملاً تلفزيونياً وسينمائياً. ما يوهم بأن ما صُور إنما هو خطوة نحو استقدام السينما إلى الأردن. ومع هذا يتضح أن هذا العمل ليس بعد العمل الذي يمكن أن يحوّل الأردن إلى مكان مفضّل للتصوير سواء للسينما أو التلفزيون، لكنه يظل بداية هدفها الاستفادة من التنوّع الجغرافي وأرضه التي تتنوّع بين الصحارى والجبال الوعرة والمشجرة والوديان. وهكذا تكون المحاولات التي تسعى الى تسويق الأردن سينمائياً، قد نجحت، أول ما نجحت، في مجال الدراما التلفزيونية. ما يعني أن التلفزيون سيكون البداية لوضع الأردن على خريطة السينما العالمية، انطلاقاً من أن لا فاصل تماماً بين التلفزيون والسينما - فمن يعمل هناك هو نفسه، غالباً، من يعمل هناك. ويعني في شكل عام أيضاً ان الطريق نحو السينما لا بد من أن يبدأ في زمننا هذا من التلفزيون. وهذا ما يحدث الآن في الأردن.