اعلنت المحكمة الجنائية العراقية العليا أمس في بيان ان محاكمة الرئيس السابق صدام حسين ومعاونيه في قضية حملة الانفال ضد الاكراد في نهاية الثمانينات ستبدأ في 21 آب اغسطس المقبل. واعلن الناطق باسم المحكمة انها"حددت يوم الاثنين الموافق 21 آب اغسطس موعدا لبدء المحاكمة وسيتم تبليغ ذوي العلاقة بالموعد المحدد وفقا لاحكام القانون". وكانت التحقيقات انتهت في قضية الانفال التي وقعت في نهاية الثمانينات ووجهت التهم رسميا الى الرئيس السابق وستة من معاونيه في 4 نيسان ابريل الماضي بارتكاب"ابادة جماعية"في حق الاكراد. وقال قاضي التحقيق رائد جوحي في 4 نيسان"نعلن لشعبنا ولضحايا النظام السابق ان التحقيق انتهى في قضية الانفال وان الاشخاص السبعة المتهمين بالابادة الجماعية وبجرائم ضد الانسانية احيلوا على المحاكمة". ووفق تقديرات مختلفة، قتل اكثر من مئة الف شخص ودمرت اكثر من 3 الاف قرية خلال هذه الحملة التي ادت كذلك الى تهجير جماعي للاكراد. وكان الاكراد في شمال العراق تعرضوا لهجمات عدة بين 1987 و1989 بينها هجوم بالغازات السامة على بلدة حلبجة عام 1988 اسفر عن مقتل اكثر من خمسة الاف شخص. لكن حالة حلبجة لم ترد في قرار الاتهام الذي أعلنه القاضي جوحي. وفي 1986 كانت قطاعات واسعة من اقليم كردستان الشمالي تتمتع واقعيا بالحكم الذاتي بعدما تخلصت من سيطرة الحكومة المركزية التي كانت تتعرض انذاك لضغوط قوية بسبب الحرب مع ايران 1980-1988. وفي مطلع 1987 كلف صدام حسين ابن عمه على حسن المجيد المعروف ب"علي الكيماوي"بإعادة الاقليم تحت سيطرة الحكومة. فأعلن"مناطق محظورة"واعتبر سكانها من المتمردين. ونقل اهالي القرى الى مناطق يمكن لبغداد السيطرة عليها بسهولة في حين تعرضت"المناطق المحظورة"للقصف ثم تم اجتياحها. وتقول منظمة"هيومن رايتس ووتش"ان هذه الحملات لم تكن تستهدف القضاء على تمرد بل القضاء على الشعب الكردي. ويعد على حسن المجيد من المتهمين الرئيسيين في هذه القضية ووجهت اليه اتهامات عدة بينها استخدام الغازات السامة والاعدامات الجماعية واقامة مراكز اعتقال لإخضاع الاكراد. اما المتهمون الخمسة الاخرون فهم مسؤولون سابقون في حزب البعث ووزير الصناعة السابق. وجاء الاعلان عن بدء قضية الانفال قبل انتهاء محاكمة صدام حسين في قضية قرية الدجيل الشيعية. وأوشكت هذه المحاكمة على الانتهاء بعدما ترافع الادعاء في 19 الجاري، وطالب بإعدام للرئيس السابق ورئيس الاستخبارات في عهده برزان التكريتي ونائبه طه ياسين رمضان. وفي 10 تموز يوليو المقبل ستستمع المحكمة الى المرافعة النهائية للدفاع قبل ان تعلق جلساتها ستين يوما، وفق مسؤول اميركي توقع ان يصدر الحكم في منتصف ايلول سبتمبر. ومن غير المرجح في حال صدور حكم باعدام صدام ان ينفذ، اذ يريد الاكراد ان تنتهي محاكمته اولاً في قضية الانفال كما يرغب الشيعة في ان يحال على المحاكمة لقمعه انتفاضتهم في الجنوب في 1991 بعد الحرب التي ادت الى اخراج الجيش العراقي من الكويت.