لتأخر انطلاق نشاطات صيف الأردن الفني سبب وجيه ومنطقي جداً: كأس العالم لكرة القدم. وعندما ينتهي هوس كرة القدم، الذي"يتطفل"حتى على صيف الأردن الفني، ستعود الحال إلى ما تكون عليه في كل صيف أردني. وهذا ما ينتظره كثيرون، والواضح أنه انتظار لن يطول، لأن أسماء المشاركين في المهرجانات الثقافية والفنية التي تزحم صيف عمان بدأت تعلن تباعاً. فبعد أيام من إعلان مهرجان جرش للثقافة والفنون أبرز أسماء المشاركين فيه، أعلن مهرجان"القرية العالمية"جدول نشاطاته التي ستقام في موقع المهرجان الجديد، على طريق المطار جنوب العاصمة، بدءاً من العاشر من الشهر المقبل. وما يميّز الفاعليات الفنية في مهرجان"القرية العالمية"في عامها الثالث وجود أسماء فنية من مختلف التصنيفات، بدءاً من أسماء صنعت تاريخاً فنياً عبر سنوات طوال، يتقدمهم المطرب السوري صباح فخري، مروراً بأسماء تحقق نجاحاً جماهيرياً ملموساً منذ سنوات غير طويلة، مثل جاد شويري، وانتهاء بأسماء لفنانات جديدات تماماً مثل دانة ونسرين وسابين. ويشارك في المهرجان أيضاً هاني شاكر، الذي كان حاضراً في صيف جرش العام الفائت، وإيوان وسعود أبو سلطان نجم برنامج"سوبر ستار"في نسخته الأولى ورولا سعد التي شاركت الفنانة صباح أغنية"يانا يانا"في توزيع جديد، ونجوى سلطان والفنان الأردني عمر العبداللات. ويخصص المهرجان، لعام ثان على التوالي، ليلة غنائية لفنان المقامات العراقية حسين الأعظمي. على أن ما تراهن عليه نشطات"القرية العالمية"ليس الجانب الفني فقط. فالقرية صارت، منذ عامها الأول، مشروعاً متكاملاً استغل صيف الأردن الفني إلى جانبه، إلى درجة جعلت هذا الجانب أساسياً، على رغم أنه يبقى أحد جوانب قرية متكاملة: هناك أجنحة لدول تعرض منتجاتها التراثية اليدوية تتضمن القرية هذا العام 21 جناحاً يمثل كل واحد منها دولة وهناك فرقة فنون شعبية تقدم عروضها في جنبات القرية أمام الزوار الذين تشير توقعات القائمين على القرية إلى أن عددهم سيزداد بنسبة 30 في المئة، علماً أن القرية استقبلت خلال فترة إقامتها العام الماضي نحو مليون زائر. وإلى جانب أجنحة الدول الإحدى والعشرين المشاركة في نشاطات القرية العالمية، وهي الأردن وسورية والإمارات العربية المتحدة والعراق والسعودية ومصر وفلسطين واليمن والكويت والسودان والمغرب والهند وسنغافورة والصين وتايلاند وباكستان وإيران وكينيا والسنغال، سيضاف هذا العام إلى جانب هذه الأجنحة جناح مخصص لعرض المنتجات اليدوية لنزيلات مراكز الإصلاح والتأهيل النسائية في المملكة. وسيقدم المهرجان عدداً من المسرحيات، بينها عدد من مسرحيات الأطفال، إضافة إلى مسرحية للفنان الكوميدي الأردني موسى حجازين بعنوان"حاضر سيدي"، وأخرى مصرية من بطولة أحمد راتب وحنان شوقي بعنوان"دكتوراه بالبطاطس". وفي خطوة جديدة تخطوها القرية نحو نشر الوعي البيئي في المملكة، سيتم إعادة تدوير سائر المخلفات في أرض القرية، بعد أن وقعت إدارة القرية اتفاقاً مع جمعية حماية البيئة الأردنية، إذ تقوم القرية بحملة توعية للمحافظة على البيئة إضافة الى تزويد القرية بحاويات لفصل النفايات. وكانت القرية عرضت العام الماضي مسرحية كوميدية محلية موضوعها بيئي، مستغلة شخصية"العم غافل"التي يؤديها الفنان الأردني حسين طبيشات متحدثاً فيها عن شؤون بيئية تهم المواطنين. لكن نشاطات القرية العالمية التي تستمر شهراً كاملاً، ستتضارب في ليال كثيرة مع نشاطات مهرجانات صيفية أخرى، أبرزها مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي يحتفل بيوبيله الفضي، ومهرجان الفحيص. وعلى رغم أن إدارة القرية اعتبرت أن تزامن أكثر من نشاط فني خلال الصيف لا يعني تضارباً وإنما تكاملاً، فإن وزارة الثقافة باشرت إعداد تعليمات جديدة لتنظيم المهرجانات الثقافية والفنية التي تقام في المملكة، والوزارة في صدد رفعها إلى ديوان التشريع لإقرارها بالصورة النهائية. أمين عام الوزارة، جريس سماوي، وهو مدير عام مهرجان جرش للثقافة والفنون في الوقت نفسه، اعتبر في أكثر من تصريح إعلامي أن تعليمات تنظيم المهرجانات ستعمل على تسجيل كل المهرجانات المحلية لدى الوزارة لتقام على مدار العام في مناطق مختلفة، إضافة إلى إقامة هذه المهرجانات ضمن منهجية محددة تجنباً لتضارب يمكن أن يصيب فاعلياتها.