سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ندوة في مجلس الشيوخ طلب فيها مساعدة فرنسا على انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا و ذكر بال 1559 : الحريري يتحدث عن أخطاء حلفائه : "الرئاسة يحميها الدستور لا لحود"
أعلن رئيس كتلة"المستقبل"النيابية اللبنانية سعد الحريري أن"الدستور يحمي موقع الرئاسة، وليس إميل لحود"في تعليقه على ردود الفعل على عدم دعوة رئيس الجمهورية إلى القمة الفرنكوفونية في رومانيا أواخر شهر أيلولسبتمبر المقبل. وبرّر الحريري عدم دعوة لحود، أثناء حديثه إلى الصحافة في باريس بعد فطور عمل مع عدد من أعضاء مجلس الشيخ الفرنسي، بالقول ان فرنسا" في كل المواقف مع لبنان، ورئيس جمهورية لبنان يقوم بحملة ضد رئيس جمهورية فرنسا. وتريدون منهم أن يستقبلوه ويعاملوه كرئيس دولة، خصوصاً وأن القرار 1559 لا يعترف بالتمديد لإميل لحود في رئاسة الجمهورية"... و يلتقي الحريري الرئيس جاك شيراك غداً الجمعة. وطلب الحريري مساعدة فرنسا في الضغط على اسرائيل لإنهاء احتلالها مزارع شبعا ووقف انتهاكاتها الجوية والبحرية والبرية لسيادة لبنان، مشيراً إلى عملية اغتيال القياديين في الجهاد الاسلامي في صيدا. ولبى الحريري دعوة رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الفرنسية اللبنانية أدريان غوتيرون إلى مجلس الشيوخ في حضور النائب باسم السبع والنائب السابق الدكتور غطاس خوري ومستشار النائب الحريري للشؤون الأوروبية بازيل يارد.وقدم الحريري عرضاً للأوضاع في لبنان وللتطورات منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واعتبر أن الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا هو أول التحديات التي يواجهها لبنان. وتحدث عن التدخل السوري المستمر في شؤونه الداخلية والاضطرابات الإقليمية وانعكاساتها على لبنان وضرورة إعادة بناء قواه الأمنية والاتفاق على أولويات الاصلاح الاقتصادي والمالي والاداري. كما عرض مقررات الاجماع في مؤتمر الحوار الوطني مشيراً إلى دعم التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وتشكيل المحكمة الدولية، وإلى الاتفاق على نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتحسين الأوضاع المعيشية والاجتماعية والبنى التحتية داخلها. وتحدث عن"أهمية الاجماع اللبناني على العلاقات اللبنانية السورية وضرورة إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين ضمن احترام مبدأ الندية وعدم التدخل، إضافة إلى ضرورة تحديد منطقة مزارع شبعا لتثبيت السيادة اللبنانية عليها. وشكر الحريري فرنسا ورئيسها جاك شيراك وقوفها إلى جانب لبنان في كل المحافل. وقال:"سيثبت اللبنانيون قدرتهم على إدارة بلدهم من دون وصاية أو تدخل. إن المرحلة الانتقالية التي نمر بها حالياً يجب أن تؤدي إلى تدعيم مكتسبات الديموقراطية والحرية. إن الاعتدال والحوار سينتصران على العنف والتطرف، و التوازن الداخلي سيصمد أمام الاضطرابات الإقليمية. إن لبنان سيستعيد دوره منارة للمنطقة والعالم، هذه قناعتي التي سأبذل كل جهودي من أجلها". وفي حوار مع أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي الحاضرين، شرح الحريري أهمية الحوار الوطني في توفير مقومات الاستقرار الداخلي"باعتباره الفرصة الأولى لحوار مباشر بين القيادات السياسية اللبنانية من دون تدخل خارجي، لتجديد عوامل الثقة بين هذه القيادات." كما كرّر طلب دعم فرنسا ضمن الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية لمساعدة لبنان في إصلاحاته الاقتصادية، وذكّر بأهمية نجاح لبنان بصفته نموذجاً للاعتدال والديموقراطية والعيش المشترك. بعد اللقاء ردّ الحريري على أسئلة الصحافيين، فقال إن البحث تناول"قرارات صدرت عن مجلس الأمن بالنسبة الى الحقيقة وتشكيل المحكمة الدولية ومدى الاهتمام بتشكيلها، لأن لبنان يحتاج في آخر المطاف الى الوصول إلى الحقيقة وإلى محاكمة الذين ارتكبوا هذه الجريمة أمام محكمة دولية". سئل:"في موضوع القمة الفرنكفونية هناك شحن طائفي وفريق من 14 آذار غير موافق على ما يحصل. هل ستطرح أفكاراً معينة للخروج من هذا المأزق؟ أجاب:"لسوء الحظ تؤخذ الأمور دائماً في منحى طائفي. ولكن ماذا تتوقع بعد أن يقوم رئيس جمهورية لبنان بحملات ضد رئيس فرنسا؟ هناك أدبيات. نحن نقول دائما أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان، نحن في لبنان علينا أن نحترم الدستور، ونحن مجبرون على احترام الدستور، ولكن في الخارج على رئيس الجمهورية ألا يقوم بحملات على رؤساء الدول وعلى الدول، وليس فرنسا وحدها، فهو لم يبق دولة واحدة صديقة للبنان. فليتحمل مسؤولياته ومسؤولية كلامه وليتذكر الكلام الذي قاله منذ شهر ونصف أو شهرين. إن موقع الرئاسة ليس الشخص الذي يحميه، إن موقع الرئاسة محمي أصلاَ"... وعن مواقف بعض حلفائه في هذا الشأن أجاب:"هناك بعض سوء الفهم. ورأيي كان يجب ألا يحصل ذلك. نحن في 14 آذار اتخذنا قراراً وأبلغنا القمة العربية أننا لا نعترف بإميل لحود. هناك أخطاء تحصل ويجب أن تصحح". وأضاف:"تعرفون أن اليوم هو عيد الأب، وهو ذكرى عزيزة علينا، ورفيق الحريري كان أباً للجميع. وهذا اليوم بالنسبة اليّ يوم مهم جداً، وأعزّي اللبنانيين برفيق الحريري، لأنني أعتبره، ويعتبره اللبنانيون، أباً لكل لبنان". سئل:"صدر تقريررئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الحريري القاضي سيرج براميرتز أخيراً. هل سيبقى لبنان في حالة انتظار؟ أجاب:"هناك مشاريع عدة نعمل عليها مع الحكومة لمحاولة تنشيط العجلة الاقتصادية. تعرفون أن هناك نمواً بنسبة 5 في المئة في لبنان، وهناك إقبال كبير جداً للسياح. وعلينا أن نجري اتصالات متواصلة مع الحكومة لتسريع برنامج بيروت 1 ووضع بعض الافكار الجديدة خصوصاً في المشروع الانمائي والاجتماعي. سئل:"هل ما يحصل يعني فتح معركة رئاسة الجمهورية مجدداً؟" أجاب:"نحن لا نفتحها. رئيس الجمهورية هو الذي لم يبق أحداً إلا وفتح عليه معركة. هو مبسوط بالكرسي..." وعما إذا كان تأجيل القمة المصرية - السورية، يعني أن المبادرة العربية أرجئت؟ قال:"لا أعلم السبب وراء تأجيلها وأعتقد أن المبادرة المصرية كانت تعنى بالشؤون السورية - الأردنية. هل تريدون أن يتدخل لبنان في هذا الحل أيضاً؟ نحن علينا أن نعمل على وحدتنا الوطنية وتخفيف الاحتقان داخل لبنان. هذا موضوع آخذه كثيراً في الاعتبار، لأن هناك فعلاً احتقاناً كبيراً في لبنان ويجب التهدئة والقيام بأعمال إيجابية في الحكومة والبرلمان لنقل البلد إلى مكان آخر". واجتمع الحريري أمس الى رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط الموجود في العاصمة الفرنسية. وانتقل الأخير بعد الظهر الى بروكسيل.