ساهمت الرغبة السورية في التأكيد ان"لا أزمة كبيرة"بين دمشقوعمان وان التشاور مع القاهرة يستحق قمة منفصلة بين الرئيسين بشار الأسد وحسني مبارك، في تأجيل اللقاء الذي كان مقرراً يوم الثلثاء الماضي بين الرئيسين في شرم الشيخ الى"موعد قريب"يتم الاتفاق عليه آخذين في الاعتبار الاجراءات الأصولية وغيرها. وبعد اعلان القاهرة تأجيل القمة في صباح أول من أمس، بادر الرئيس مبارك مساء الى الاتصال بالرئيس الأسد بعد اجراءات اتصالات ديبلوماسية وحصول لقاء بين نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد والسفير المصري في دمشق حازم خيرت يوم الثلثاء. واسفرت هذه الاتصالات عن"احتواء اي منعكسات سلبية"لقرار تأجيل القمة، إذ أكدت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة"أمس"عدم وجود اي مشكلة"مع مصر وان اتصالات تجري لترتيب موعد رسمي لقمة الاسد - مبارك. وباعتبار ان التقليد جرى على عقد قمة دورية بين الرئيسين المصري والسوري في كل شهرين في احدى العاصمتين، بدأت فكرة عقد قمة في شرم الشيخ خلال الزيارات غير العلنية التي قام بها مدير المخابرات المصري اللواء عمر سليمان لبحث قضايا تفصيلية تخص الأوضاع في الأردن ولبنان والاراضي الفلسطينية، علماً ان الاشهر الاخيرة شهدت انعقاد قمم مشتركة في مصر، في ضوء حديث عن ضغوط اميركية وفرنسية على الرئيس المصري. وكان الرئيس مبارك زار الاردن بعد اتهام عمان"حركة المقاومة الاسلامية"حماس بتهريب اسلحة من سورية التي نفت ذلك، من دون قيامه بزيارة دمشق. لكن زيارات اللواء سليمان ساهمت في تحسين الأجواء والتطلع نحو المستقبل للتنسيق بين البلدين. غير ان"المفاجأة"كانت لدى إعلان الرئيس المصري في مقابلة مع صحيفة"أخبار اليوم"انه سيلتقي العاهل الأردني الملك عبدالله يوم الأحد الماضي والرئيس الأسد يوم الثلثاء"انطلاقا من دور مصر العربي الذي يمثل صمام أمان للأمة العربية"، قبل تسلم القاهرة تأكيدات سورية في شأن الموعد في ضوء مواعيد الرئيسين والإجراءات الأمنية والضرورات السياسية، عليه، فإن مسؤولين سوريين كباراً ابلغوا مسؤولين عرباً يوم الاثنين، أي قبل إعلان التأجيل"أن أي موعد لم يحدد بعد"للقاء الأسد ومبارك. والمفاجأة الثانية في دمشق، كانت حديث الجانب المصري عن"وساطة لاحتواء الأزمة"بين دمشقوعمان، قبل أن يبادر الجانبان المصري والأردني إلى نفي ذلك. إذ قال الناطق باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة أن"كلام الرئيس مبارك أخذ خارج السياق". مؤكداً انه"لا توجد أزمة بين الأردن وسورية". كما كان وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط قال إن لقاء مبارك مع الملك عبدالله"لم ينصب على سورية وإنما تركز أساسا على القضية الفلسطينية"، مضيفاً:"لا أتصور أن هناك مشكلة حادة بين الأردن وسورية ولا اعتقد أن هناك مشاكل تعيق العلاقات بين البلدين". وكانت مصادر ديبلوماسية عربية تحدثت عن"مخاوف أردنية في شأن دور حماس في تهريب الأسلحة والدور المحتمل أن تلعبه حركة الإخوان المسلمين في الانتخابات الأردنية المقبلة"، قبل أن تشير إلى وجود"أسئلة مصرية"في شأن دور"حماس"في موضوع الأسلحة وما حصل من تفجيرات في الأردن ومصر. لكن قيادياً في"حماس"نفى ذلك، وقال ل"الحياة":"من عنده مخاوف يجب أن يستقبلنا. نحن مستعدون لإرسال وفد كبير لشرح موقفنا لمن يهمه معرفة الحقيقة". وكان لافتا أن دمشق لم توجه اتهامات مباشرة إلى عمان في شأن تهريب أسلحة إلى جماعات إرهابية على خلفية محاولة التفجير التي حصلت قرب مبنى الإذاعة والتلفزيون، على عكس الاتهامات الأردنية المباشرة لسورية. وأكدت المصادر السورية"عدم وجود أي أزمة"مع عمان. وقالت ل"الحياة":"ليس هناك أي ملف أو قضية أمنية عالقة. كانت بعض التصريحات الأردنية الانتقادية لدمشق لكن الملك عبدالله أعلن تصريحات ايجابية. وكان هناك تشديد أمني أردني على الحدود، ثم وصلت رسالة أردنية بأن الهدف ليس سورية"، وما شجع على تحديد ال28 من الشهر الجاري موعداً لعقد اجتماع اللجنة العليا برئاسة رئيسي الوزراء السوري محمد ناجي العطري والأردني معروف البخيت.