من المرتقب ان تنتقل ملكية شبكة المتاجر الكبرى الفرنسية"برانتان"من مجموعة"بينو برانتان رودوت"الفرنسية الى مجموعة بورليتي الإيطالية، في مقابل مبلغ قدره 1.075 بليون يورو. لكن هذه الصفقة التي تنضم بموجبها المتاجر الفرنسية الموزعة على 17 مدينة بما فيها باريس، الى شبكة متاجر"رينيسيتيه"الكبرى الإيطالية التي تملكها مجموعة بورليني، تتطلب لتصبح نافذة موافقة السلطات المكلفة بالحرص على المنافسة، وأيضاً الأخذ برأي الممثلين النقابيين للعاملين في"برانتان". واختيرت المجموعة الإيطالية لشراء شبكة المتاجر الكبرى الفرنسية، بعد استبعاد، شبكات متاجر فرنسية اخرى كانت قدمت عروضاً لشراء"برانتان"، ومنها شبكة"غاليري لافاييت"الشهيرة وايضاً شبكتا"بي ه في"و"مونوبري"، تحسباً لرفض محتمل من قبل سلطات المنافسة. وتشهد مجموعة"بينو برانتان رودوت"التي يديرها رجل الأعمال الفرنسي فرنسوا بينو، نمواً مستمراً في نشاطها، خصوصاً منذ شرائها في سنة 2004 لمجموعة"غوتشي"للمنتجات الفاخرة، وترغب في تركيز نشاطها في هذا القطاع. ومن هذا المنطلق، فإنها قررت التخلي عن متاجر"برانتان"التي توظف حوالى 5 آلاف شخص، كما من المرجح ان تتخلى لاحقاً عن شبكة متاجر أخرى تابعة لها وهي"كونغوراما"للمعدات المنزلية. ويعتبر المحللون الماليون ان عملية بيع"برانتان"ستلقى صدى ايجابياً في الأسواق المالية، لأنها تشير الى عملية تركيز تدريجية لنشاط المجموعة الأم في مجال المنتجات الفاخرة، بدليل ان أسهم"بينو برانتان رودوت"سجلت ارتفاعاً بلغ 7 في المئة في بورصة باريس منذ إعلانها عن قرار البيع. وتشكل مبيعات متاجر"برانتان"مردودية ضئيلة نسبياً بالنسبة الى المجموعة المالكة، حيث اقتصر رقم اعمالها على 752 مليون يورو عام 2005. وأكدت مجموعة بورليتي عزمها استثمار 280 مليون يورو على مدى خمس سنوات، لتجديد شبكة متاجر"برانتان"وتحسينها، مبدية ثقتها بإدارة المتاجر التي اعتمدت توجهاً في الاتجاه ذاته الذي تتمناه المجموعة الإيطالية. لكن هذا الكلام المثير للاطمئنان، لا يحد من قلق الموظفين في"برانتان"الذين يتخوفون من اعتماد المجموعة الجديدة لخطة صرف تعسفية في حقهم، بحجة تحديث وتيرة العمل في المتاجر. وما يعزز مخاوف هؤلاء الموظفين هو التقلص التدريجي في عدد المتاجر الكبرى التي كانت شديدة الازدهار في مطلع القرن، لكن نشاطها انحسر تدريجاً، وبدأت تغلق ابوابها تباعاً، بحيث وصل عددها في باريس الى ثمانية سنة 1975، وأصبح الآن مقتصراً على أربعة. وكانت متاجر"لاساماريتان"التي شيدت سنة 1869 أغلقت في تموز يوليو الماضي، بسبب انخفاض عائداتها وضرورة القيام بأعمال صيانة في مقرها، كما أغلقت متاجر"غاليري لافاييت"خمسة من فروعها. وقبلها أغلقت شبكة"ماركس اند سبنسر"18 متجراً كانت تملكها في المدن الفرنسية بما فيها باريس، في كانون الأول ديسمبر 2001.